تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أطط]:

صفحة 188 - الجزء 10

  ومن الأَبَدِيّاتِ⁣(⁣١): يَقُولُونَ: لا أَفْعَلُ ذلِكَ ما أَطَّتِ الإبِلُ، قالَ الأَعْشَى:

  أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنَا ... ولَسْتَ ضَائِرَهَا ما أَطَّتِ الإبِلُ

  وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ: «لَقَدْ أَتَيْنَاكَ وما لَنا بَعِيرٌ يَئِطُّ» أَي يَحِنُّ ويَصِيحُ، يريد: مَا لَنَا بَعِيرٌ أَصْلاً، لأَنَّ البعيرَ لا بُدَّ أَنْ يَئِطَّ.

  ومن المجازِ: أَطَّتْ لَهُ رَحِمِي، أَي: رَقَّتْ وتحَرَّكَتْ وحَنَّتْ.

  والأَطّاطُ: الصَّيَّاحُ، قالَ يَصِفُ إِبِلاً امْتَلأَتْ بُطُونُها:

  يَطْحِرْن سَاعَاتِ إِنَى الغَبُوقِ ... مِنْ كِظَّةِ الأَطَّاطَةِ السَّنُوقِ

  يَطْحرْنَ، أَي يَتَنَفَّسن تَنَفُّساً شدِيداً، كالأَنِينِ، والإِنَى: وقْتُ الشُّرْبِ، والْأَطَّاطَةُ: الَّتِي تَسْمَعُ لهَا صَوْتاً، وقال جَسّاسُ بن قُطَيْب:

  وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ ... بَاتَتْ على مُلحَّبٍ أَطّاطِ

  يعني الطَّرِيقَ. وقالَ رُؤْبةُ، يَصِفُ دَلْواً:

  من بَقرٍ أَو أَدَمٍ أَطّاطِ

  أَي من جِلْدِ بَقَرٍ، أو من أَدَمٍ له أَطِيطٌ، أَي صَوْت.

  والأَطِيطُ، كأَمِيرٍ: الجُوعُ نَفسُه، عن الزَّجّاجِيِّ.

  والأَطِيطُ: صَوْتُ الرَّحْلِ الجَدِيدِ، والإِبِلِ مِنْ ثِقَلِها، وفي الصّحاح: مِنْ ثِقَلِ أَحْمَالِهَا. قال ابنُ بَرِّيّ: قال عليُّ بنُ حَمْزَةَ: صَوْتُ الإِبِلِ هو الرُّغَاءُ، وإِنَّما الأَطِيطُ: صَوْتُ أَجْوَافِها من الكِظَّةِ إِذا شَرِبَتْ.

  والأَطِيطُ: صَوْتُ الظَّهْر والأَمْعاءِ والجَوْفِ، مِن شِدَّةِ الجُوعِ. وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  هَلْ في دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ ... وَذِيلَةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ

  الدَّجُوبُ: الغِرَارَةُ. والوَذِيلَةُ: قِطْعَةٌ من السَّنَامِ.

  والأَطِيطُ: جَبَلٌ، كما في العُبَابِ.

  وفي المُعْجَم: صَفَا الْأَطِيطِ: مَوْضعٌ في قوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:

  لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتَهَا بسُحَامِ ... فعَمَايَتَيْنِ فهَضْبِ ذي أَقْدامِ

  فصَفَا الأَطِيطِ فصَاحَتَيْن فعَاسِمٍ⁣(⁣٢) ... تَمْشِي النِّعاجُ به مع الآرامِ

  دارٌ لهِنْدٍ والرَّبابِ وفَرْتَنَا ... ولَمِيسَ قَبْلَ حَوادِثِ الأَيّامِ

  وأَطَطٌ، مُحَرَّكَةً، ويقال: أَطَدٌ، بالدّالِ أَيْضاً: ع، بل بَلَدٌ، بَيْنَ الكُوفَةِ والبَصْرَةِ، قُرْبَ الكُوفَةِ، خَلْفَ مَدِينَةِ آزَرَ أَبِي إِبراهِيمَ، ~ وعلى نَبِيِّنا، كما في العُبَاب، وقال ياقُوت: وهي مَدِينَةُ آزَر بعَيْنِهَا⁣(⁣٣). قال أَبو المُنْذِر: وإِنّمَا سُمِّيَتْ بذلِك لأَنَّهَا في هَبْطَةٍ من الأَرْضِ.

  وفي حَدِيث ابنِ سِيرِينَ: «كُنّا مع أَنَسِ بنِ مالِكٍ حَتّى إِذَا كُنّا بأَطَطٍ والأَرْضُ فَضْفَاضٌ».

  وأُطَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: اسْم شَاعِرٍ، قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: هو أُطَيْطُ بنُ المُغَلِّس، وقال مَرَّةً: هو أُطَيْطُ بنُ لَقِيطِ بنِ نَوْفلِ بنِ نَضْلة، قال ابنُ دُريْدٍ: أَحْسَبُ اشْتِقَاقَه من الأَطِيطِ الَّذِي هُوَ الصَّرِيرُ.

  ونُسُوعٌ أُطَّطٌ، كرُكَّعٍ: مُصَوِّتَهٌ صَرَّارَةٌ قال رُؤْبةُ:

  يَنْتُقْنَ أَقْتَادَ النُّسُوعِ الأُطَّطِ⁣(⁣٤)

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الأَطَطُّ، بالتَّحْرِيكِ: الطَّوِيلُ من الرِّجالِ، والأُنْثَى طَطّاءُ، هُنَا ذَكَرَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والأَطّ: الثُّمَامُ.

  والأَطّ: نَقِيضُ صوْتِ المَحَامِلِ والرِّحال إِذا ثَقُلَ عليها الرُّكْبَانُ.


(١) الأصل واللسان، وبهامشه «كذا بالأصل وشرح القاموس».

(٢) في معجم البلدان «أطيط»: فعاشم بالشين، وورد فيه ذكر «عاسم» و «عاشم» في ترجمتين مستقلتين.

(٣) الذي في ياقوت أنها خلف مدينة آزر.

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «يفتقن».