تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع الضاد

صفحة 109 - الجزء 10

  والغَرْضُ: شُعْبَةٌ في الوَادِي غَيْرُ كَاملَةٍ، أَوْ أَكْبَرُ من الهَجِيج، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ. وهما قَولٌ وَاحدٌ، كما هو نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ في النَّوَادِرِ فإِنّه قال: الغَرْضُ: شُعْبَةٌ في الوَادِي أَكْبَرُ من الهَجِيجِ، ولا تَكُونُ شُعْبَةً كَامِلَةً، ج غُرْضَانٌ، بالضّمِّ والكَسْر. يُقَالُ: أَصَابَنَا مَطَرٌ أَسالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ. وزَهَادُهَا: صِغَارُهَا.

  والغَرْضُ: مَوضِعُ مَاءٍ. كَذا بخَطِّ أَبي سَهْلٍ في نُسْخَةِ الصّحاح، وهو الصَّوَابُ - ووُجِدَ في المَتْنِ بخَطِّ بَعْضِهم: مَوْضِعٌ ما - تَرَكْتَه فلَم تَجْعَلْ فيه شَيْئاً. كذَا في الصّحاح⁣(⁣١) وقال بَعْضُهمْ: هُوَ كالأَمْتِ في السِّقَاءِ. وبه فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِز:

  والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ

  وقال أَبُو الهَيْثم: الغَرْضُ: التَّثَنِّي. والغَرْضُ، أَيْضاً: أَنْ يَكُونَ سَمِيناً فيُهْزَلَ فيَبْقَى في جَسَده غُرُوضٌ. نقله الصّاغَانيّ.

  وعن ابْن عَبَّادٍ: الغَرْضُ: الكَفُّ. يُقَال: غَرَضْتُ منْه، أَي كَفَفْتُ. وقال أَيْضاً: الغَرْضُ: إِعْجَالُ الشَّيْءِ عَنْ وَقْته.

  وكُلُّ شَيْءٍ أَعْجَلْتَهُ عن وَقْتِهِ فقَدْ غَرَضْتَهُ، كما في العُبَاب والتَّكْمِلَة.

  والمَغْرِضُ، كمَنْزِلٍ، من البَعير، كالمَحْزِمِ للفَرَسِ.

  ونَصُّ العُبَابِ: من الفَرَسِ والبَغْلِ والحِمَارِ، ونَصّ الصّحاح: كالمَحْزِمِ من الدّابَّةِ. قال: وهي جَوَانِبُ البَطْنِ أَسْفَلَ الأَضْلاعِ الَّتي هي مَوَاضِعُ الغَرْضِ مِنْ بُطُونِهَا، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وهو أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ:

  يَشْرَبْن حتَّى تُنْقِضَ المَغَارِضُ ... لا عَائقٌ منْهَا ولا مُعَارِضُ

  وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لابْنِ مُقْبِلٍ:

  ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا

  وفي اللّسَان: وأَنْشَدَ آخَرُ لشَاعرٍ:

  عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اشْتَدَّ مَغْرِضُهُ ... وكادَ يَهْلِكُ لَوْلَا أَنَّه طَافَا

  أَي انْسَدَّ ذلِكَ المَوْضعُ منْ شِدَّةِ الامْتِلاءِ.

  وقيلَ: المَغْرِضُ: رَأْسُ الكَتِفِ الَّذي فيه المُشَاشُ تَحْتَ الغُرْضُوفِ. وقيلَ: هو بَاطِنُ ما بَيْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ.

  ويُقَالُ: طَوَيْتُ الثَّوْبَ على غُرُوضِه⁣(⁣٢)، أَي غُرُورِه، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ، ونقله الصّاغَانيّ عن ابنِ عَبْادٍ.

  وقال أَبو عُبَيْدَة: في الأَنْف غُرْضَانِ، بالضَّمِّ، مُثَنَّى غُرْضٍ. وهُوَ، كَذا في النُّسَخِ ومِثْلُهُ فِي العُبَاب، ونَصُّ اللِّسَان: وهُمَا ما انْحَدَرَ منْ قَصَبَةِ الأَنْفِ من جَانِبَيْه جَمِيعاً، كما في العُبَاب، وفِيهما عِرْقُ البُهْرِ، كما في اللّسَان. قال أَبو عُبَيْدَةَ: وأَمّا قَوْلُه:

  كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ وَارِدَاتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرَانِبِ

  فقد قِيلَ: إِنّه أَرادَ الغُرْضُوفَ الذي⁣(⁣٣) في قَصَبَةِ الأَنفِ فحَذَفَ الواوَ والفَاءَ، ورَواهُ بَعْضُهم: لَهُمْ عارِضَاتُ الوِرْد وقد تَقَدّم في «ع ر ض».

  والغَارِضُ مِنَ الأُنُوف: الطَّويلُ.

  والْغَارِضُ: مَنْ وَرَدَ الماءَ بَاكِراً. يُقَال: وَرَدْتُ الماءَ غَارِضاً أَيْ مُبْكراً كما في الصّحاح. وذلك المَاءُ غَرِيضٌ، كما في اللّسَان، ويُرْوَى بالعَيْن المُهْمَلَة. كما تَقَدَّم.

  ومن المَجَاز: أَغْرَضَ لهُمْ غَرِيضاً، أَيْ عَجَنَ عَجِيناً ابْتَكَرَهُ، ولَمْ يُطْعِمْهم بَائتاً.

  وفي الأَسَاس: غَرَضْتُ للضَّيْفِ غَرِيضاً: أَطْعَمْتُهُم طَعَاماً غَيْرَ بَائتٍ.

  وأَغْرَضَ النَّاقَةَ: شَدَّهَا بالغُرْضَةِ والغَرْضِ، كغَرَضَها غَرْضاً. ويُقَال: غَرَضَ البَعِيرَ بالْغَرْضِ: شَدَّه، وأَغْرَضَه: شَدَّ عليه الغَرْضَ.


(١) الذي في الصحاح: «موضع ماء» ومثله في التهذيب.

(٢) في الأساس: على غروضه وغروره. [والقاموس: «طوى الثوب» بدل: «طويت الثوب»].

(٣) عن التهذيب واللسان.