تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومض]:

صفحة 178 - الجزء 10

  والوِفَاضُ أَيضاً: المَكَانُ الَّذِي يُمْسِكُ الماءَ، رواه ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ قال: وكَذلِك المَسَكُ والمَسَاكُ، فإِذَا لم يُمْسِكْ فهو مَسْهَبٌ.

  وأَوْفَضَ الإِبِلَ: فَرَّقَهَا قالَ اللَّيْثُ: الإِبلُ تَفِضُ وَفْضاً، وتَسْتَوْفِضُ، وأَوْفَضَهَا صاحِبُهَا.

  وقال أَبو تُرَابٍ: سَمعتُ خَلِيفَةَ الحُصَيْنِيّ يَقُول: أَوْضَفَتِ النّاقةُ وأَوْضَفْتُهَا فوَضَفَت: خَبَّتْ. وأَوْفَضْتُهَا فَوَفَضَتْ: تَفَرَّقَت⁣(⁣١).

  وأَوْفَضَ لَهُ، وأَوْضَمَ، إِذَا بَسَطَ له بِسَاطاً يَتَّقِي به الأَرْضَ.

  ويقال اسْتَوْفَضَهُ إِذَا طَرَدَهُ عن أَرْضِه.

  واسْتَوْفَضَهُ: اسْتَعْجَلَه.

  واسْتَوْفَضَتِ الْإِبِلُ، إِذَا تَفَرَّقَت في رَعْيِهَا، وهو مُطَاوِعُ أَوْفَضْتُهَا.

  واسْتَوْفَضَ فُلاناً: غَرَّبَهُ ونَفَاهُ، ومنه حَدِيثُ وَائِلِ بنِ حُجرٍ: «مَنْ زَنَا من بِكْرٍ فاصْقَعُوه كذا، واسْتَوْفِضُوه عاماً» أَي اضْرِبُوه واطْرُدُوه عن أَرْضِهِ وغَرِّبُوه وانْفُوهُ، وأَصلُه من قَوْلك: اسْتَوْفَضَتِ الإِبِلُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  وقال أَبو زَيْدٍ: يُقَال: مَا لِي أَرَاكَ مُسْتَوْفِضاً، أَي مَذْعُوراً.

  وقال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ ثوراً وَحْشِيّاً:

  طَاوِي الحشَا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ ... مُسْتَوْفِضٌ من بَنَاتِ القَفْرِ مَشْهُومُ

  قال الأَصْمَعِيُّ: مُسْتَوْفِضٌ، أَي أُفْزعَ فاسْتَوْفَضَ. وقال الصَّاغَانِيُّ: يروى مُسْتَوْفِضٌ ومُسْتَوْفَضٌ والمُسْتَوْفَضُ النافِرُ من الذُّعْرِ، كأَنَّهُ طُلِبَ وفْضُه، أَي عَدْوُه.

  وفرَّق ابنُ شُمَيْلٍ بين الوَفْضَةِ والجَعْبَةِ، فقال؛ الجَعْبَةُ: المُسْتَدِيرَةُ الوَاسِعَةُ التي على فَمِهَا طَبَقٌ من فَوْقِهَا، والوَفْضَةُ أَصْغرُ منها، وأَعْلاها وأَسْفَلُها مُسْتَوٍ.

  [ومض]: وَمَضَ البَرْقُ يَمِضُ وَمْضاً، ووَمِيضاً، ووَمَضاناً، مُحَرَّكَةً: لَمَعَ لَمْعاً خَفِيفاً، كما فِي الصّحاحِ، وفي بعضِ الأُصْولِ خَفِيّاً، وجَمَع بينَهُمَا في الأَسَاسِ، فقال: خَفِيَّا خَفِيفاً ولم يَعْتَرِضْ في نَوَاحِي الغَيْم، كأَوْمَضَ إِيمَاضاً، فأَمَّا إِذا لَمَعَ واعْتَرَض في نَوَاحِي الغَيْم فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطَالَ⁣(⁣٢) وَسَطَ السَّماءِ وشَقَّ الغَيْمَ من غَيْرِ أَنْ يَعْتَرِضَ يَمِيناً وشِمَالاً فهُوَ العَقِيقَةُ. قاله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لامْرِئِ القَيْسِ:

  أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَهُ ... كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ

  وبَرْقٌ وَمِيضٌ: وَامِضٌ. قال أَبُو مُحمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  يا جُمْلُ أَسْقَاكِ البُرَيقُ الوَامضُ

  وقال مالِكٌ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:

  حَمِيَ الحَدِيدُ عَلَيْهِمُ فكأَنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أَو شُعَاعُ شُمُوسِ

  وقال غَيْرُه:

  تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ ... مثلِ وَمِيضِ البَرْقِ لَمَّا عَنْ وَمَضْ

  أَراد: «لَمّا أَنْ وَمَضَ».

  وفي الحَدِيثِ: ثمَّ سَأَلَ عن البَرْقِ فقال: «أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً أَمْ يَشُقُّ شَقَّا؟ قالُوا: يَشُقُّ شَقَّا، فقالَ : جاءَكم الحَيَاء».

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الوَمِيضُ: أَنْ يُومِضَ البَرْقُ إِيمَاضَةً ضَعِيفَةً، ثُمَّ يَخْفَى، ثمَّ يُومِضُ، وليس في هذا يَأْسٌ من مَطَرٍ، قد يَكُونُ وقد لا يَكُون، وشَاهِدُ الإِيماضِ قولُ رُؤْبَةَ:

  أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغِمَاضِ ... بَرْقٌ سَرَى في عَارِضٍ نَهّاضِ

  غُرِّ الذُّرى ضَوَاحِكِ الإِيماضِ

  ثُمّ قوله: «وَمَضَ البَرْقُ» ليس بتَخْصِيصٍ له، بل يُسْتَعْمَلُ الْوَمْضُ في غَيْرِه أَيْضاً، ففي العَيْنِ: الوَمْضُ، والوَمِيضُ: من لَمَعَان البَرْقِ، وكُلِّ شَيْءٍ صافِي اللَّونِ، قال: وقد يكونُ الوَمِيضُ للنّارِ.


(١) العبارة في اللسان: أوضعتِ الناقةُ أو ضفتْ إذا خبّت، وأوضفتُها فوضفتْ وأوفضتُها فوفضتْ وفي التهذيب: أوضفتْ الناقة وأوضعت إِذا خبتّ وأوضعتُها فوضعتْ وأوضفتُها فوضفتْ أي أخبيتُها فخبّتْ.

(٢) الأصل والصحاح وفي اللسان: استطار.