تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بوض]:

صفحة 18 - الجزء 10

  ٩٥٢ المَدْفُون ببِرْكَةِ الرَّطْلِيّ، وهو جَدُّ السَّادةِ المَوْجُودِين الآنَ بِمِصْرَ.

  والأَبْيَضُ: جَبَلُ العَرْجِ، على جَادَّةِ الحَاجِّ، بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ.

  والأَبْيَضُ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا الله تَعالَى، مُشرِفٌ على حُقِّ أَبي لَهَبٍ، وحُقِّ إِبراهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، وكان يُسَمَّى في الجاهِليَّةِ المُسْتَنْذر، قاله الأَصْمَعِي.

  والأَبْيَضُ: قَصْرٌ لِلْأَكَاسِرَةِ بالمَدَائِنِ كَانَ مِنَ الْعَجَائِبِ، لَمْ يَزَلْ قَائِماً إلى أَنْ نَقَضَهُ المُكْتَفِي بالله العَبّاسِيُّ، في حُدُودِ سنة ٢٩٠ وبَنَى بِشُرَافَتهِ أَسَاسَ التَّاجِ الَّذِي بدَارِ الخِلافَةِ، وبأَسَاسِهِ شُرَافاتِهِ، فتُعُجِّبَ من هذا الانْقِلَابِ، وإِيَّاه أَرادَ البُحْتُرِيّ بقَوْلِه:

  وَلَقَدْ رَابَنِي نُبُوُّ ابْنِ عَمِّي ... بَعْدَ لِينٍ مِن جانِبَيْهِ وأُنْسِ

  وإِذا ما جُفِيتُ كُنْتُ حَرِيًّا ... أَن أُرَى غيْرَ مُصْبِح حَيْثُ أُمسِي

  حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمُومُ فوَجَّه ... تُ إِلَى أَبْيَضِ المَدَائِنِ عَنْسِي

  أَتَسَلَّى عَنِ الحُظوظِ وآسَى ... لمَحَلٍّ من آلِ سَاسَانَ دَرْسِ

  ذَكَّرَتْنِيهُمُ الخُطُوبُ التَّوَالِي ... ولَقَدْ تُذْكِرُ الخُطُوبُ وتُنْسِي

  والأَبْيَضَانِ: الَّلَبَنُ والماءُ، نقله الجوْهَرِيُّ عن ابْنِ السِّكِّيت. وأَنْشَدَ لِهُذيْلِ بْنِ عَبْدِ الله الأَشْجَعِيّ:

  ولكِنَّما يَمْضِي لِيَ الحَوْلُ كَامِلاً⁣(⁣١) ... وما لِيَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرَابُ

  من الماءِ أو مِنْ دَرِّ وَجْناءَ ثَرَّةٍ ... لهَا حَالِبُ لا يَشْتَكِي وحِلَابُ

  أو الشَّحْمُ واللَّبَنُ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. أَو الشَّحْمُ والشَّبَابُ، قاله أَبُو زيْد وابنُ الأَعْرَابِيّ، ومنه قَولُهُم: ذَهَبَ أَبْيَضَاهُ. أَو الخُبْزُ والْمَاءُ، قاله الأَصْمَعِيُّ وَحْدَه. أَو الحنْطَةُ والمَاءُ.

  قاله الفَرّاءُ.

  وقال الكِسَائِيّ: يُقَال: مَا رَأَيْتُه مُذْ أَبْيَضَانِ، أي مُذْ شَهْرانِ أوْ يَوْمانِ، وذلِكَ لبَيَاضِ الأَيّامِ، وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِيّ. و في الحَدِيث: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ المَوْتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ»، الأَبْيَضُ: الفَجْأَةُ، أَيْ ما يَأْتِي فَجْأَةً ولم يَكُنْ قَبْلَهُ مَرَضٌ يُغَيِّر لَوْنَه. والأَحْمَرُ: المَوْتُ بالقَتْلِ لأَجْلِ الدَّمِ. وقِيلَ مَعْنَى البَيَاضِ فيهِ خُلُوُّه مِمَّا يُحْدِثُهُ مَنْ لا يُعَاقِصُ مِنْ تَوْبَةٍ، واسْتِغْفَارٍ، وقَضَاءِ حُقُوقٍ لازِمَةٍ، وغيْرِ ذلِكَ، من قَوْلهِم: بَيَّضْتُ الإِنَاءَ، إِذا فَرَّغْتَهُ، قاله الصَّاغَانيّ.

