تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء مع الطاء

صفحة 236 - الجزء 10

  كما أَنْشَدَه الصّاغَانِيُّ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الشّطْرِ الأَخِيرِ: ونَصُّهُ: «من الأَقْطَارِ» قلتُ: وبَعْدَه:

  فَوْتَ الغِرافِ ضَامِنَ الإِسْفَارِ

  وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً لأَعْشَى بَاهِلَةَ:

  لا تَأْمَنُ البَازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه ... بالمَشْرَفِيِّ إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ

  وقالَ اللَّيْثُ: اخْرَوَّطَت الشَّرَكَةُ في رِجْلِ الصَّيْدِ، إِذا انْقَلَبَتْ عَلَيْه فعَلِقَتْ برِجْلِه فاعْتَقَلَتْهُ. قَالَ: واخْرِوَّاطُهَا: امْتِدادُ أُنْشُوطَتِهَا.

  والاخْرِوَّاطُ في السَّيْر: المَضَاءُ والسُّرْعَةُ. يُقَال: اخْرَوَّطَ البَعِيرُ، إِذا أَسْرَعَ في السَّيْرِ ومَضَى.

  واخْرَوَّطَت اللِّحْيَةُ: طالَتْ من غَيْرِ عِرَض.

  والخَرِيطَةُ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمً وغَيْرِه يُشْرَجُ على ما فِيهِ، وفي الصّحاحِ: فيها. وقد أَخْرَطَ الخَرِيطَةَ: إِذا أَشْرَجهَا، كما في الصّحاحِ. وقال اللَّيْثُ: الخَرِيطَة: مثلُ الكِيس مُشَرَّجٌ من أَدَمٍ أَو خِرَقٍ، ويُتَّخَذُ ما شُبِّه به لكُتُب العُمَّالِ فيُبْعَثُ بها، ويُتَّخَذُ مثلُ ذلِكَ أَيْضاً فيُجْعَلُ في رَأْسِ النَّاقَةِ الَّتِي تُحْبَسُ عند قَبْرِ المَيِّتِ.

  وقالَ أَيْضاً: تَخَرَّطَ الطَّائرُ تَخَرُّطاً، إِذا أَخَذَ الدُّهْنَ من مُدْهُنِه بزِمِكّاهُ. كذا نصَّ الصّاغَانِيّ. والَّذِي في اللِّسانِ: أَخَذَ الدُّهْنَ من زِمِكّاه.

  والمَخَارِيطُ: الحَيّاتُ المُنْسَلِخَةُ جُلُودُها، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، أَو هي المُعْتَادَةُ بالانْسِلاخِ في كُلِّ عامٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، الوَاحِدَةُ: مِخْرَاطٌ، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ، قِيلَ: هو أَعْرَابِيٌّ من جَرْمٍ، وفي العُبابِ: هو للمُتَلَمِّسِ:

  إِنّي كَسَانِي أَبو قابُوسَ مُرْفَلَةً ... كأَنَّهَا سِلْخُ أَبْكَارِ المَخَارِيطِ

  وقد سبق في «ح م ط».

  وفي التَّهْذِيبِ: الإِخْرِيطُ، بالكَسْرِ: نَباتٌ من أَطْيَبِ الحَمْضِ وهو مِثْلُ الرُّغْلِ، سُمِّيَ به لأَنَّه يُخَرِّطُ الإِبلَ⁣(⁣١)، أَي يُرقِّقُ سَلْحَها، كما قالوا لبَقْلةٍ أُخْرَى تَسْلَحُ المَواشِي إِذا رَعَتْهَا: إِسْلِيحٌ.

  والخراطُ، كغُرَابٍ، وسَحَابٍ، ورُمَّانٍ، وسُمَّيْهَى، وسُمَّانَى، بالتَّشْدِيدِ، وذُنَابَى، بالتَّخْفِيف، فهي لغاتٌ سِتَّةٌ، ذَكَرَ منها اللَّيْثُ الأَولَى والثّانِيَةَ والرّابِعَةَ والأَخِيرَة، وذَكَرَ ابن دُرَيْدٍ الثّالِثَةَ، وذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ الأُولَى والأَخِيرَةَ، وأَما الرّابِعَةُ فقد ضَبَطَها الصّاغانِيُّ في قَوْلِ اللَّيْثِ وأَبِي حَنيفَةَ بالتَّخْفِيفِ، وكَوْنُ سُمَّانَى المَوْزُونُ به اللّغَةَ الخامِسَةَ بالتَّشْدِيدِ هو الَّذِي يَقْتَضِيه صَنِيعُه هنا، ومَرَّ له في صُوَرٍ مثلُ ذلِك، ويَأْتِي له في «س م ن» وَزَنَه بحُبَارَى، فكلامُه فيه غيرُ مُحَرَّرٍ. وقد أَشَارَ إِلَيْهِ شَيْخُنَا فيما سَبَق مِرَاراً. ويُقَالُ: إِنَّ المُصَنِّفَ شَدَّدَها هُنَا بالقَلَم بِيَدِه. والتَّشْدِيدُ غيرُ معروف.

  ونَصُّ اللَّيْثِ في العَيْنِ: الخُرَاطُ، والوَاحِدةُ خُرَاطَةٌ: شَحْمَةٌ بيضاءُ تَتَمَصَّخُ⁣(⁣٢) عن أَصْلِ البَرْدِيِّ، ويُقَال: هو الخُرَاطَى، مثل: ذُنَابَى، والخُرَيْطَى، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: خُرَاطٌ وخُرَاطَى وخُرَيْطَى، وذَكَر بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الخُرَاطَةَ واحدةٌ، والجَمْع خُرَاطٌ قال: ويُقَالُ لها أَيْضاً: الخُرَاطَى والخُرَيْطَى، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الخُرّاطُ مثلُ القُلاّمِ⁣(⁣٣): نَبْتٌ يُشْبِه البَرْدِيَّ، وبه يَظْهَرُ ما فِي كلامِ المُصَنِّف. فتَأَمّل.

  والخِرْطِيطُ، بالكَسْرِ: فَرَاشَةٌ مَنْقُوشَةُ الجَناحَيْنِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  عَجِبْتُ لِخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَنَاحِه ... ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِرِ

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: هكَذَا قَرأْتُ في نُسْخَةٍ من كِتابِ اللَّيْثِ، وفَسَّره بما تَقَدَّم، ولا أَعْرِفُ شَيْئاً مِمّا في هذَا البَيْتِ. قلتُ: وقد تَقَدَّم تفسيرُه في «ض غ د ر».

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  خَرَطَ الوَرَق، إِذا حَتَّه، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وهو أَنْ يَقْبِضَ على أَعْلاه، ثمّ يُمِرّ يَدَه عَلَيْهِ إِلى أَسْفَلِه.

  ومن الأَمثال: «دُونَ عُلَيّانَ القَتَادةُ والخَرْطُ»، قاله كُلَيْبٌ


(١) في التهذيب: إذا أكلته، أي: يُسلِّحها.

(٢) في التهذيب: «تمتصخ» وفي إحدى نُسخِه: تمتضخ.

(٣) في الجمهرة ٢/ ٢٠٩ الخراط بضم الخاء ولم تشدد الراء وفسره كما بالأصل. وفي الجمهرة ٣/ ٤١٠ الخراط بضم الخاء وتشديد الراء: نبت، واقتصر عليه.