تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نفض]:

صفحة 166 - الجزء 10

  واسْتَنْفَضَ القَوْمَ: تَأَمَّلَهُم، وقولُ العُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:

  إِلى مَلِكٍ يَسْتَنْفِضُ القَوْمَ طَرْفُه ... له فَوْقَ أَعْوَادِ السَّرِيرِ زَئِيرُ

  يقول: يَنْظُرُ إِلَيْهِم فيَعْرِفُ مَنْ بيَدِهِ الحَقُّ مِنْهُم. وقِيلَ: معناه أَنَّه يُبْصِرُ في أَيِّهم الرأْيُ، وأَيّهم بخلاف ذلك، واسْتَنْفَضَ الطَرِيقَ كذلِكَ.

  ومن المجَاز: نَفَضَ الصِّبْغُ نُفُوضاً: ذَهَبَ بَعْضُ لَوْنِهِ، قال ابنُ شُمَيْلٍ: إِذا لُبِسَ الثَّوْبُ الأَحْمَرُ أَو الأَصْفَرُ فذَهَب بعضُ لَوْنِه قِيلَ: قد نَفَضَ صِبْغُهُ نَفْضاً، قال ذُو الرُّمَّة:

  كَسَاكَ الَّذِي يَكْسُو المَكَارِمَ حُلَّةً ... من المَجْدِ لا تبْلَى بَطِيئاً نُفُوضُهَا

  وفي حَدِيثِ قَيْلَةَ: «مُلَاءَتَانِ كَانَتَا مَصْبُوغَتَيْن وقد نَفَضَتَا»، أَي نَصَلَ لَوْنُ صِبْغِهما، ولم يَبْقَ إِلاَّ الأَثَرُ.

  ومن المَجَاز: نَفَضَ السُّوَرَ: قَرَأَهَا، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: النَّفْضُ: القِرَاءَةُ، وفلانٌ يَنْفُضُ القُرآن كُلَّه ظَاهِراً، أَي يَقْرَؤُه.

  والنُّفَاضَةُ، بالضَّمِّ: نُفاثَةُ السِّواكِ وضُوازَتُه، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وقالَ غَيْرُه: النُّفَاضَةُ: مَا سَقَطَ من المَنْفُوضِ إِذا نُفِضَ، كالنُّفَاضِ، بالضَّمِّ، ويُكْسَرُ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: نُفَاضَةُ كَلِّ شَيْءٍ: ما نَفَضْتَهُ فسَقَطَ منه، وكذلِكَ هو من الوَرَقِ، قالوا: نُفَاضٌ من وَرَقٍ، وأَكْثَر ذلِكَ في وَرقِ السَّمُرِ خاصّةً، يُجْمَعُ ويُخْبَطُ في ثَوْب.

  والنِّفْضُ، بالكَسرِ: خُرْءُ النَّحْلِ في العَسّالَةِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وأَبي حَنِيفَة.

  أَوْ: ما ماتَ منه فِيهَا، نقله الصَّاغَانيُّ.

  أَو النِّفْضُ: عَسلٌ يُسَوِّسُ فيُؤْخَذُ فيُدَقُّ فيُلْطَخُ به مَوْضِعُ النَّحْلِ مع الآسِ فيَأْتِيه النَّحْلُ فيُعَسِّلُ فيه، أَو هو بالقافِ، وهذَا هو الصَّوابُ، وهكَذَا روَاه الهَجَرِيُّ، وأَمَا الفَاءُ فتَصْحِيفٌ.

  والنَّفَضُ، بالتَّحْرِيكِ: المَنْفُوضُ، وهو: ما سَقَطَ من الوَرَقِ والثَّمَرِ، وهو فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، كالقَبَضِ بمعنى المَقْبُوضِ، والهَدَمِ بمعنَى المَهْدُومِ.

  والنَّفَضُ أَيضاً: ما تَسَاقَطَ من حَبّ العِنَبِ حِينَ يُوجَدُ بعضُه في بَعْضٍ، وفي اللِّسَانِ: حين يَأْخُذُ بعضُهُ ببَعْضٍ.

  والمِنْفَضُ، كمِنْبَرٍ: المِنْسَفُ، وهو وِعَاءٌ يُنْفَضُ فيه التَّمْرُ.

  والمِنْفَاضُ: المرأَةُ الكَثِيرَةُ الضَّحِكِ، نقله ابنُ عبّادٍ هكذَا، أَوْ هِيَ بالصّادِ المُهْمَلَةِ، وهو الصّوابُ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  ومن المَجَازِ: النَّافِضُ: حُمَّى الرِّعْدَةِ، وفي الصّحاح: النَّافِضُ من الحُمَّى: ذاتُ الرِّعْدَة، قال ابنُ سِيدَه مُذَكَّرٌ. ويُقَال: نَفَضَتْه، وأَخَذَتْهُ حُمَّى بِنَافِضٍ، بزيادَةِ الحَرْفِ، وهو الأَعْلَى وحُمَّى نَافِضٍ، بالإِضَافة، وقد يُقَال: حُمَّى نافِضٌ، فيُوصَفُ به، وفي حديث الإِفك: «فأَخَذَتْهَا حُمَّى بنَافِضٍ» أَي برِعْدَةٍ شَدِيدَةٍ، كأَنَّهَا نَفَضَتْهَا، أَي حَرَّكَتْهَا.

  وقال الأَصْمَعِيّ: إِذَا كَانَت الحُمَّى نافِضاً قِيلَ: نَفَضَتْهُ الحُمَّى فهو مَنْفُوضٌ.

  والنُّفضَةُ، كبُسْرَةٍ، ورُطَبَةٍ، والنُّفَضَاءُ، كالعُرَوَاءِ: رِعْدَةُ النَّافِضِ.

  وقال البَرَاءُ بنُ مالكٍ، ¥، يومَ اليَمَامَةِ لخَالدِ بِن الوَلِيدِ، ¥: «طِدْنِي إِلَيْك» وكان تُصِيبُهُ عُرَوَاءُ مثلُ النُّفَضَةِ حتّى يُقَطَّر.

  ذَكَر الجَوْهَرِيُّ الأَولَى والثّالِثَةَ، ونقل الصّاغَانِيُّ الثَّانِيةَ، وبها رُوِيَ الحَدِيثُ، والاسْمُ: النَّفَاضُ، كسحابٍ.

  وقال ابنُ الأَعْرابِيّ: النَّفَائِضُ: الإِبِلُ الَّتِي تَنْفُض، أَي تَقْطَعُ الأَرْضَ ومن المَجَازِ: أَنْفَضُوا: أَرْمَلُوا، أَو أَنْفَضُوا: هَلَكَتْ أَمْوالُهُمْ، وأَنْفَضُوا: فَنِيَ زَادُهُم، وهو بِعَيْنِه معنَى أَرْمَلُوا، وعبارة الصّحاحِ: أَنْفَضَ القَوْمُ: هَلَكَت أَمْوَالُهم، وأَنْفَضُوا أَيضاً، مثل أَرْمَلُوا: فَنِيَ زَادُهم. وفي المُحْكَم: أَنْفَضَ القَومُ نَفِد طَعَامُهم وزَادُهم، مثل أَرْمَلُوا، قالَ أَبو المُثَلَّمِ:

  لَهُ ظَبْيَةٌ ولهُ عُكَّةٌ ... إِذَا أَنْفَضَ الزّاد لم تُنْفِضِ