تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خلب]:

صفحة 471 - الجزء 1

  وَلَا هَلِع لَاعٍ إِذَا الشَّوْلُ حَارَدَتْ ... وضَنَّتْ بِبَاقِي دَرِّهَا المُتَنَزِّلِ

  هَلعٍ: ضَجِرٌ، لَاعٍ: جَبَانٌ.

  [خلب]: الخِلْبُ بالكَسْرِ: الظُّفُرُ عامَّةٌ، وجَمْعُه: أَخْلَابٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك خَلَبَهُ بِظُفُره يَخْلِبُهُ بالكَسْرِ خَلْباً وخَلَبَهُ يخْلُبُه بالضَّمِّ خَلْباً: جَرَحَه أَو خَدَشَه، أَو خَلَبَهُ يَخْلبُهُ خَلْباً: قَطَعَهُ، وخَلَبَ النَّبَاتَ يَخْلُبُهُ خَلْباً: قَطَعَهُ، كاسْتَخْلَبَه، وخَلَبَهُ: شَقَّهُ واسْتَخْلَبَ النباتَ: قَطَعَهُ وحَصَدَه⁣(⁣١)، وأَكَلَهُ، قال الليث: الخَلْبُ: مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ والسَّبُعُ خَلَبَ الفَرِيسَةَ يخْلِبُهَا ويَخْلُبُهَا خَلْباً: أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ، والمَرْأَةُ خَلَبَتْ فُلَاناً عَقْلَهُ؛ سلبه إِياهُ هَكَذا في النُسَخِ، والذي في «لسان العرب» وخَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلُبُهَا خَلْباً سَلَبَهَا إِيَّاهُ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلُبُهُ خَلْباً واخْتَلَبَتْهُ: أَخذتْه وذَهبتْ به وخَلَبَهُ الحَنَشُ يَخْلُبُه خَلْباً: عَضَّهُ.

  وخَلَبَه كَنَصَرَهُ يَخْلُبُه خَلْباً وخِلَاباً وخِلَابَةً بكسرِهما: خَدَعَه، كاخْتَلَبَه اخْتِلَاباً، وخَالَبَه: خَادَعَه، قال أَبو صَخْر:

  فَلَا مَا مَضَى يُثْنَى وَلَا الشَّيْبُ يُشْتَرَى ... فأَصْفِقَ عِنْدَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخَالِبِ

  والخِلَابَةُ: المَخَادَعَةُ، وقيل: الخَدِيعَةُ باللِّسَانِ، وفي حديث النبيّ ÷ أَنَّه قَالَ: «إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لَا خِلَابَةَ» أَي لَا خِدَاعَ، وفي رِوايةٍ «لَا خِيَابَة» قال ابن الأَثير: كأَنها لُثْغَةٌ من الرَّاوِي⁣(⁣٢)، وفي المَثَلِ «إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ» بالكَسْرِ، وحُكِيَ عن الأَصمعيّ: فاخْلُبْ، بالضم على الثَّانِي، أَيِ اخْدَعْ، وعلى الأَوْلِ أَيِ انْتِشْ قَلِيلاً شَيْئاً يَسِيراً بعدَ شَيءٍ، كَأَنَّه أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الجَارِحَةِ، قال ابن الأَثير: معناه: إِذا أَعْيَاكَ الأَمْرَ مُغَالَبةً فاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً وهي وفي نسخة: وهو الخِلِّيَبى بالكَسْرِ مُشَدَّداً كخِلِّيفَى، ورَجُلٌ خَالِبٌ وخَلَّابٌ وخَلَبُوت، مُحَرَّكَةً، وخَلَبُوبٌ، بِبَاءَيْنِ معَ التَّحْرِيكِ، وخَلَبوب⁣(⁣٣)، الأَخِيرَةُ عن كراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قال الشاعر:

  مَلَكْتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ ... وشَرُّ المُلُوكِ الغَادِرُ الخَلَبُوتُ

  جَاءَ على فَعَلُوتٍ مثلُ رَهَبُوتٍ: وعن الليث: الخِلَابَةُ: أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ، وأَمْرَأَةُ خَالِبَةٌ لِلْفُؤَادِ وخَلِبة، كفَرِحَةٍ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:

  أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهْ ... وقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ⁣(⁣٤) مِنْ قَلَبَهْ

  ويُرْوَى [الخَلَبَةُ]⁣(⁣٥) بفَتْح اللامِ على أَنه جَمْعٌ. وخَلُوبٌ وخَلَّابَةٌ مشدَّداً وخَلَبُوتٌ على مِثَالِ جَبَرُوتٍ. وهذه عن اللِّحيانيّ أَي خَدَّاعَةٌ، والخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الخَدُوعُ.

  والمِخْلَبُ: المِنْجَلُ عامَّةً، وقيل: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لَا أَسْنَانَ لَهُ، وخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ: عَمِلَ وقَطَعَ.

  والمِخْلَبُ ظُفُرُ كُلِّ سَبُع منَ المَاشِي والطَّائِرِ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لَا يَصِيدُ، في التهذيب ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ، وهو أَظَافِرُه، وقال الجوهريّ: المِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّبَاعِ بمنزلَةِ الظُّفُرِ للإِنسانِ وفُلانةُ قَلَبَتْ قَلْبِي وخَلَبَت خِلْبِي⁣(⁣٦) الخِلْبُ بالكَسْرِ: لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بيْن الأَضلَاعِ، أَو هو الكَبِدُ في بعض اللغاتِ أَو زِيَادَتُهَا أَيِ الكَبِدِ أَو حِجَابُهَا كما في الأَساس، أَو حِجَابُ القَلبِ، وبه صَدَّرَ ابنُ منظورٍ، وقيلَ هو حِجَابُ ما بين القلبِ والكبِدِ، حكاه ابن الأَعرابيّ، وبه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعرِ:

  ويَا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْن خِلْبٍ وكَبِدْ

  وقيل: هو حِجَابٌ بَيْنَ القَلْبِ وسَوَادِ البَطْنِ أَوْ هو شَيءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لازِقٌ بِهَا أَي بالكَبد، وقيلَ: هُوَ عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفُرِ الإِنْسَانِ، لاصِقٌ بناحِيَةِ الحِجَابِ مِمَّا يَلِي الكَبِدَ، وهي تَلِي الكَبِدَ والحِجَاب، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجَانِبِ الحِجَابِ.

  والخِلْبُ: الفُجْل وفي نسخة الفَحْل، وهو خطاٌ.

  والخِلْبُ⁣(⁣٧) وَرَقُ الكَرْمِ العَرِيضُ ونحوُه، حكاه الليث.


(١) عن النهاية، وبالأصل وخضده».

(٢) زيد في النهاية: أبدل اللام ياء.

(٣) عن اللسان، بالأصل «خلوب».

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) في الصحاح: «فما بالجسم».

(٦) ضبطت في الأساس: خَلْبي.

(٧) في اللسان: والخُلْب.