تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلص]:

صفحة 344 - الجزء 9

  ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّيَ بالضُّحَى ... إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عن وَضَحِ الفَمِ

  وقَلَصَ الظِّلُّ عَنِّي يَقْلِصُ قُلُوصاً: انْقَبَضَ، وانْضَمَّ وانْزَوَى، وقيل: ارْتَفَع، وقيل: نَقَصَ، وكُلُّه صَحِيح.

  وقَلَصَ الثَّوْبُ بَعْدَ الغَسْلِ قُلُوصاً: انْكَمَشَ، وتَشَمَّرَ.

  وقَلَصَةُ البِئْر، مُحَرَّكَةً، هكذا في الصّحاح: المَاءُ الَّذِي يَجِمُّ فِيهَا ويَرْتَفِعُ. ج. قَلَصَاتٌ، مُحَرَّكَةً أَيضاً. قال ابن بَرِّيّ: وحَكَى ابنُ الأَجْدَابِيّ عن أَهْلِ اللُّغَة: قَلْصَةُ البِئْرِ، بإِسْكَان الَّلامِ، وجَمْعُهَا قَلَصُ، كحَلْقَة وحَلَقٍ، وفَلْكَةٍ وفَلَكٍ.

  والقَلُوصُ، كصَبُور، من الإِبِلِ: الشَّابَّةُ، وهي بمَنْزِلَةِ الجَارِيَةِ مِنَ النَّسَاءِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو هِيَ البَاقِيَةُ على السَّيْرِ، ولا تَزالُ قَلُوصاً حَتَّى تَبْزُلَ، ثُمَّ لا تُسَمَّى قَلُوصاً.

  وهذا قَوْلُ الَّليْثِ. وقال غَيْرُهُ: هي العَرَبِيَّة الفَتِيَّةُ، أَوْ هي أَوَّلُ ما يُرْكَبُ منْ إِناثَها إِلَى أَن تُثْنِيَ، ثُمَّ هي نَاقَةٌ، أَي إِذا أَثْنَتْ. والقَعُودُ: أَوّلُ ما يُرْكَبُ من ذُكورِها إِلَى أَن يُثنِيَ، ثُمَّ هُوَ جَمَلٌ. وهذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيّ عن العَدَوِيّ.

  وقال غَيْرُهُ: هي الثَّنيَّةُ، وقيل: هيَ ابْنَةُ مَخَاضِ. وقيلَ: هي كُلُّ أُنْثَى من الإِبل حينَ تُرْكَبُ، وإِنْ كانَت بنْتَ لَبُونٍ أَو حِقَّةً إِلى أَنْ تَصيرَ بَكْرَةً أَوْ تَبْزُلَ، والأَقْوالُ مُتَقَاربَةٌ.

  قال الجَوْهَرِيُّ: ورُبَّمَا سَمَّوا النَّاقَة الطَّويلَة القَوائم قَلُوصاً. وفي التَّهْذِيب: سُمِّيَتْ قَلُوصاً لِطُولِ قَوَائمَها ولَمْ تَجْسُمْ بَعْدُ. قال ابن دُرَيْدٍ: خَاصُّ بالإِناثِ، ولا يُقَال للذُّكُورِ قَلُوصٌ. قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:

  حَنَّت قَلُوصِي إِلى بَابُوسِها جَزَعاً ... ماذا حَنِينُك أَمْ ما أَنْتَ والذِّكَرُ

  وأَنشد أَبو زَيْدٍ في نَوَادِرِه:

  أَيُّ قَلُوصِ رَاكبٍ تَراهَا ... طَارُوا عَلاهُنّ فطِرْ عَلَاهَا

  واشْدُدْ بمَثْنَى حَقَبٍ حَقْوَاهَا ... ناجِيَةً وناجِياً أَياهَا

  ج الكُلِّ قلائِصُ، وقُلُصٌ، مثل قَدُومٍ وقُدُمٍ وقَدَائِمَ، وجج قِلَاصٌ، بالكَسْر، مثْل سُلُبٍ وسِلَابٍ. وزَادَ في اللِّسَان في جُمُوعه: قُلْصَانٌ⁣(⁣١)، بالضَّمّ، أَيضاً. وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ:

  عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطَا ... يَشْدَخْنَ باللَّيْلِ الشُّجَاعِ الخَابِطَا

  والقَلُوصُ أَيضاً: الأُنْثَى من النَّعَام، ومن الرِّئَال، هكذا بواو العَطْف في سَائر النُّسَخ. ونَصُّ الجَوهَريّ: من النَّعَام من الرِّئّال، بإِسْقَاطِ الوَاو.

  وفي العُبَاب: القَلُوصُ: الأَنْثَى من النَّعَام.

  وقال ابن دُرَيْدٍ: قُلُصُ النَّعَامِ: رِئَالُهَا. قال عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:

  تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

  ثم قَال: وقيلَ القَلُوصُ: الأُنْثَى من الرِّئال، وهي الرَّأْلةَ.

  وفي اللِّسَان: القَلُوصُ من النَّعام: الأُنْثَى الشَّابَّة من الرِّئال، مثْل قَلُوصِ الإِبلِ، أَي فهو مَجَازٌ، وصَرَّح به الزَّمَخْشَريّ. قال ابنُ بَرّيّ: حَكَى ابنُ خَالَوَيْه عن الأَزْدِيّ أَنَّ القَلُوصَ وَلَدُ النَّعَامِ: حَفَّانُهَا ورِئالُهَا.

  وأَنْشدَ قَوْلَ عَنْتَرَةَ السَّابِق.

  والقَلُوصُ، أيضاً: فَرْخُ الحُبَارَى، وقِيلَ: أُنْثَاهَا.

  وقِيل: هِي الحُبَارَى الصَّغِيرَةُ. وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِلشَّمَّاخ:

  وقَدْ أَنْعَلَتْهَا الشَّمْسُ حَتَّى كَأَنَّهَا ... قَلُوصُ حُبَارَى زِفُّهَا قد تَمَوَّرَا⁣(⁣٢)

  ويَكْنُونَ عن الفَتَيَات بالقُلُص والقَلائص.

  وكَتَبَ أَبُو الْمِنْهَال، بُقَيْلَةُ الأَكْبَر، إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه، من مَغْزَىً له في شَأْنِ جَعْدَةَ، كانَ يُخَالِفُ الغُزَاةَ إِلى المُغِيبَاتِ بهذِه الأَبْيَاتِ:

  أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدًى لَكَ من أَخِي ثِقَةٍ إِزارِي

  قَلائِصَنَا هَدَاكَ الله إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُم زَمَنَ الحِصَارِ


(١) في اللسان: قُلْصان جمع الجمع، وجعل: قِلاص جمع قلوص. والأصل كالصحاح.

(٢) زفها: صغار ريشها، وتمور: تقلع.