تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بعط]:

صفحة 200 - الجزء 10

  سُلَيْمَانَ⁣(⁣١) بنِ البَطِّيّ المُحَدِّثُ البَغْدَادِيّ، من كِبَارِ المُسْنِدِين. قال ابن نُقْطَةَ: كان سَمَاعُه صَحِيحاً، وهو آخِرُ من حَدَّثَ عن الحُمَيْدِيّ وغيرِه من شُيُوخِه. قُلْتُ: كَأَبِي الفَضْلِ ابن خَيْرُون⁣(⁣٢)، والحُسَيْنِ بنِ طَلْحَة النِّعَاليِّ. وذكَرَه ابنُ الجَوْزِيِّ في شُيوخِه، ولد سنة ٤٧٧ وتُوُفِّي سنة ٥٦٤ وأَخوه أَحْمَدُ: حَدَّثَ عن أَبِي القاسِمِ الرَّبَعِيِّ، وماتَ بعدَ أَخِيهِ بسَنَةٍ، قالُوا: كان نَسِيب إِنْسَانٍ مِنْ هذِه القَرْيَةِ، فعُرِفَ به، نَقَلَه الحافظُ وغيرُه وقيلَ: لأَنَّ أَحدَ جُدُودِه كان يَبِيعُ البَطَّ⁣(⁣٣).

  وبَطَاطِيَا: نَهْرٌ يَحْمِلُ من دُجَيْلٍ. قال ياقوت: أَوَّلُه أَسْفَلَ فُوَّهَةِ دُجَيْلٍ بسِتِّ⁣(⁣٤) فَرَاسِخَ، يَجِيءُ على بَغْدَادَ فيَمُرُّ بها على عَبّارَةِ قَنْطَرَةِ بابِ الأَنْبَارِ إِلى شارِع⁣(⁣٥) الكبشِ، فيَنْقَطع، وتَتَفَرَّع منه أَنْهُرٌ كَثِيرَةٌ كانت تَسْقِي الحَرْبِيَّةَ⁣(⁣٦) وما صَاقَبَهَا.

  وقال ابنُ فَارِس: ما سِوَى البَطِّ من الشَّقِّ، والبَطِيطِ للعَجَب، من الباءِ والطّاءِ ففارِسِيٌّ كُلُّه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: البُطُطُ، بضَمَّتَيْن: الحَمْقَى، والبُطُطُ: الأَعَاجِيبُ، والبُطُطُ: الأَجْوَاعُ والبُطُطُ: الكَذِبُ.

  وتُجْمَع البَطَّةُ على بُطُطٍ.

  والبَطَّاطُ: مَنْ يَصْنَعُهَا.

  وضَرَبَهُ فبَطْبَطَه، أَي شَقَّ جِلْدَه، أَوْ رَأْسَهُ.

  وبُطْبُوطٌ، بالضَّمِّ: لَقَبٌ.

  وبَطْبَاطٌ، بالفَتْح: نَبَاتٌ يُسَمَّى عَصَا الرَّاعِي.

  وعبدُ الجَبَّارِ بنُ شِيرَانَ النَّهْر بَطِّيّ، رَوَى عن سَهْلٍ التُّسْتَرِيِّ، وعنه عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ جَهْضَمٍ.

  والمُبَطَّطُ، كمُعَظَّمٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ المُرْتَاحِيَّة.

  والإِمامُ المؤَرِّخُ الرَّحّالُ شَمْسُ الدِّين أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ عليٍّ اللَّوَاتِيُّ الطَّنْجِيُّ المَعْروفُ بابنِ بَطُّوطَةَ، كسَفُّودَةَ، صَاحِبُ الرِّحْلَةِ المَشْهُورةِ الَّتِي دارَ فِيهَا ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وقد جَمَعَ ابنُ جُزَيٍّ في ذلِكَ كِتَاباً حَافِلاً في مُجلَّدَيْنِ طالَعْتُهما، وقد ذَكَر فيه العَجائبَ والغَرائِبَ، واخْتَصَرَه مُحَمَّدُ بنُ فَتْحِ الله البيلونِيُّ في جُزْءٍ صَغِيرٍ اقْتَصرَ فيه على بَعْضٍ؛ وقَد مَلَكْتُه والحَمْدُ لله تعالَى.

  [بعثط]: البُعْثُطُ، بالضَّمِّ: سُرَّةُ الوَادِي وخَيْرُ مَوْضِعٍ فيه، كالبُعْثُوطِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وقال أَبُو زَيْدٍ: يُقَال: غَطِّ بُعْثُطَكَ، هو: الآسْتُ، أَو هي مَع المَذَاكِيرِ. ويُقَال: أَلْزَق بُعْثُطَهُ بالصَّلَّةِ، يَعْنِي اسْتَهُ وجِلْدَةَ خُصْيَيْه، وقد تُثَقَّلُ طاؤُها، أَي في المَعْنَى الأَخِير.

  وأَنَا ابنُ بُعْثُطِهَا، يقُولُه العالِمُ بالشَّيْءِ، كابْنِ بَجْدَتَهِا، وفي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ، وقيل له: أَخْبرْنَا عن نَسَبِكَ في قُرَيْشٍ، فقال: «أَنَا ابْنُ بُعْثُطِهَا». يريدُ: أَنَّهُ وَاسِطَةُ قُرَيْشٍ ومن سُرَّةِ بِطَاحِهَا، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  من أَرْفَغِ الوادِيِ لا مِنْ بُعْثُطِه

  [بعط]: بَعَطَهُ، كمَنَعَهُ: ذَبَحَهُ، يَقُولونَ: بَعَطَ الشَّاةَ، وشَحَطَهَا، وذَمَطَهَا، وبَذَحَهَا، وذَعَطَهَا، إِذَا ذَبَحَهَا، نَقَلَه الفَرّاءُ.

  والإِبْعَاطُ: الغُلُوُّ في الجَهْلِ وفي الأَمْرِ القَبِيحِ، كالبَعْطِ، بالفَتْحِ، ومنه الإِبْعاطُ: إِرْسالُ القَوْل على غَيْرِ وَجْهِهِ، وقد أَبْعَطَ في كَلَامِه.

  والإِبْعَاطُ: جَوَازُ القَدْرِ، وكذلِكَ المُبَاعَدَةُ، يُقَال: أَبْعَطَ في السَّوْمِ، إِذا بَاعَدَ وجَاوَزَ القَدْرَ، وكذلِكَ طَمَخَ⁣(⁣٧) في السَّوْمِ، وأَشَطَّ فِيه، قال ابنُ بَرّيّ: شاهِدُهَ قولُ حسّان:

  ونَجَا أَراهِطُ أَبْعَطُوا ولَوْ انَّهُمْ ... ثَبَتُوا لَما رَجَعُوا إِذَنْ بِسَلامِ

  والإِبْعَاطُ: الإِبْعادُ، روى سَلَمةُ عن الفَرّاءِ أَنَّهُ قال: يُبْدِلُون الدّالَ طاءً فيقولون ما أَبْعَطَ طَارَكَ، يُرِيدُونَ ما أَبْعَدَ دَارَك.


(١) في اللباب: سلمان.

(٢) اللباب: حيزون.

(٣) هذا ما ذكره ابن الأثير في اللباب.

(٤) معجم البلدان «نهر بطاطيا»: بستة فراسخ.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «مشارع».

(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «الخريبة».

(٧) في اللسان: «طمح».