تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وهض]:

صفحة 179 - الجزء 10

  ومن المَجَازِ: أَوْمَضَتِ المَرْأَةُ: سَارَقَتِ النَّظَرَ بعَيْنِها، ويُقَال: أَوْمَضَتْ⁣(⁣١) فُلانَةُ بعَيْنِهَا، إِذَا بَرقَتْ.

  وأَوْمَضَ فُلانٌ: أَشارَ إِشَارَةً خَفِيَّةً، وهو مَجَازٌ أَيضاً، ومنه حَدِيثُ الحَسَنِ: «هَلاَّ أَوْمَضْتَ إِلَيَّ يا رَسُولَ الله؟!» أَي أَشَرْتَ إِلَيَّ إِشارةً خَفِيَّةً، فقالَ: «النَّبِيُّ لا يُومِضُ»، وفي رِوايَةِ إِبْراهِيمَ الحربيِّ: «الإِيماضُ خِيانَةٌ».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  التَّوْمَاضُ: اللَّمْعُ الضَّعِيفُ من البَرْقِ، وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ، يَصفُ سحاباً:

  أَخْيَلَ بَرْقاً متَى حَابٍ له زَجَلٌ ... إِذَا يُفَتِّرُ مِن تَوْمَاضِهِ حَلَجَا⁣(⁣٢)

  أَي تَخال بَرْقاً: «ومَتَى» في معنى «مِنْ» في لُغَةِ هُذَيْلٍ: والحَابِي من السَّحاب: المُرْتَفِع، كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ.

  وأَوْمَضَ، إِذَا رَأَى وَمِيضَ بَرْقٍ أَو نَارٍ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:

  ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوَائِهِ ... رَأَى ضَوْءَ نارِي فاسْتَنَاهَا وأَوْمَضَا

  اسْتناهَا، نَظَرَ إِلى سَنَاها.

  ويُقَال: شِمْتُ وَمْضَةَ بَرْقٍ، كنَبْضَةِ عِرْقٍ.

  وأَوْمَضَتِ المرأَةُ: تَبَسَّمَتْ، وهو مَجَازٌ. شَبَّهَ لَمْعَ ثَنَايَاهَا بإِيماضِ البَرْقِ.

  [وهض]: الوَهْضَةُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال الأَزْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ: هي المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ، أَو هي وَهْضَةٌ، إِذا كانَتْ مُدَوَّرَةً، كالوَهْطَة، قالَه أَبُو السَّمَيْدَعِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: وَهْضَةٌ من عُرْفُطٍ ووَهَضَاتٌ، لغةٌ فِي الطّاءِ، والطّاءُ أَعْرَفُ.

فصل الهاء مع الضاد

  [هرض]: الهَرَضُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هُو الحَصَفُ يَخْرُجُ على البَدَنِ⁣(⁣٣) من الحَرِّ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ.

  وهَرَضَ الثَّوْبَ يَهْرُضُهُ هَرْضاً: مَزَّقَهُ، كهَرَطَهُ، وهَرَدَه، وهَرتَه.

  [هضض]: هَضَّهُ يَهُضُّهُ هَضّاً: كَسَرَهُ ودَقَّهُ، فهو هَضِيضٌ، ومَهْضُوضٌ. أَو هَضَّهُ: كَسَرَهُ كَسْراً دُونَ الهَدِّ وفَوْقَ الرَّضِّ، وهو قولُ اللَّيْثِ، كاهْتَضَّهُ وهَضْهَضَهُ، فيهما، شاهدُ اهْتَضَّه قولُ العَجّاجِ:

  وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجَا ... نَرُدُّ⁣(⁣٤) عنها رَأْسَهَا مُشَجَّجَا

  وفَرَّقَ بعضُهُم بينَ الهَضْهَضَةِ والهَضِّ، فقال: الهَضْهَضَةُ: الكَسْرُ إِلاّ أَنّه في عَجَلَةٍ، والهَضُّ في مُهْلَةٍ، جَعَلُوا ذلِكَ كالمدِّ والتَّرْجِيعِ في الأَصْوَاتِ.

  وجاءَت الإِبِلُ تَهُضُّ السَّيْرَ هَضّاً، أَي أَسْرَعتْ، يُقَال: لَشَدَّ ما هضَّتْ⁣(⁣٥) وقال رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:

  جاءَتْ تَهُضُّ المَشْيَ أَيَّ هَضِّ ... يَدْفَعُ عنها بَعْضُهَا عن بَعْضِ

  قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هي إِبِلٌ غَزِيرَاتٌ فتَدْفَعُ عنها أَلْبَانُهَا قَطْعَ رُؤوسِهَا، كقَوْلِه:

  حَتَّى فَدَى أَعْنَاقَهُنَّ المَخْضُ

  وقال ابنُ الفَرَجِ: جاءَ فُلانٌ يَهُزُّ المَشْيَ ويَهُضُّه، إِذا مَشَى مَشْياً حَسَناً في تَدَافُعٍ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: هَضَّ وحَضَّ بمَعْنًى وَاحِدٍ.

  وسَمَّوْا هَضَّاضاً، مُشَدَّدةً، ومِهَضّاً، بالكَسْرِ.

  والهَضَّاءُ: الجَمَاعَةُ من النَّاسِ، وهو فَعْلاءُ، مثلُ الصَّحْرَاءِ، حكَاه ثَعْلَب. وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ:

  إِلَيْهِ تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً ... فَلَيْسَ بقائلٍ هُجْراً لِجَارِ

  هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ بَرِّيّ: البيتُ لأَبِي دُوَادِ جَارِيَةَ بنِ الحَجّاج الإِياديِّ يَرْثِي أَبا بِجَادٍ، وصوَابُه: «هُجْراً لِجَادِي» بالدّال، وأَوَّلُ القَصِيدَة:


(١) في التهذيب واللسان: أومضته.

(٢) عن اللسان وبالأصل «خلجا».

(٣) في التكملة: «على بدن الانسان» وفي اللسان: يظهر على الجلد.

(٤) اللسان: تردّ.

(٥) الأصل واللسان، وفي التكملة: هضت السير.