تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنبض]:

صفحة 146 - الجزء 10

  فمَالَكَ باللِّيطِ الَّذِي تَحْتَ قِشْرِهَا ... كغِرْقِيءِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَلُ

  وفي الصّحاح: القَيْضُ: ما تَفَرَّقَ من قُشُورِ البَيْضِ الأَعْلَى. قال ابنُ بَرّيّ: صوَابُه من قِشْرِ البيْضِ الأَعْلَى، بإِفْرَادِ القِشْرِ، لِأَنَّهُ قد وَصَفَهُ بالأَعْلَى، وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ، ¥: «لا تَكُونُوا كقَيْضِ بَيْضٍ في أَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً، ويخرج ضغانها شَرّاً»⁣(⁣١).

  أَوْ هِيَ الَّتِي خَرَجَ مَا فِيهَا مِنْ فَرْخٍ أَوْ ماءٍ وهو قَوْلُ اللَّيْثِ، ومَوْضِعُهما المَقِيضُ.

  قال:

  إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى مَقِيضاً بِقَفْرَةٍ ... مُفَلَّقَةٍ خِرْشَاؤُهَا عَنْ جَنِينِهَا

  والقَيْضُ: الشَّقُّ. يُقَالُ: قَاضَ الْفَرْخُ البَيْضَةَ قَيْضاً، أَيْ شَقَّها، وقَاضَهَا الطائِرُ، أَيْ شَقَّهَا عنِ الفرْخ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  والقَيْضُ: الانْشِقَاقُ، والصَّادُ لُغَةٌ فِيهِ، وبِهِمَا يُرْوَى قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

  فِرَاقٌ كقَيْضِ السِّنِّ فالصَّبْرَ إِنَّهُ ... لِكُلِّ أُنَاسٍ عَثْرَةٌ وجُبُورُ

  هكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ بالوجْهَيْنِ، وقالَ: يُقَالُ: انْقاضَتِ السِّنُّ، أَيْ تَشَقَّقَتْ طُولاً. وقال الصّاغَانِيُّ: والصّادُ المُهْمَلَة في البَيْتِ أَعْلَى وأَكْثَرُ. ورَوَى أَبُو عَمْرٍو: كنَفْضِ السِّنِّ.

  وهو تَحَرُّكُهَا. وبه فُسِّرَ أَيْضاً حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، ®: «إِذا كَان يَوْمُ القِيَامَةِ مُدَّت الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، وزِيدَ في سَعَتِهَا، وجُمِعَ الخَلْقُ جِنُّهمْ وإِنْسُهُمْ في صعِيدٍ وَاحِدٍ، فإِذَا كان كَذلِكَ⁣(⁣٢) قِيضَتْ هذِه السَّمَاءُ الدُّنْيا عن أَهْلِها، فنُشِرُوا⁣(⁣٣) عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ» أَيْ انْشَقَّتْ، وقال شَمِرٌ: أَيْ نُقِضَتْ.

  والقَيْضُ: العِوَضُ. يُقَال: قَاضَهُ يَقِيضُهُ، إِذَا عاضَهُ.

  ويُقَالُ: باعَهُ فَرَساً بفَرَسَيْنِ قَيْضَيْنِ.

  وفي الحَدِيثِ: «إِنْ شِئْتَ أَقِيضُك بِهِ المُخْتارَةَ من دُرُوعِ بَدْرٍ» أَيْ أُبْدِلُكَ بِهِ وأُعَوِّضُكَ عَنْهُ. كَذَا في اللِّسَانِ، والصَّوَابُ من دُرُوعِ خَيْبَرَ، قالَهُ لِذِي الجَوْشَنِ.

  ويُرْوى: «قايَضْتُكَ بِهِ»، كذَا في الرَّوْضِ.

  والقَيْضُ: التَّمْثِيلُ، ومِنْهُ التَّقَيُّضُ: النَّزُوعُ في الشَّبَهِ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: هُمَا قَيْضَان، أَيْ مِثْلانِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَيْ يَصْلُح أَنْ يكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا عِوَضاً عن الآخَرِ.

  والقَيْضُ: جَوْبُ البِئْرِ، قَاضَ البِئْرَ في الصَّخْرةِ قَيْضاً: جابَهَا. ومنه بِئْرٌ مَقِيضَةٌ، كمَدِينَةٍ، أَيْ كَثِيرَةُ المَاءِ، وقَدْ قِيضَتْ عن الجَبْلَةِ، أَي انْشَقَّتْ.

  ويُقَالُ: هذَا قَيْضٌ لَهُ وقِيَاضٌ لَهُ، أَي مُسَاوٍ لَهُ كما فِي العُبَابِ.

  وتَقَيَّضَ الجِدَارُ: تَهَدَّمَ وانْهَالَ، كانْقاضَ. قال أَبُو زَيْدٍ: انْقَاضَ الجِدَارُ انْقِيَاضاً: تَصَدَّعَ من غَيْرِ أَنْ يَسْقُطَ، فإِنْ سَقَط قِيلَ: تَقَيَّضَ.

  قُلْتُ: وانْقَاضَ، ذُو وَجْهَيْنِ، يُذْكَرُ في الوَاوِ وفي الياءِ.

  ورَوَى المُنْذِرِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو: انْقَاضَ وانْقَاص، بمَعْنىً وَاحِدٍ، أَي انْشقَّ طُولاً.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: المُنْقَاضُ: المُنْقَعِرُ من أَصْلِهِ.

  والمُنْقَاصُ. المُنْشَقُّ طُولاً.

  وفي العُبابِ: قَرأَ عِكْرِمَةُ وابنُ سِيرِينَ وأَبُو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيْدٌ العَصَرِيّ: يُرِيدُ أَنْ يَنْقَاضَ⁣(⁣٤) بالضَّادِ مَعْجمةً.

  وقَرَأَ يَحْيَى بنُ يَعْمَر: أَنْ يَنْقاص بالصَّادِ مُهْمَلَةً. وقال اللَّيْثُ في «ق وض»: انْقَاضَ الحائِط، إِذا انْهَدمَ من مَكَانِهِ من غيْرِ هَدْمٍ فأَمّا إِذا هوَى وسقَطَ فَلا يُقَالُ إِلاَّ انْقَضَّ. قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيّاً:

  يَغْشَى الكِنَاسَ بِرَوْقيْهِ ويَهْدِمُهُ ... مِنْ هَائِلِ الرَّمْلِ مُنْقَاضٌ ومُنْكَثِبُ

  واقْتَاضَهُ اقْتِيَاضاً: استَأْصَلَهُ، قال الطِّرِمَّاحُ:

  وجَنَبْنَا إِلَيْهِمُ الخَيْل فاقْتِي ... ضَ حِمَاهُمْ والحَرْبُ ذَاتُ اقْتِيَاضِ

  والقِيضَةُ، بالكَسْرِ: القِطْعةُ مِنَ العَظْمِ الصَّغِيرَة. قالَهُ أَبو عَمْرٍو، ج قِيضٌ، بالكَسْرِ أَيْضاً، هكذا في سائِر النُّسَخِ،


(١) في النهاية: «حضانها» بدل «ضغانها» والأصل كاللسان.

(٢) في التهذيب: «ذلك» والأصل كالنهاية واللسان.

(٣) في التهذيب واللسان: «فنثروا».

(٤) من الآية ٧٧ من سورة الكهف.