تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غبض]:

صفحة 108 - الجزء 10

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: الغَرَضُ المَخَافَةُ.

  وفي الصّحاح: غَرُضَ الشَّيْءُ غِرَضاً، كصَغُرَ صِغَراً فهو غَرِيضٌ، أَي طَرِيٌ، يقَال: لَحْم غَرِيضٌ. قال أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيّ يَصِفُ أَسَداً ولَبُؤَتَه:

  يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَها من فَرَائِسٍ ... رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ

  ويُرْوَى: رَفِيتُ. ومُغِبّاً، أَي غَابّاً. ومُشَرْشَرٌ، أَي مُقَطَّعٌ.

  والغَرِيضُ: المُغَنِّي المُجِيدُ، من المُحْسِنِينَ المَشْهُورِينَ، سُمِّيَ للِينِهِ. وقال ابنُ بَرِّيّ: الغَرِيضُ: كلُّ غِنَاءٍ مُحْدَثٍ طَرِيٍّ، ومنه سُمِّيَ المُغَنِّي الغَرِيض، لأَنَّه أَتَى بغِنَاءٍ مُحْدَثٍ.

  وقال الحافِظُ في «التَّبْصير»: الغَرِيض: مُخَنَّثٌ مَشْهُورٌ، واسْمُهُ عَبْدُ المَلِكِ. قُلتُ: وهو مَوْلَى الثُّرَيّا بنْتِ عَبْدِ الله بنِ الحارِثِ بن أُمَيَّةَ، التي كان يَتَشَبَّبُ بها ابنُ أَبي رَبِيعَةَ.

  ومَاءُ المَطَرِ غَرِيضٌ لطَرَاءَتِهِ، كالمَغْرُوضُ، كما في الصّحاح، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ وهو الحادِرَةُ:

  بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... منْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ

  وقال آخَرُ، هو لَبيدٌ ¥:

  تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْه ... مُشَعْشَعَةٌ بمَغْرُوضٍ زُلَالِ

  ويُقَال: كُلُّ أَبْيَضَ طَرِيٍّ غَرِيضٌ، كما في الصّحاح.

  والغَرِيضُ: الطَّلْعُ، كالْإِغْرِيضِ، فيهما، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ واللَّيْثُ. وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: الإِغْرِيضُ: الطَّلْعُ حينَ يَنْشَقُّ عن كَافُورِه. وقال الكِسَائيُّ: الْإِغْرِيضُ: كُلُّ أَبْيَضَ مثْلُ اللَّبَن، وما يَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ. وقال غَيْرُه: الطَّلْعُ يَدْعُونَهُ الإِغْرِيضَة.

  ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: كَأَنَّ ثَوْبَهَا⁣(⁣١) إِغْرِيض، ورِيقَها رَيِّقٌ عَرِيض، يُشْفَى بِرَشْفِهِ⁣(⁣٢) المَرِيض. الإِغْرِيضُ: ما يَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ. ورَيِّقُ الغَيْثِ: أَوَّلُه.

  وغَرَضَ الإِنَاءَ يَغْرِضُهُ، من حَدِّ ضَرَبَ: مَلَأَهُ، كما في الصّحاح، وكذَا غَرَضَ السِّقَاءَ والحَوْضَ، إِذا مَلَأَهُمَا.

  وأَنْشَدَ للرَّاجز وهو أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيّ:

  لا تَأْوِيَا لِلْحَوْض أَنْ يَفِيضَا ... أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ منَ أنْ تَغِيضَا

  كأَغْرَضَهُ. قال ابنُ سِيدَه: وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكاهُ.

  وغَرَضَهُ أَيْضاً، إِذَا نَقَصَهُ عن المَلْءِ، فهو ضِدٌّ، صَرَّح به الجَوْهَرِيّ، وأَنشد للرَّاجِزِ:

  لَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ ... والدَّأْظُ حَتَّى ما لَهُنَّ غَرْضُ

  يَقُولُ: فَدَاهُنَّ من النَّحْرِ والبَيْعِ المَحْضُ والدَّأْظُ. وقال الباهليُّ: الغَرْضُ: أَنْ يَكُونَ في جُلُودِهَا نُقْصَانٌ.

  وغَرَضَ السِّقَاءَ يَغْرِضُهُ غَرْضاً: مَخَضَهُ، فإِذا ثَمَّرَ، أَيْ صارَ ثَمِيرَةً قَبْلَ أَن يَجْتَمِع زُبْدُهُ صَبَّهُ فسَقَاهُ القَوْمَ، نَقَلَه الجَوْهَريّ عن ابْنِ السِّكِّيت.

  قال ويُقَالُ أَيضاً: غَرَضَ السَّخْلَ يَغْرِضُهُ غَرْضاً، إِذا فَطَمَهُ قَبْلَ إِنَاهُ، أَي قَبْلَ إِدْرَاكِهِ.

  وغَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُهُ غَرْضاً: اجْتَنَاهُ غَرِيضاً، أَي طَرِيًّا، أَوْ أَخَذَهُ⁣(⁣٣) كَذلكَ، أَي طَرِيًّا. وفي النُّسخ: أَو جَذَّهُ، وهُو غَلَطٌ، كغَرَّضَه، فيهما، تغْرِيضاً.

  والغَرْضُ للرَّحْل كالحِزَام للسَّرْج، والبِطَانِ للقَتَبِ، ج: غُرُوضٌ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وأَغْرَاضٌ أَيْضاً، كما في الصّحاح.

  وفي الحَدِيث: «لا تُشَدُّ الغُرْضُ⁣(⁣٤) إِلاَّ إِلى ثَلاثَةِ مَسَاجدَ: المَسْجدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِي هذا، ومَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ» كالغُرْضَةِ، بالضَّمِّ، وهو التَّصْدِيرُ، ج غُرْضٌ، ككُتُبٍ وكُتْبٍ، كما في الصّحاح⁣(⁣٥). وأَنشَد الصّاغَانيُّ لابْنِ مُقْبلٍ في الغُرُوضِ:

  إِذا ضَمَرَتْ وأَمْسَى الحُقْبُ مِنْهَا ... مُخَالِفَةً لِأَحْقِيهَا الغُرُوضُ


(١) في الأساس: ثغرها.

(٢) الأساس: بترشفه.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «أَجَدَّه».

(٤) ضَبطت بالضم عن النهاية واللسان، وضبطها الهروي الغرض بالفتح.

(٥) في الصحاح: والجمع غُرض مثل بُسْرة وبُسْرٍ وغُرُض مثل كُتْب وكُتُب.