تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نفض]:

صفحة 165 - الجزء 10

  يَنْغُضُ رَأْسُه، ونُغْضُ الكَتِفِ: هو العَظْمُ الرَّقِيقُ على طَرَفِهَا.

  ونَاغَضَ: ازْدَحمَ، مَأْخُوذٌ من قولِ ابنِ فارِسٍ: نَاغَضَتِ الإِبِلُ على الماءِ، أَي ازْدَحَمَت، وهذَا أَيْضاً تصْحِيفٌ من ابنِ فارِسٍ؛ فَإِنَّ الصّوابَ فيه: تَنَاغَصَتِ الإِبِلُ، بالصَّاد، كما مَرَّ عن الكِسَائيِّ.

  ويقال: النَّغُوضُ، كصَبُورٍ: النّاقَةُ العظِيمةُ السَّنَامِ؛ لأَنَّه إِذَا عظُمَ اضْطَرَب، نقله ابنُ فارس.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  النَّغَضَانُ: القَلَقُ والرَّجَفانُ.

  ونَغَضَ أَمْرُه: وَهَى.

  ومَحَالٌ نُغَّضٌ. قال الرّاجِزُ:

  لا مَاءَ في المَقْراةِ إِنْ لم تَنْهَضِ ... بمَسَدٍ فَوْقَ المَحَالِ النُّغَّضِ

  والنَّغْضَةُ: الشَّجَرة، قالهُ ابنُ قُتيْبَةَ، وأَنْشَد قولَ الطِّرِمّاحِ يَصِفُ ثَوْراً:

  باتَ إِلى نَغَضَةٍ يَطُوفُ بها ... في رَأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى به جَرَدُهْ

  وفَسَّرَ غيرُه النَّغْضَةَ في البَيْتِ بالنَّعامةِ.

  وإِبِلٌ نَغَّاضةٌ برِحَالِهَا.

  ونَغَضُوا إِلى العَدُوِّ: نَهَضُوا، وهو مجازٌ.

  [نفض]: نَفَضَ الثَّوْبَ يَنْفُضُهُ نَفْضاً، وكذا الشَّجر: حرَّكَهُ لِيَنْتَفِضَ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  كَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيةً ... على جَوَانِبِه الفِرْصَادُ والعِنَبُ

  وقال ابنُ سِيدَه: نَفَضَهُ يَنْفُضُهُ نَفْضاً، فانْتَفَضَ.

  وفي الصّحاح: نَفضَتِ الإِبِلُ: نُتِجَتْ، وهذِه عن ابن دُريْدٍ، زادَ في اللِّسَانِ: كأَنْفَضَت، قال الصّاغَانِيُ: ويُرْوَى على هذِه اللُّغَةِ قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلاً:

  سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْنِ أَحْيَا بَنَاتِه ... مقَالِيتُهَا فهْيَ اللُّبَابُ الحَبَائسُ

  كِلَا كَفْأَتَيْهَا تَنْفُضانِ ولم يَجِدْ ... له ثِيلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِسُ

  له، أَي للفحْلِ، ورَواه الجَوْهرِيُّ «لهَا»⁣(⁣١) وهو غَلَطٌ، قال: ويُرَوْى تُنْفِضَانِ، أَي من أَنْفَضَت. ومُقْتَضَى عِبَارَةِ اللِّسانِ أَنَّه يُرْوى: تَنْفُضَانِ، أَي من نَفَضَت، وتُنْفَضَانِ، مبنيًّا للمجْهُولِ، من نَفَضت. قال: ومَنْ رَوَى «تُنْفَضَانِ» فمَعْنَاه تُسْتَبْرآنِ، من قَوْلِك: نَفَضْتُ المكَانَ، إِذا نَظَرْتَ إِلى جَمِيعِ ما فِيهِ حتَّى تَعْرِفَه. ومن رَوَى تَنْفُضَان⁣(⁣٢) فمَعْنَاهُ: كُلُّ واحِدٍ من الكفْأَتَيْنِ تُلْقِي مَا في بَطْنِهَا من أَجِنَّتِهَا. ثُمَّ ظاهِرُ كَلامِ الزَّمَخْشَرِيِّ في الأَساسِ أَنّه من المَجَاز.

  ومن المَجَازِ أَيْضاً: نَفَضَتِ المَرْأَةُ كَرِشَها، إِذا كَثُرَ وَلَدُها، وهي نَفُوضٌ: كَثِيرةُ الولَدِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  ومن المجَازِ: نَفَضَ القَوْمُ، إِذا ذَهَبَ زَادُهُم وفَنِيَ، كأَنْفَضَ.

  ونَفَضَ الزَّرْعُ سبَلاً: خَرجَ آخِرُ سُنْبُلِهِ.

  ونَفَضَ الكَرْمُ: تَفَتَّحَتْ عَنَاقِيدُهُ.

  ومن المَجَازِ: نَفَضَ المَكَانَ يَنْفُضُهُ نَفْضاً، إِذا نَظَر إِلى جَمِيعِ ما فِيهِ حَتَّى يَعْرِفَهُ، نقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ قولَ زُهَيْرٍ يصف بَقَرَةً فقدَتْ وَلدَها:

  وَتَنْفُضُ عنها غَيْبَ كُلِّ خَمِيلَةٍ ... وتَخْشَى رُمَاةَ الغَوْثِ من كُلِّ مَرْصَدِ

  تَنْفُضُ، أَي تَنْظُر هَلْ تَرى فيه مَا تَكْرَهُ أَم لا، والغَوْثُ: قَبِيلةٌ من طَيِّئ.

  وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْر والغار: «أَنا أَنْفُضُ لك ما حَوْلَك» أَي أَحْرُسُك وأَطُوفُ هل أَرَى طالِباً⁣(⁣٣).

  ورَجُلٌ نَفُوضٌ للمَكانِ: مُتَأَمِّلٌ له، كاسْتَنْفَضَه وتَنَفَّضَهُ، نقَلَه الجَوْهرِيُّ.


(١) وهي رواية الديوان أيضاً.

(٢) في اللسان: ومن روى تَنْفضان أو تُنْفِضان.

(٣) النهاية واللسان: «طلباً».