تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع الضاد

صفحة 63 - الجزء 10

  يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه، ومِثْلُه سَيَّأَ، وشَوَّلَ، وأَسابَ وأَساحَ وسَيَّحَ.

  وارْفِضَاضُ الدُّمُوعِ: تَرَشُّشُها، كما في العُبَابِ. وعِبَارَةُ الصّحاح: ارْفِضَاضُ الدَّمْعِ: تَرَشُّشُه⁣(⁣١). وفي اللسان: ارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضَاضاً: سالَ وتَفَرَّقَ وتَتَابَعَ سَيَلَانُه وقَطَرَانُه، وقيل: إِذا انْهَلَّ مُتَفَرِّقاً. والارفِضَاضُ، مِنَ الشَّيْءِ: تَفَرُّقُهُ وذَهَابُه. وكُلُّ مُتَفَرَّقٍ ذَهَبَ مُرْفَضٌّ، قاله الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَد لِلْقُطَامِيّ:

  أَخُوكَ الَّذِي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ

  يقولُ: هو الَّذِي إِذا رآكَ مَظْلوماً رَقَّ لك، وذَهَب حِقْدُه، كالتَّرَفُّضِ فِيهِما. يُقَال: تَرَفَّضَ الدَّمْعُ، إِذا سالَ وتَفَرَّقَ.

  وتَرفَّضَ الشَّيْءُ: ذَهَبَ مُتَفَرِّقاً.

  والرَّافِضُ في قَوْلِ عَمْرو بْنِ أَحمرَ البَاهِلِيَّ:

  إِذا ما الحِجَازِيَّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ ... بمَيْثَاءَ لا يَأْلُوكَ رَافِضُها صَخْرَا

  الرَّامِي، وأَعلَقْنَ بمَعْنَى عَلَّقْنَ، أَي إِذا عَلَّقْن أَمْتِعَتَهُنَّ بالشَّجَر، هكذا في النُّسَخ. والصَّوابُ: على الشَّجَرِ، لأَنَّهُن في بِلادِ شَجَرٍ. طَنَّبَتْ، أَيْ مَدَّتْ أَطْنَابَهَا، وخَيَّمَتْ هِيَ، أَي ضَرَبَتْ خَيْمَتَهَا، بمَيْثَاءَ، أَي بسَهْلَةِ لَيِّنَةٍ. لا يَأْلُوكَ: لا يَسْتَطِيعُك، ورَافِضُهَا، أَي الرَّامِي بِهَا⁣(⁣٢) أَنْ يَرْمِيَ صَخْرَةً لِفِقْدانِهَا، يُرِيدُ أَنَّهَا في أَرْضٍ دَمِثةٍ⁣(⁣٣) لَيِّنَةً، كَذا في العُبَابِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَة.

  وتَرَفَّضَ الشَّيْءُ، إِذا تَكَسَّرَ، كما في العُبَاب⁣(⁣٤).

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  ارْفَضَّ عَرَقاً، أَي جَرَى عَرَقُه وسالَ: وارْفَضَّ جُرْحُه: سالَ قَيْحُه وتَفَرَّقَ. وارْفَضَّ الوَجَعُ: زالَ. ويُقَال لشَرَكِ الطَّرِيقِ إِذا تَفَرَّقَتْ: رِفَاضٌ بالكَسْرِ، قاله الجَوْهَرِيّ، وأَنشد لرُؤْبَة:

  يَقْطَعُ أَجوازَ الفَلَا انْقِضَاضِي ... بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفَاضِ⁣(⁣٥)

  وهي أَخاديدُ الجَادَّةِ المُتَفَرِّقَةَ. وقِيل: هي المُرْفَضَّةُ المُتَفَرَّقةُ يَمِيناً وشِمالاً.

  وتَرَفَّضَ القَوْمُ وارْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا. قاله اللَّيْث.

  والرِّفَاضُ ككِتَابٍ: جَمْعُ رَفْضٍ: القَطِيعُ من الظَّبَاءِ المُتَفَرِّقُ.

  والرَّفْضُ: الكَسْرُ. والرَّفْضُ: الطَّرْدُ.

  ورَفَضُ الشَّيْءِ، بالتَّحْرِيك: ما تَحَطَّمَ منه وتَفَرَّقَ، والجَمْعُ أَرْفَاضٌ. قال طُفَيْلٌ يَصِفُ سَحاباً:

  لَهُ هَيْدَبٌ دَانٍ كأَنَّ فُرُوجَهُ ... فُوَيْقَ الحَصَى والأَرْضِ أَرْفَاضُ حَنْتَمِ

  شَبَّهَ قِطَعَ السَّحَابِ السُّودَ الدّانِيَةَ من الأَرْضِ لامْتِلائِهَا بكِسَرِ الحَنْتَمِ المُسْوَدِّ والمُخْضَرِّ.

  ومَرَافِضُ الأَرْضِ: مَسَاقِطُهَا من نَوَاحِي الجِبَالِ ونَحْوِها، وقد وُجِد هذَا في بَعْض نُسَخِ الصّحاح على الهَامِش.

  ورَفَضُ الشَّيْءِ: جَانِبُهُ. قال بَشّار:

  وكَأَنَّ رَفْضَ حَدِيثِهَا ... قِطَعُ الرِّياضِ كُسِينَ زَهْرَا

  والرِّفْضُ، بالكَسْرِ: مُعْتَقَدُ الرَّافِضَةِ، ومنه قولُ الإِمَام الشَّافِعِيّ، ¥، فيما يُنْسَب إِلَيْه، وأَنْشَدَناهُ غَيْرُ واحدٍ من الشُّيُوخ:

  إِنْ كانَ رِفْضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ أَنِّي رَافِضِيٌّ


(١) عن الصحاح وبالأصل «ترشيشه».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ورافضها أَي الرامي الخ هكذا في النسخ باثبات الواو، ولعل الأولى حذفها، وعبارة اللسان: لا يألوك: لا يستطيعك، والرافض: الرامي. يقول: من أَراد أَن يرمي بها لم يجد حجراً يرمي به».

(٣) عن اللسان والتكملة وبالأصل «دمسة».

(٤) ومثله في التهذيب واللسان.

(٥) في الصحاح: «كالعيس» وصوّب ابن بري الرواية «بالعيس» والشرك جمع شركة وهي الطرائق التي في الطريق.