تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنبض]:

صفحة 145 - الجزء 10

  في حالِ شَبَابِي لِهِدَايَتِي في المفَاوِزِ، وقُوَّتِي على السَّفَرِ.

  وسقَطَتِ النُّونُ من تَريْن لِلْجَزْم بالمُجَازَاةِ، ومَا زَائِدَةٌ، والصَّنَاعَيْنِ تَثْنِيَةُ امْرَأَةٍ صَنَاعٍ. والقَعْضُ: المَقْعُوضُ: وَصْفٌ بالمَصْدَرِ. كقَوْلك: مَاءٌ غَوْرٌ. والعَرِيش هاهنا الهَوْدَجُ، هذا نَصُّ الصّحاح. وقال الصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَةِ. وبَيْنَ قَوْلِهِ القَعْضَا وقَوْلِه فَقَدْ ثَلاثَةُ أَبْيَاتٍ مَشْطُورَةٌ ساقِطَةٌ وهي:

  مِنْ بَعْدِ جَذْبِي المِشْيَةَ الجِيَضَّى ... في سَلْوَةٍ عِشْنَا بِذَاكَ أُبْضَا

  خِدْنَ اللَّوَاتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا

  قال: النُّعْضُ: الأَرَاك⁣(⁣١) وما يُسْتَاكُ به، كما سيَأْتِي.

  وفي اللّسان: قَعَضَ رَأْسَ الخَشَبَةِ قَعْضاً. فانْقَعَضَتْ: عَطَفَها. وخَشَبَةٌ قَعْضٌ: مَقْعُوضَةٌ. وقَعَضَهُ فَانْقَعَضَ، أَي انْحَنَى، وأَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَةَ السَّابِقِ. ثُمَّ قالَ: قال ابنُ سِيدَه: عِنْدِي القَعْضُ في تأْوِيلِ مَفْعُولٍ، كقَوْلِكَ دِرْهمٌ ضَرْبٌ، أَيْ مضْرُوبٌ، ثُمَّ قال في التَّكْمِلَةِ: القَعْضُ، بالفَتْحِ: الصَّغِيرُ. والقَعْضُ: المُنْفَكُّ: والقَعْضُ: الضَّيِّقُ. قُلْتُ: وفي اللِّسَان قال الأَصْمَعِيُّ: العرِيشُ القَعْضُ: الضَّيِّقُ.

  وقِيلَ: هو المُنْفَكُّ. قُلْتُ: والصَّادُ لُغَةٌ في الأَخِيرِ عن كُراع، كما تَقَدَّمَ، وذَكَرَ ابنُ القَطَّاع في كِتَابِه في «ق ع ض» قعضَت الغَنَمُ، بالضَّاد: أَخَذَهَا دَاءٌ يُمِيتُهَا من ساعَتِهِ.

  قُلْتُ: والمَعْرُوفُ فيه الصَّادُ المُهْمَلَةُ، ولكِنَّهُ حيْثُ ضَبَطَه بالمُعْجَمَةِ أَوْجَبَ ذِكْرَهُ.

  [قنبض]: القُنْبُض، بالضَّمِّ، كَتَبَهُ بالحُمْرَةِ على أَنَّ الجَوْهَرِيَّ أَهْمَلَهُ، ولَيْس كَذلِكَ، بل ذَكَرَهُ في «قبض» عَلَى أَنَّ النُّونَ زَائِدَةٌ كما هُوَ رأْيِ أَكْثَرِ الصَّرْفِيِّينَ، وتَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه. وقال ابنُ عَبّادٍ: هو الحَيَّةُ. وذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ أَيْضاً في «ق ب ض» وكَذَا في العُبابِ ولكِنَّهُ أَعَادَهُ هَاهُنَا.

