[مغص]:
  وفي بَطْنِ الرَّجُلِ مَعَصٌ ومَغَصٌ، وقد مَعِصَ ومَغِصَ.
  ومَعِصَت اليَدُ: اعْوَجَّت، وكَذا الرِّجْلُ، عن ابْنِ القَطّاع.
  [مغص]: المَغْصُ، بالفَتْح، ويُحَرَّك عن ابنِ دُرَيْد ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ. قُلتُ: عِبَارَةُ الصّحاح: والعَامَّة تَقُولُ: مَغَصٌ، بالتَّحْرِيك، وعَزَاهُ لِيَعْقُوبَ. وعِبَارَةُ يَعْقُوبَ: في بَطْنِه مَغْسٌ ومَغْصٌ، ولا يُقَالُ مَغَسٌ ولا مَغَصٌ، وإِنّي لأَجِدُ في بَطْنِي مَغْساً ومَغْصاً. فكيْفَ يُنْسَبُ الوَهَمُ إِلى الجَوْهَرِيّ؟ قال: تَقْطِيعٌ في المِعَى ووَجَعٌ في البَطْنِ، وقد مُغِصَ، كعُنِيَ، فهو مَمْغُوصٌ.
  كذا نَصّ الجَوْهَرِيّ. وقال غيرُه: مَغِصَ، ومَعِصَ، كفَرِح، وهذا نَظَرَ إِلى المَغَص بالتَّحْرِيك.
  والمَغَصُ، ظاهِرُ سِيَاقه أَنَّه بالفَتْحِ، ونَصّ الجوهَرِيّ عن ابْنِ السِّكِّيت بالتَّحْرِيك: المَأْصُ، أَي خِيَارُ الإِبِلِ، الوَاحِدَة مَغَصَةٌ، وأَنشد:
  أَنْتُم وَهَبْتُمْ مِائَةً جُرْجُورَا ... أُدْماً وحُمْرَاً مَغَصاً خُبُورَا(١)
  وقد سَبَقَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنه بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ. وقال غَيْرُ ابنِ السِّكّيت: المَغَصُ من الإِبِلِ والغَنَمِ: الخَالِصَةُ البَيَاضِ، وقِيلَ: البِيضُ فقَطْ، وهي خِيَارُ الإِبِلِ، والإِسْكَانُ لُغَة. قال ابنُ سِيدَه: وأُرَى أَنَّه المَحْفُوظُ عن يَعْقُوبَ.
  ج، أَمْغَاصٌ، كفَرْدٍ وأفرادٍ، أَو سَبَبٍ وأَسْبَابٍ. أَوْ هُوَ جَمْعٌ لا وَاحدَ له من لَفْظِهِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ، ونَصُّه: وإِبِلٌ أَمْغَاصٌ، إِذا كانَتْ خِيَاراً، لا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا. وقال غيْرُه: المَغَصُ، والمَغْص: خِيَارُ الإِبِلِ، وَاحِدٌ لا جَمْعَ له مِنْ لَفْظِه.
  ويُقَال: فُلَانٌ مَغَصٌ، بالفَتْح، أَو بالتَّحْرِيك، من المَغَصِ، بالتَّحْرِيك، كَذَا هو مَضْبُوطٌ: إِذا كانَ ثَقِيلاً، وفي التَّكْمِلَةِ بالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، وفيهَا: إِذا كانَ بَغِيضاً، وفي اللِّسَان الأُولَى كَكَتِفٍ، وفيه: يُوصَفُ بالأَذَى. والكُلُّ مُتَقَارِبٌ، وهوَ مَجَازٌ.
  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
  المَغْص، بالفَتْح: الطَّعْنُ، والسين لُغَة فيه. وفي النَّوَادِرِ: تَمَغَّصَ بَطْنِي، وتَمَعَّصَ، أَي أَوْجَعَنِي. ويُقَال: تَمَغَّسَ، بالسين أَيضاً. والمَغَصُ، أَيضاً: البِيضُ من الغَنَم، وقيل: المَغَصُ من الإِبِلِ: التي قَارَفَت الكَرْمَ، نقله الأَزْهَرِيّ. وتَمَغَّصَنِي الشَّيْءُ: آذانِي، وكَذَا تَمَغَّصْتُ منه.
  [ملص]: المِلَاصُ، بالكَسْرِ: الصَّفَا الأَبْيَضُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وأَنشدَ للأَغْلَبِ:
  كأَنَّ تَحْتَ خُفِّهَا الوَهَّاصِ ... مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلَاصِ
  ويُرْوَى: الأَمْلَاصِ؛ وهي الحِبَالُ المِحْكَمَةُ: والمِيظَبُ: الظُّرَرُ(٢).
  ومِلَاصُ: قَلْعَةٌ بسَوَاحِلِ جَزِيرَةِ صِقِلَّيَةَ، نقله الصَّاغَانِيّ. وقال يَاقُوت: وإِيّاها أرادَ ابْنُ قَلَاقِس بقَوْلِه:
  كيْفَ الخَلَاصُ إِلى مِلَاصَ وسُورُهَا ... مِنْ حَيْثُ دُرْتُ به يَدُورُ قَرِينِي
  قُلْتُ: ويُقَال فِيهَا، أَيضاً: مِيلَاصُ كمِحْرَاب، ولِذَا أَعَادَهَا يَاقُوت مَرَّةً ثانِيَةً.
  وجَارِيَةٌ ذَاتُ شِمَاصٍ ومِلَاصٍ، هكَذَا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في هذِه المَادَّة، مع أَنَّه أَهْمَل مادّة «شمص» وذَكَرَهُ المُصَنِّف، ¦، في الشينِ مع الصَّادِ، فقال: أَيْ ذَاتُ تَفَلُّتٍ وانْمِلَاصٍ، كما تَقَدَّم ..
  ومَلَصَ بسَلْحِه: رَمَى بِه، عن ابنِ عَبَّادٍ، ووَقَعَ في التَّكْمِلَة: مَلَصَ بسَهْمِهِ: رَمَى به.
  ومَلِصَ، كفَرِحَ: سَقَطَ مُتَزَلِّجاً. وكُلُّ شَيْءٍ زَلَّ انْسِلَالاً، مُتَزَلِّجاً لمَلَاسَتِه، فقَدْ مَلِصَ. ورِشَاءٌ مَلِصٌ، ككَتِفٍ تَزْلَقُ الكَفُّ عَنْهُ، ولا تَسْتَمْكِنُ من القَبْضِ عليه، وقد مَلِصَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ للرَّاجِز يَصِفُ حَبْلَ الدَّلْوِ:
  فَرَّ وأَعْطَانِي رِشَاءً مَلِصَا ... كذَنَبِ الذِّئْبِ يُعَدِّي هَبِصَا
(١) انظر رواية الشطرين في مادة «معص».
(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الظرر، هو كصرد الحجر أو المدوّر المحدّد منه كما في القاموس.