تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أفط]:

صفحة 189 - الجزء 10

  والأَطِيطُ: صَوْتُ البابِ، وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «فجَعَلَنِي في أَهْلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ» أَي خَيْلٍ وإِبِلٍ، وقد يَكُونُ الأَطِيطُ في غَيْر الإِبِل، ومنه الحدِيثُ: «لَيَأْتِيَنَّ على بَابِ الجنَّةِ زَمانٌ يكونُ له فيه أَطِيطٌ»، أَي: صَوتٌ بالزِّحامِ، وقيل: المُرَادُ كَثْرَةُ المَلائكَةِ وإِنْ لم يَكُنْ ثَمَّ أَطِيطٌ، ويُروَى «كَظِيظٌ» أَي زِحَامٌ، وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «حَتَّى يُسْمَعَ له أَطِيطٌ»، يعني بابَ الجَنَّةِ وقال الزَّجَّاجِيّ: الأَطِيطُ: صوتُ تَمَدُّدِ النِّسْعِ.

  و «أَطَّتِ السَّمَاءُ وحَقَّ لهَا أَنْ تَئِطَّ». وهو في حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ، وهذا مَثَلٌ وإِيذانٌ بكَثْرَةِ المَلائكَةِ وإِنْ لم يكُنْ ثَمَّ أَطِيطٌ وإِنَّمَا هو كَلَامُ تَقْرِيبٍ، أُرِيدَ به تَقْرِيرُ عَظَمَةِ الله ø.

  والأَطِيطُ: مَدُّ أَصْوَاتِ الإِبِل.

  وأَطَّتِ القَنَاةُ أَطِيطاً: صَوَّتَتْ عند التَّقْوِيم، وهو مَجازٌ، قال:

  أَزُومٌ يَئِطُّ الأَيْرُ فيه إِذا انْتَحَى ... أَطِيطَ قُنُيِّ الهِنْدِ حِينَ تُقَوَّمُ

  ومن ذلِكَ قالت امْرأَةٌ وقد ضَرَبَتْ يَدَهَا على عضُدِ بِنْتٍ لهَا:

  عَلَنْداةٌ يَئِطُّ العَرْدُ فِيها ... أَطِيطَ الرَّحْلِ ذِي الغرْزِ الجَدِيدِ

  وأَطَّتِ القَوْسُ تَئِطُّ أَطِيطاً: صَوَّتَت، قال أَبو الهَيْثَمِ الهُذَلِيّ:

  شُدَّتْ بكُلِّ صُهابِيٍّ تَئِطُّ به ... كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّتِ الفِيَقُ

  والْأَطِيطُ: حَنِينُ الجِذْعِ، قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ:

  قد عَرَفَتْنِي سِدْرَتِي فأَطَّتِ

  قال ابنُ برِّيّ: هو للرّاهِبِ، واسمُه زُهْرَةُ بنُ سِرْحان، وسُمِّيَ الرَّاهِبَ لأَنَّهُ كانَ يَأْتِي عُكَاظَ فيَقُومُ إِلى سَرْحَةٍ فيَرْجُزُ عندَها ببَنِي سُلَيْمٍ قائِماً، فلا يَزَالُ ذلِكَ دَأْبَهُ حَتّى يَصْدُرَ النّاسُ عن عُكَاظَ، وكان يَقُولُ:

  قَدْ عَرَفَتْنِي سَرْحَتِي فأَطَّتِ ... وقد وَنَيْتُ بَعْدها فاشْمَطَّتِ

  قلتُ: ومثلُه قولُ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيِّ والآمِدِيِّ، والصَّحِيحُ أَنَّ الرَّجزَ للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ، وهو أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَشْطُوراً، وبعدَ المَشْطُورَيْن:

  لغُرْبَةِ النّائِي ودَارٍ شَطَّتِ

  وهكَذا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ سلاّمٍ الجمَحِيُّ في الطَّبَقَاتِ، في تَرْجَمَةِ الأَغْلَبِ⁣(⁣١)، كما حَقَّقه الصّاغَانِيُّ.

  والرّاهِب الَّذِي ذَكَرُوه من بنِي مُحَارِبٍ.

  ويُقَال: لم يأْتَطَّ السَّيْرُ بَعْدُ، أَي لم يَطْمَئِنَّ ولم يَسْتَقِمْ.

  والتَّأَطُّطُ. تَفَعُّلٌ من أَطَّتْ له رَحِمِي. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وامْرأَةٌ أَطّاطَةٌ: لفَرْجِهَا صَوْتٌ إِذا جُومِعت.

  وقد سمَّوْا إِطًّا، بالكَسْرِ، ومِنْهُ: إِطُّ بنُ أَبِي إِطٍّ: رَجُلٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ، من تَمِيمٍ كان أَمِيراً على دُورَقِسْتانَ⁣(⁣٢) من طَرَفِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ، وإِليه نُسِبَ نَهْرُ إِطٍّ هُنَاك.

  * وممّا يُسْتَدْركُ علَيْه:

  [أفط]: مُنْتُ أَفُوطٍ، كصَبُورٍ: حِصْن من نَواحِي بَاجَةَ بالأَنْدَلُسِ، نَقَلَه ياقُوت.

  [أقط]: الإِقْطُ، مُثَلَّثَةً، ويُحَرَّكُ، وككَتِفٍ ورَجُلٍ، وإِبِلٍ، نَقَلَ الفَرّاءُ منها الأَخِيرَ والمُحَرَّكَ، وأَمّا بكَسْرٍ فسُكُونٍ فقالَ الجَوْهَرِيُّ، هو بنَقْلِ حَرَكة القافِ إِلى ما قَبْلَها. وأَقْطٌ، بالفَتْح، وهُو في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَنْشَد:

  رُوَيْدَكَ حَتَّى يَنْبُتَ البَقْلُ والغَضَى ... فيَكْثُرَ إِقْطٌ عِنْدَهم وحَلِيبُ

  وفي العُباب: وتَمِيمٌ تُخَفِّفُ كُل اسمٍ على فَعِلٍ أَو فَعُلٍ مثال: أَقِطٍ وحَذِرٍ، فتَقُول: أَقْطٌ وحَذْرٌ، قال ذلِكَ أَبُو حاتِمٍ، والأَفْصَحُ من ذلِك الأَقِطُ ككَتفٍ، وعليه اقْتَصَرَ الجَماهيرُ، والضَّمُّ الَّذِي ذَكَرَه غَرِيبٌ، وأَنْشدَ الأَصْمَعِيُّ:


(١) الذي في طبقات ابن سلام الجمحي ص ٢٠٠ كانت للأغلب سرحة يصعد عليها ثم يرتجز فقال:

قد عرفتني سرحتي وأطتِ ... وقد شمطتُ بعدها واشمطَّتِ

(٢) عن معجم البلدان نهر إط» وبالأصل: زودستان.