  وقال اللَّيْثُ: القُنْبُضَةُ، بِهَاءٍ: المَرْأَةُ الدَّمِيمَةُ، بالدَّالِ المُهْمَلَةِ، وهِيَ الحَقِيرَةُ، أَو هِيَ القَصِيرَةُ، ورجُلٌ قُنْبُضٌ، فِيهِمَا. وأَنْشَد الجَوهَرِيُّ لِلْفَرَزْدَقِ:

  إِذا القُنْبِضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى ... رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

  [قوض]: قَاضَ البِنَاءَ يَقُوضُه قَوْضاً: هَدَمه، كقَوَّضَهُ تَقْوِيضاً، وكُلُّ مَهْدُومٍ مُقَوَّضُ.

  وفي حَدِيثِ الاعْتِكَافِ: «فَأَمَر ببِنائِهِ فقُوِّضَ» أَيْ قُلِعَ وأُزِيلَ، وأَراد بالبِنَاءِ الخِبَاءَ.

  ومنه. تَقْوِيضُ الخِبَاءِ.

  أَو التَّقْوِيضُ: نَقْضٌ من غَيْرِ هَدْم وهذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  يُقَال: قَوَّضَهُ فتَقَوَّضَ. ومِنْهُ: تَقَوَّضَتِ الحَلَقُ⁣(⁣٢) والصُّفُوفُ، إِذا انْتَقَضَتْ وتَفَرَّقَتْ. وهي جَمْعُ حلْقَةٍ من النَّاس، كما في الصّحاح. أَو هُوَ، أَيْ التَّقْوِيضُ نَزْعُ الأَعْوَادِ والأَطْنَابِ، وهذا قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ.

  وتَقَوَّضَ البَيْتُ: انْهَدَمَ سَواءٌ كانَ بيْتَ مَدَرٍ أَو شَعرٍ، وكَذلِكَ تَقَوَّزَ، بالزَّاي. وقَوَّضَهُ هُو، كما نَقَلَهُ الجوْهَرِيّ، كانْقَاضَ. قال أَبو زَيْدٍ: انْقَاضَ الجِدارُ انْقِيَاضاً، أَي تَصدَّعَ من غَيْرِ أَنْ يَسْقُطَ، فإِنْ سَقَطَ قِيل تَقَيَّضَ، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ⁣(⁣٣).

  وتَقَوَّضَ الرَّجُلُ: جاءَ وذَهَبَ، وتَرَكَ الاسْتِقْرار. ومنه الحدِيثُ: «فجَاءَت الحُمَّرَةُ إِلَى النَّبِيّ تَقَوَّضُ فقالَ: مَنْ فَجَعَ⁣(⁣٤) هذِه بفَرْخَيْهَا؟ قال: فَقُلْنَا: نَحْنُ، فَقَال: رُدُّوهُمَا.

  فَرَدَدْنَاهُمَا إِلَى مَوْضِعِهِمَا».

  قال الأَزْهَرِيُّ: تقَوَّضُ أَي تَجِيءُ وتَذْهَبُ ولا تَقَرُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: هُذَيْلٌ تَقُولُ: هذَا بِذَا قَوْضاً بقَوْضٍ، أَي بَدلاً ببَدَلٍ، وهُمَا قَوْضَانِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: هُمَا قَيْضانِ. قُلْتُ: وهذَا أَشْبَهُ باللُّغَةِ، كما سيَأْتِي.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  مِنَ المَجَازِ: قَوَّضَ الصُّفُوفَ والمَجَالِسَ، إِذا فَرَّقَهَا.

  ويُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ ثُمَّ قَوَّضَ، إِذا أَحْسَنَ ثُمَّ أَسَاءَ.

  [قيض]: الْقَيْضُ: القِشْرَةُ العُلْيَا اليابِسَةُ على البَيْضَةِ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِف برْيَ قَوْسٍ:


(١) في التكملة: الأراك وما أشبهه وما يستاك به.

(٢) ضبطت عن الصحاح بفتح الحاء وكسرها.

(٣) وردت العبارة في الصحاح في مادة قيض.

(٤) ضبطت بتخفيف الجيم عن التهذيب واللسان، وضبطت بتشديدها في التكملة.