تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عنبط]:

صفحة 345 - الجزء 10

  أَمَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطَا ... يَأَكُل لَحْماً بَائِتاً قد ثَعِطَا

  أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتَّى خَرِطا⁣(⁣١)

  وقال أَبُو عَمْرٍو: هو القَوِيُّ على السَّفَرِ⁣(⁣٢)، والعَمَلَّس مثلُه، وأَنْشَدَ:

  قَرَّبَ منها كُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ ... عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنَةٍ عَمَلَّطِ

  وبَعِيرٌ عَمَلَّطٌ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ: كذا في التَّهْذِيبِ.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  العَمَلَّطُ، الدَّاهِيَةُ، كما في التَّكْمِلَة.

  [عنبط]: العُنْبُطُ، والعُنْبُطَةُ، بضَمِّهِما، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو القَصِيرُ اللَّحِيمُ من الرَّجَالِ.

  [عنشط]: العَنْشَطُ، والعَنَشَّطُ، كجَعْفَرٍ، وعَشَنَّقٍ، كذا في سائرِ أُصُولِ القَامُوسِ، وهو غَلَطٌ، ففي نَوَادِرِ الأَصْمَعِيِّ: العَشَنَّطُ والعَنْشَطُ معاً: الطَّوِيلُ، الأَوَّلُ بتَشْدِيدِ النُّونِ، والثّانِي بتَسْكِينِ النُّونِ، قَبْلَ الشِّينِ، ومِثْلُه عِبَارَةُ الصّحاحِ، قال: العَنْشَطُ: الطَّوِيلُ، وكذلِك: العَشَنَّطُ، مثال العَشَنَّق، ويُقَالُ: رَجُلٌ وجَمَلٌ عَشَنَّطٌ، والجَمْعُ عَشَانِطِةٌ وعَشَانِقَةٌ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لراجِزٍ:

  بُوَيْزِلاً ذا كِدْنةٍ مُعَلَّطَا ... من الجِمَالِ بازِلاً عَشَنَّطَا

  ومِثْلُه عِبَارَةُ العُبَابِ، وزادَ الأَصْمَعِيُّ يَصِفُ جَمَلاً:

  يُوفِي بمُمْتَدِّ الجَدِيلِ عَنْشَطِهْ ... يَنْفُخُ في جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ

  فظَهَرَ بما ذُكِرَ أَنَّ الضَّبْطَ الثّانِيَ إِنَّما هو للعَشَنَّطِ، بتَقْدِيمِ الشِّينِ على النُّونِ، وقد وَهِمَ المُصَنِّفُ.

  والعَنْشَطُ، كجَعْفرٍ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، كما في الصّحاحِ.

  قال: ومنه قَوْلُ الشّاعِرِ:

  أَتاكَ مِنَ الفِتْيَانِ أَرْوَعُ مَاجِدٌ ... صَبُورٌ على ما نَابَه غَيْرُ عَنْشَطِ

  وقال الفَرَّاءُ: امْرَأَةٌ عَنْشَطٌ، وعَنْشَطَةٌ: طَوِيلَةٌ.

  وعَنْشَطَ الرَّجُلُ عَنْشَطَةً، إِذا غَضِبَ، كما في اللسان.

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَعَنْشَطَتِ المَرأَةُ زَوْجَهَا، إِذَا تَعَلَّقَتْ بهِ لِخُصُومةٍ، كما في التَّكْمِلَةِ.

  [عنط]: العَنَطُ، مُحَرَّكَةً: طُولُ العُنُقِ وحُسْنُه، أَو الطُّولُ عامَّةً، أَي سواءٌ كانَ في العُنُقِ أَو في القَوَامِ.

  والعَنَطْنَطُ، كسَمَعْمَعٍ: الطَّوِيلُ من الرِّجَالِ، ومِنْهُم من عَمَّ بهِ، قال الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُ الكَلِمَةِ «ع ن ط» فكُرِّرَتْ، وقالَ اللَّيْثُ، اشْتِقَاقُه من «عنط» ولكِنَّه أُرْدِفَ بحَرْفَيْنِ في عَجُزِه، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:

  بسَلِبٍ ذِي سَلِبَاتٍ وُخَّطِ ... يَمْطُو⁣(⁣٣) السُّرَى بعُنُقٍ عَنَطْنَطِ

  وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ:

  بنَاعِجٍ عَبْلِ المطَا عَنَطْنَطِهْ ... أَحْزَمِ جُؤْشُوشِ القَرَا عُلَبِطِه

  وهِيَ بهاءٍ، يُقَال: امْرَأَةٌ عَنَطْنَطَةٌ طَوِيلَةُ العُنُقِ مع حُسْنِ قَوَامِهَا، ويُقَال: عَنَطُهَا: طُولُ⁣(⁣٤) قَوَامِهَا لا يُجْعَل مَصْدَرُ ذلِكَ إِلاّ العَنَطَ، ولو قِيلَ: عَنَطْنَطَتُهَا: طُولُ عُنُقِهَا لكَانَ صَوَاباً جائِزاً في الشِّعْرِ، ولكِنَّه يَقْبُحُ في الكَلامِ لطُولِ الكَلِمَةِ، وكذلِكَ يَومٌ عَصَبْصَبٌ بَيِّنُ العَصَابَةِ، وفَرَسٌ⁣(⁣٥) غَشَمْشَمٌ بيِّنُ الغَشْمِ وقالَ أَبُو لَيْلَى: رجلٌ عَنَطْنَطٌ، وامْرَأَةٌ عَنَطْنَطَةٌ، وفي حَدِيثِ المُتْعَةِ: «فتَاةً مِثْلَ البَكْرَةِ العَنَطْنَطَةِ» أَي الطَّوِيلَةِ العُنُقِ مع حُسْنِ قَوَامٍ.

  ومن المَجَازِ: العَنَطْنَطَةُ⁣(⁣٦): الإِبْرِيقُ، لطُولِ عُنُقِه. قال ابنُ سِيدَه: وأَنْشَدَنِي بعضُ من لَقِيتُ:

  فَقَرَّبَ أَكْوَاساً له وعَنَطْنَطاً ... وجَاءَ بتُفّاحٍ كَثِيرٍ دَوَارِكِ


(١) بعده في اللسان:

فأكثر المذبوب منه الضرطا ... فظل يبكي جزعاً وفطفطا

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «السير» والأصل كاللسان.

(٣) اللسان: تمطو.

(٤) اللسان: طول عنقها وقوامها.

(٥) اللسان: وأسدٌ.

(٦) اللسان: العنطنط.