[خرب]
  الخُرْبَتَيْنِ أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ» يَعْنِي في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ، والثَّلَاثَةُ بمَعْنًى واحد وكُلُّها(١) قد رُوِيَ، وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمَةِ الأُذُنِ إِذا كانَ ثَقْبَاً غيرَ مخْروم، فإِنْ كانَ مَخْرُوماً قيل: خَرَبَةُ السِّنْدِيِّ، وقِيلَ: الخُرْبَةُ: سَعَةُ خَرْقِ الأُذُنِ، كالأَخْرَبِ اسْمٌ كأَفْكَلٍ، وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِهَا، والخُرْبَةُ مِن الإِبْرَةِ والاسْتِ: خُرْتُهَا، أَي ثَقْبُهَا، كَخَرْبِهَا وخَرَّابَتِهَا مُشَدَّدَةً، ويُضَمَّانِ، والخُرْبَة هي عُرْوَةُ المَزَادَةِ أَوْ أُذُنُهَا، ج أي في الكُلِّ خُرَبٌ بضَمٍّ فَفَتْحٍ وخُرُوبٌ، وهذه عن أَبي زيد نادِرَةٌ وهي أَخْرَابٌ قال أَبو عُبيدٍ: الخُرْبَةُ: عُرْوَةُ المَزَادَةِ، سُمِّيَتْ بها لِاسْتِدَارَتِهَا، ولِكُلِّ(٢) مَزَادَةٍ خُرْبَتَانِ وكُلْيَتَانِ، ويقال: خُرْبَانِ، ويُخْرَزُ الخُرْبَانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ، والخُرَّابَةُ كالخُرْبَةِ، ويُخَفَّفُ، والتَّشْدِيدُ أَكثرُ وأَعْرَفُ فيه، والخُرْبَتَانِ: مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ، قال الجوهَرِيّ: الخُرْبُ: ثَقْبُ رَأْسِ الوَرِكِ(٣)، والخُرْبَةُ مِثْلُه، وكذلك الخُرَابَةُ، وقد يُشَدَّدُ، وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُهُ: ثَقْبُهُ، والجَمْعُ أَخْرَابٌ، وكذلك: خُرْبَتُه وخُرَابَتُه، وخُرَّابَتُهُ(٤)، والأَخْرَابُ: أَطرافُ [أَعيارِ](٥) الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ، والخُرْبَةُ وِعَاءٌ يَجْعَلُ فيه الرَّاعِي زَادَهُ، وقد تقدم في المُهْمَلَةِ مثلُ ذلكَ، فانْظُرْه إِنْ لم يكنْ تصحيفاً، والخُرْبَةُ: الفَسَادُ في الدِّينِ والرِّيبَةُ، وأَصْلُهَا: العَيْبُ، ويقالُ: ما فيه خُرْبَةٌ أَي عَيْبٌ كالخُرْبِ بالضَّمِّ، ويُفْتَحَانِ، والخَرَبِ، بالتَّحْرِيك، ويقال: مَا رَأَيْنَا مِنْ فلانٍ خُرْبَةً وخَرَباً مُنْذُ جَاوَرَنَا، أَي فَسَاداً في دِينِه وشِيْناً، وقد تقدَّم ما يتعلَّق به، وجاءَ في سِيَاقِ البُخَارِيِّ أَنَّ الخَرَبَةَ: الجِنَايَةُ والبَلِيَّةُ(٦).
  وخَرَبَهُ: ضَرَبَ خُرْبَتَهُ وهي مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ أَو غير ذلك حَسْبَمَا ذُكِرَ آنِفاً.
  وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُهُ خَرْباً: ثَقَبَه أَوْ شَقَّهُ.
  وخَرَبَ فلانٌ: صَارَ لِصّاً والخَارِبُ: مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ. وخَرَبَ الدَّارَ: خَرَّبَهَا، كأَخْرَبَهَا الأُولى لغةٌ في الاثنين، عن ابن الأَعرابيّ، وأَبي عمرو، ومن المجاز: هُوَ خَرِبُ الأَمَانةِ، وعِنْدَهُ تَخْرَبُ الأَمَانَاتُ، كذا في الأَساس.
  وخَرَبَ فلانٌ إِبِلَ(٧) فلانٍ يَخْرُبُ خِرَابَةً مِثْلُ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابَةً، قاله الجوهريّ، وقال اللِّحْيَانيُّ: خَرَبَ فلانٌ بِإِبِلِ فلانٍ يَخْرُبُ بِهَا خَرَابَةً، بالكَسْرِ والفَتْح، وخَرْباً وخُرُوباً أَيْ سَرَقَهَا، قال: هكذا جاءَ متعدِّياً بالباء، وقد رُوِيَ عن اللحيانيِّ متعدِّياً بغير الباء أَيضاً، وأَنشد.
  أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا ... وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
  لَا يَحْسِبَانِ الله إِلَّا رَقَدَا
  والخَارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثم نُقِلَ إِلى غيرِهَا اتِّسَاعاً، قال الشاعر:
  إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْرِزَامَا ... خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا
  قال أَبو منصور: أَكْتَلُ ورِزَامٌ: رَجُلَانِ خَارِبَانِ، أَيْ لِصَّانِ، وخُوَيْرِبَانِ تَصْغِيرُ «خَارِبَانِ» صَغَّرَهُمَا، والجَمْعُ خُرَّابٌ.
  والخَرَبُ، مُحَرَّكَةً: ذَكَرُ الحُبَارَى قيل: هو الحُبَارَى كُلُّهَا، أَو(٨) الخَرَبُ مِنَ الفَرَسِ: الشَّعَرُ المُقَشَعِرُّ في الخَاصِرَةِ قاله الأَصمعيّ، وأَنشد:
  طَوِيلُ الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى ... كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
  الحِدَأَةُ: سَالِفَةُ الفَرَسِ، وهو ما تقدَّم من عُنُقِه أَو الشَّعَرُ المُخْتَلِفُ وَسَطَ المِرْفَقِ(٩) منه، قال أَبو عبيدةَ: [من دوائر الفرس](١٠) دَائِرَةُ الخَرَبِ، وهي الدائرةُ التي تكونُ عندَ الصَّقْرَينِ، ودَائِرَتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللتَانِ عندَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ ج أَخْرَابٌ وخِرَابٌ وخِرْبَانٌ، بكَسْرِهِمَا
(١) عن النهاية، وبالأصل «وكلاهما».
(٢) من هنا، هذا قول أبي عبيدة كما في اللسان.
(٣) في الصحاح: ثقب الورك.
(٤) زيد في اللسان، وخَرَّابَتُه.
(٥) عن اللسان.
(٦) يشير إلى حديث «الحرم لا يعيذ عاصياً ولا فارّاً بخربة».
(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «وخرب فلان الخ الذي في الصحاح المطبوع الذي بيدي خرب فلان بإبل فلان الخ معدى بالباء موافقاً لما في المتن فلعل ما وقع له نسخة أخرى».
(٨) كذا.
(٩) في نسخة القاموس، واللسان: وسط مرفقه.
(١٠) زيادة عن القاموس.