تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرط]:

صفحة 306 - الجزء 10

  ويُرْوَى: شَرَطاً: بالتَّحْرِيكِ، كما هو في الصّحاحِ.

  وشَرَطُ النّاسِ: خُشَارَتُهم وخُمَّانهُم، ج: أَشْرَاطٌ، وهم الأَرْذالُ.

  والشَّرَطُ، بالتَّحْرِيكِ: العَلامَةُ التي يَجْعَلُهَا النّاسُ بينهم، ج: أَشْرَاطٌ، أَيْضاً.

  وأَشْرَاطُ السّاعةِ: عَلَاماتُهَا، وهو مِنْهُ، وفي الكِتَابِ العَزِيز: {فَقَدْ جاءَ} أَشْراطُها⁣(⁣١).

  والشَّرَطُ: كُلُّ مَسِيلٍ صَغِيرٍ يَجِيءُ من قَدْرِ عَشْر أَذْرُعٍ، مِثْل شَرَطِ المالِ، وهو رُذَالُهَا، قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ. وقِيل الأَشْرَاطُ: ما سَالَ من الأَسْلاقِ في الشِّعَابِ.

  والشَّرَطُ: أَوَّلُ الشَّيْءِ. قال بَعْضُهُمْ: ومنه أَشْرَاطُ السّاعَةِ، والاشْتِقَاقانِ مُتَقَارِبَانِ؛ لأَنَّ عَلامةَ الشَّيْءِ أَوَّلُه.

  والشَّرَطُ: رُذَالُ المالِ كالدَّبِر والهَزِيلِ وصِغَارُهَا، وشِرَارُهَا، قاله أَبُو عُبَيْدٍ، الوَاحِدُ والجَمْعُ والمُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ في ذلِكَ سَواءٌ، قال جَرِيرٌ:

  تُسَاقُ من المِعْزَى مُهُور نِسَائِهمْ ... ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهُورُ

  وفي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: «ولا الشَّرَطَ اللَّئِيمَةَ» أَي رُذَالَ المالِ، وقِيلَ صِغاره وشِرَاره، وشَرَطُ الإِبِل: حَوَاشِيها وصِغَارُها، وَاحِدُها شَرَطٌ، أَيْضاً، يُقَال: ناقَةٌ شَرَطٌ، وإِبِلٌ شَرَطٌ.

  والأَشْرَافُ: أَشْرَاطٌ أَيضاً، قال يَعْقُوبُ: هو ضِدٌّ يَقَعُ على الأَشْرافِ والأَرْذالِ. وفي الصّحاحِ: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:

  أَشارِيطُ من أَشْرَاطِ أَشْرَاطِ طَيِّئٍ ... وكانَ أَبوهُمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطَا

  والشَّرَطانِ، مُحَرَّكةً: نَجْمَانِ من الحَمَلِ، وهُمَا قَرْناهُ، وإِلى جَانِبِ الشَّمالِيّ منهما كَوْكَبٌ صَغِيرٌ، ومِنْهُمْ، أَي من العَرَبِ مَنْ يَعُدُّه مَعَهُمَا، فيقولُ: هو، أَي هذا المَنْزِلُ ثَلاثةُ كَوَاكِبَ، ويُسَمِّيها الأَشْرَاطَ، هذا نصُّ الجَوْهَرِيِّ بعَيْنهِ.

  وقال الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ سِيدَه: هُمَا أَوّل نَجْم من الرَّبِيع، ومِنْ ذلِكَ صار أَوائلُ كلِّ أَمْرٍ يَقَعُ أَشْرَاطَهُ، وقالَ العَجّاجُ:

  أَلْجَأَهُ رَعْدٌ⁣(⁣٢) من الأَشْرَاطِ ... ورَيِّقُ اللَّيْلِ إِلى أُرَاطِ

  والنِّسْبَة إِلى الأَشْراطِ أَشْراطِيٌّ، لأَنَّه قد غَلَبَ عليها فصارَ كالشَّيْءِ الوَاحِدِ، قال العَجّاجُ أَيْضاً:

  مِنْ باكِرِ الأَشْرَاطِ أَشْرَاطيُّ ... من الثُّرَيَّا انْقَضَّ أَوْ دَلْوِيُّ

  وقال رُؤْبَةُ:

  لنا سِرَاجَا⁣(⁣٣) كُلِّ لَيْلٍ غَاطِ ... ورَاجِسَاتُ النَّجْمِ والأَشْراطِ

  وقال الكُمَيْتُ:

  هَاجَتْ عليه من الأَشْرَاطِ نَافِجَةٌ ... بفَلْتَةٍ بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفَارِ

  وشاهد المُثَنَّى قولُ الخَنْسَاءِ:

  ما رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ غَضٌّ نَبَاتُهَا ... تَضَمَّنَ رَيّاهَالها الشَّرَطَانِ

  وأَشْرَطَ طائفةً من إِبلِه وغَنَمِه: عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنَّهَا لِلْبَيْعِ، وفي الصّحاح: أَشْرَطَ مِنْ إِبلِهِ وغَنَمه، إِذا أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئاً للبَيْع.

  وأَشْرَطَ إِليهِ الرَّسُولَ: أَعْجَلَه وقَدَّمَه، يُقَال: أَفْرَطَه وأَشْرَطَه، من الأَشْرَاطِ الَّتِي هي أَوائِلُ الأَشْيَاءِ، كأَنَّهُ⁣(⁣٤) من قَوْلِك: فارِطٌ، وهو السّابِق.

  وأَشْرَط فُلانٌ نَفْسَه لِكَذَا من الأَمْرِ، أَي أَعْلَمَها له وأَعَدَّها، ومن ذلِكَ أَشْرَطَ الشُّجاعُ نَفْسَه: أَعْلَمَها لِلْمَوْت، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  وأَشْرَطَ فيها نَفْسَه وهو مُعْصِمٌ ... وأَلْقَى بأَسْبَابٍ له وتَوَكَّلَا

  والشُّرْطَةُ بالضَّمّ: ما اشْتَرَطْتَ، يُقَال: خُذْ شُرْطَتَكَ.

  نقله الصاغانيّ.


(١) سورة محمد الآية ١٨.

(٢) عن الديوان واللسان وبالأصل «وعد».

(٣) عن الديوان وبالأصل «لنا سراج».

(٤) كذا بالأصل واللسان وبهامشه: كذا بالأصل، ويظهر أن قبله سقطاً.