تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ركض]:

صفحة 64 - الجزء 10

  والأَرْفَاضُ: هُمُ الرّافِضَةُ، الطَّائِفَةُ الخَاسِرَة، كأَنَّه جَمع رَافِضٍ، كصَاحب وأَصْحاب.

  وقال الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يقولُ: القَوْمُ رَفَضٌ في بُيُوتِهِم. أَي تَفَرَّقُوا في بُيُوتِهِمْ، والنَّاسُ أَرْفَاضٌ في السَّفَر، أَي مُتَفَرِّقون.

  ونَعَامٌ رَفَضٌ. بالتَّحرِيك، أَي فِرَقٌ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ:

  بِهَا رَفَضٌ من كُلِّ خَرْجاءَ صَعْلَةٍ ... وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْيِ المُخَبَّلِ

  ومن المَجَازِ: الرَّفْضُ، بالفَتْحِ: القُوتُ، مَأْخُوذٌ من الرَّفْضِ الَّذِي هو القَلِيلُ من المَاءِ واللَّبَنِ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: رَفَضَ فُوهُ يَرْفُضُ إِذا أَثْغَرَ، كما في العُبَاب.

  ومن المَجَازِ: دَهَمَنِي من ذلِكَ ما انْفَضَّ منه صَدْرِي وارْفَضَّ منه صَبْري.

  وتقول: لِشَوْقي إِلَيْكَ في قَلْبِي رَكَضَات، ولحُبِّك في مُفاصِلِي رَفَضَات. هُوَ من رَفَضَت الإِبِلُ إِذا تَبَدَّدَت⁣(⁣١) في المَرْعَى، كما في الأساس.

  [ركض]: الرَّكْضُ: تَحْريكُ الرِّجْلِ كما في الصّحاح.

  قال: ومنه قَوْلُه تَعَالَى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ ٤٢}⁣(⁣٢): قال الصّاغَانِي: أَي اضْرِبْ بهَا الأَرْضَ ودُسْهَا بها. وقال ابنُ الأَثير⁣(⁣٣): أَصْلُ الرَّكْضِ الضَّرْبُ بالرِّجل والإِصَابَةُ بهَا، كما تُرْكَضُ الدّابَّةُ وتُصابُ بالرِّجْل. وأَنشد الصّاغَانيّ لذي الرُّمَّة يَصف الجُنْدَبَ:

  مُعْرَوْرِياً رَمَضِ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُه ... والشَّمْسُ حَيْرَى لَها بالجَوِّ تَدْوِيمُ

  وفي الأَسَاس: يقال: رَكَضَ الجُنْدَبُ الرَّمْضَاءَ بكُرَاعَيْه.

  وهو مَجَاز. ومنه أَيْضاً حَدِيثُ عُمَرَ بن عَبْد العَزيز: «إِنّا لَمَّا دَفَنَّا الوَليدَ رَكَضَ في اللَّحْدِ» أَي ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ. وهو مَجاز.

  والرَّكْضُ: الدَّفْعُ، ومنه سُمِّيَ دَمُ الاسْتِحاضَةِ رَكْضَةَ الشَّيْطَان، كما سَيَأْتي.

  والرَّكْضُ: اسْتِحْثَاثُ الفَرَسِ للعَدْوِ برِجْلِهِ واسْتجْلابُه إِيَّاهُ، وقَد رَكَضَ الدَّابَّةَ يَرْكُضُهَا رَكْضاً: ضَرَبَ جَنْبَيْهَا بِرِجْلِهِ، قال الجَوْهَرِيّ: ثُمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ: رَكَضَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، ولَيْسَ بالأَصْل، والصَّوابُ رُكِضَ، بالضَّمِّ، كما سَيَأْتي.

  ومن المَجَاز: الرَّكْضُ: تَحَرُّكُ الجَنَاحِ، وهو يَرْكُضُ بِجَنَاحَيْهِ: يُحَرِّكُهُمَا ويَرُدُّهُمَا عَلَى جَسَده، كما في الأَسَاسِ. وفي الصّحاح: ورُبما قالُوا رَكَضَ الطَّائرُ، إِذا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ في الطَّيَرَانِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجز:

  أَرَّقَنِي طَارِقُ هَمٍّ أَرَّقَا⁣(⁣٤) ... ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا

  وأَنشدَ الصَّاغَانِيّ لسَلَامَةَ بن جَنْدَلٍ:

  وَلَّى حَثِيثاً وهذَا الشَّيْبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقِيبِ

  وفي اللّسَان: يَجُوز أَن يُعْنَى باليَعَاقِيب ذُكُورُ القَبَجِ، فيكون الرَّكْضُ من الطَّيَرَانِ، ويَجُوز أَنْ يُعْنَى بهَا جِيَادُ الخَيْل فيكُون من المَشْيِ. قال الأَصْمَعِيّ: لَمْ يَقُل أَحدٌ في هذا المَعْنَى مثْلَ هذَا البَيْتِ، ويُقَال: رَكَضَ الطّائرُ رَكْضاً: أَسْرَعَ في طَيَرانه.

  والرَّكْضُ: الهَرَبُ، وقد رَكَضَ الرَّجُلُ إِذا فَرَّ وَعَدَا، قاله ابن شُمَيْلٍ. ومنه قولُه تعالَى: {إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ١٢ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا}⁣(⁣٥) قال الزّجّاجُ: أَي يَهْرُبُون من العَذَاب.

  وقال الفَرّاءُ: أَيْ يَنْهَزِمُون ويَفِرُّون.

  والرَّكْضُ: العَدْوُ، والإِحْضَارُ، وقد رَكَضَت الفَرَسُ الأَرْضَ بقَوَائمهَا، إِذا عَدَتْ، وأَحْضَرَتْ. وقيلَ: رَكَضَتِ الخَيْلُ: ضَرَبَتِ الأَرْضَ بحَوَافِرِهَا. وهو مَجَازٌ.


(١) في الأساس «تفرقت» وشاهده كما في الأساس قول ذي الرمة:

أَبت ذكرٌ عوّدْنَ أَحشاء قلبه ... خفوقاً ورَفْضات الهوى في المفاصلِ

(٢) سورة ص الآية ٤٢.

(٣) قول ابن الأثير هو تفسير لحديث ابن عباس في دم الاستحاضة، وسيأتي.

(٤) ويروى: «طرّقا» ونسبه في اللسان لرؤبة.

(٥) من الآيتين ١٢ و ١٣ من سورة الأنبياء.