  والْأَبَايِضُ، ضَبَطَه هُنَا بالضَّمِّ، والإِطْلاق هُنَا وفي أ ب ض يَدُلّ على أَنَّه بالفَتْح، وهو الصَّوابُ فإِنَّ يَاقُوتاً قال في مُعْجَمِه كأَنَّه جَمْعُ بَايِضٍ⁣(⁣٢). وقد تَقَدَّمَ أَنَّه هَضَبَاتٌ يُوَاجِهْنَ ثَنِيَّةَ هَرْشَى.

  والبَيْضَاءُ: الدَّاهِيَةُ، نَقَله الصَّاغَانِيّ، وكَأَنَّه على سَبِيلِ التَّفاؤُلِ، كما سَمَّوُا اللَّدِيغَ سَليماً.

  والْبَيْضَاءُ: الحِنْطَةُ وهي السَّمْرَاءُ أَيْضاً.

  والبَيْضَاءُ أَيْضاً: الرَّطْبُ من السُّلْتِ، قاله الخَطَّابِيّ.

  وفي حَديثِ سَعْدٍ⁣(⁣٣): «سُئِلَ عن السُّلْتِ بالبَيْضَاءِ فكَرِهَهُ»، أَي لِأَنَّهُمَا عِنْدَهُ جِنْسٌ وَاحِدٌ، وخَالَفَهُ غيْرُهُ، وعَلى قَوْلِ الخَطَّابيّ كرِهَ بَيعهُ باليَابِسِ منه، لأَنَّهُ مِمّا يَدْخُلُه الرِّبَا، فلا يَجُوزُ بَعْضُهُ ببَعْض إِلاّ مُتَمَاثِلَيْنِ، ولا سَبِيلَ إِلى مَعْرِفَةِ التَّمَاثُلِ فِيهِمَا وأَحَدُهُمَا رَطْبٌ والآخَرُ يَابِسٌ، وهذا كقَوْلِهِ : «أَيَنْقُصُ الرَّطْبُ إِذا يَبِسَ؟ فقِيلَ لَهُ: نَعَمْ. فَنَهَى عَنْ ذلِكَ» والسُّلْتُ بَيْنَ الحِنْطَةِ والشَّعيرِ، لا قِشْرَ له.

  والبَيْضَاءُ: الخَرَابُ⁣(⁣٤) من الأَرْضِ، وهُوَ في حَدِيثِ ظَبْيَانَ، وذَكَرَ حِمْيَرَ، قال: «وكانَتْ لَهُمُ البَيْضَاءُ والسَّوْدَاءُ»، أَرادَ الخَرَابَ والعَامِرَ من الأَرْضِ، لأَنَّ المَوَاتَ مِنَ الأَرْضِ يَكُونُ أَبْيَضَ، فإِذا غُرِسَ فيه الغِرَاسُ اسْوَدَّ واخْضَرَّ.

  والبَيْضَاءُ: القِدْرُ، عن أَبِي عَمْرٍو، كأُمّ بَيْضَاءَ، عنه أَيْضاً، وأَنْشَدَ:


(١) صدره في التهذيب:

ولكنه يأتي إلى الحول كله

(٢) في معجم البلدان: أبيض، وقد تقدم.

(٣) كذا بالأصل والنهاية واللسان، وجاء في التكملة: «وسئل سعيد عن السُّلْت ...».

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: الجِرابُ.