تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع الطاء

صفحة 351 - الجزء 10

  الأَزْهَرِيُّ: ويُقَبَّبُ بشِجَارٍ، ويَكُونُ للحَرَائرِ⁣(⁣١)، وقِيلَ: هو قَتَبَةٌ تُصْنَعُ على غَيْرِ صَنْعَةِ هذِه الأَقْتَاب، أَو رَحْلٌ قَتَبُهُ وأَحْنَاؤُه وَاحِدَةٌ ج: غُبُطٌ، ككُتُبٍ. وفي الصّحاحِ: وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت الثَّقَفيّ:

  يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّهَا غُبُطٌ ... بزَمْخَرٍ⁣(⁣٢) يُعْجِلُ الحَرْمِيَّ إِعْجَالا

  يَعْنِي به خَشَب الرِّحالِ. وشبّه القِسِيَّ الفَارِسيّةَ بها، وأَنشد ابنُ بَرّيّ لوَعْلَةَ الجَرْمِيّ:

  وهَلْ تَرَكْتُ نِسَاءَ الحَيِّ ضَاحِيَةً ... في سَاحَةِ الدّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ

  وأَنشد ابنُ فَارِسٍ أَيْضاً هكذا لَهُ. وفي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ:

  «كَأَنَّهَا غُبُطٌ في زَمْخَرٍ»

  قال ابنُ الأَثِير: الغُبُطُ: جمعُ غَبِيطٍ، وهو المَوْضِعُ الَّذِي يُوَطَّأُ للمَرْأَةِ على البَعِيرِ، كالهَوْدَجِ يُعْمَلُ من خَشَبٍ وغَيْرِه، وأَرادَ به هاهنا أَحدَ⁣(⁣٣) أَخْشَابِه، شَبَّه به القَوْسَ في انْحِنائها.

  والغَبِيطُ: مَسِيلٌ مِنَ الماءِ يَشُقُّ في القُفِّ كالوادِي في السَّعَةِ، وما بَيْنَ الغَبِيطَيْن يَكُونُ الرَّوْضُ والعُشْبُ، والجَمْعُ كالجَمْعِ، ورُبما سَمَّوا الأَرْض المُطْمَئِنَّة غَبِيطاً، كما فِي الصّحاحِ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

  وكُلِّ غَبِيطٍ بالمُغِيرَةِ مُفْعَمِ

  المُغيرَةُ: الخَيْلُ التي تُغِيرُ، أَو هِيَ الأَرْضُ الوَاسِعَةُ المُسْتَوِيَةُ يَرْتَفِعُ طَرَفاها كهَيْئَةِ الغَبِيطِ، وهو الرَّحْلُ اللَّطِيفُ، ووَسَطُهَا مُنْخَفِضٌ، وبه سُمِّيَتْ أَرْضٌ لِبَنِي يَرْبُوعٍ غَبِيطاً، وفي الصّحاح: اسُم وَادٍ، ومنه صَحْرَاءُ الغَبِيطِ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  وأَلْقَى بصَحَرَاءِ الغَبِيطِ بَعَاعَهُ ... نُزُولَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ

  وقال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

  فمَالَ بِنَا الغَبِيط بِجَانِبَيْهِ ... على أَرَكٍ ومالَ بِنَا أُفَاقُ

  قلت: وهو قُفٌّ غَلِيظٌ في حَزْنِ بني يَرْبُوعٍ مَسِيرَةَ ثَلاثٍ في مِثْلِها، وهو بَيْنَ الكُوفَةِ وفَيْد.

  وغَبِيطُ المَدَرَةِ: ع، وله يومٌ مَعْرُوفٌ، كانَتْ فيه وَقْعَةٌ لشَيْبَانَ وتَمِيم، وتَمِيمٌ غَلَبَت فيهِ شَيْبَانَ، وفيه يَقُولُ العَوّامُ بنُ شَوْذَبٍ الشَّيْبَانِيُّ:

  فإِنْ تَكُ في يَوْمِ الغَبِيطِ مَلامَةٌ ... فيَوْمُ العُظَالَى كان أَخْزَى وأَلْوَما

  وفي العُبَابِ: وفي هذا اليَوْمِ أَسَرَ عُتَيْبَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ شِهَابٍ بِسْطَامَ بن قَيْسٍ ففَدَى نفسَه بأَرْبَعِمائة ناقَةٍ⁣(⁣٤)، وقال جَرِيرٌ:

  فما شَهِدَتْ يَوْمَ الغَبِيطِ مُجَاشِعٌ ... ولا نَقَلانَ الخَيْلِ من قُلَّتَيْ يُسْرِ

  وقَال لَبيدٌ ¥:

  فإِنَّ امْرأً يَرْجُو الفَلَاحَ وقد رَأَى ... سَوَاماً وحَيًّا بالأُفاقَةِ جاهِلُ

  غَدَاةَ غَدَوْا منها وآزرَ سَرْبهَم ... مَواكِبُ تُحْدَى⁣(⁣٥) بالغَبِيطِ وجامِلُ

  والغَبِيطَانِ: ع، ولَهُ يَوْمُ، أَو كِلاهُمَا وَاحِدٌ، وجَعَلَهُمَا أَبو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ يومَيْن ومَوْضِعَيْنِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: سَمَاءٌ غَبَطَى وغَمَطَى، كجَمَزَى: دائِمةُ المَطَرِ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: إِذا أَغْمَطَت في السَّحابِ يَوْمَيْنِ أَو ثَلاثةً، وهو مَجَازٌ.

  والاغْتِبَاطُ: التَّبَجُّحُ بالحَالِ الحَسَنَةِ، وقِيلَ: هو الفَرَحُ بالنّعْمَةِ، وفي تاجِ المَصَادِرِ: هو أَنْ يَصِيرَ الشَّخْصُ بحَالٍ يَغْتَبِطُ فِيهَا.


(١) في التهذيب: ويكون للحرائر دون الإماء.

(٢) عن الصحاح واللسان وبالأصل «بزمخل».

(٣) الأصل واللسان وفي النهاية: آخر أخشابه.

(٤) زيد في معجم البلدان «غبيط»: ثم أطلقه وجزّ ناصيته» وفي مادة «العظالى» قال: يوم العظالى تسمى بذلك لأن الناس فيه ركب بعضهم ... وفرّ بسطام بن قيس الشيباني في هذا اليوم فقال فيه ابن حوشب، وذكر البيت المتقدم.

(٥) عن معجم البلدان «الغبيط» وبالأصل «تخدى».