تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قسط]:

صفحة 379 - الجزء 10

  بمِيضَأَتِه وتَقُومُ على رَأْسِهِ بالسِّرَاجِ. وفي النِّهَايَةِ: تقومُ بأُمُورِهِ في وُضُوئِهِ وسِرَاجِه.

  والقِسْطُ: الحِصَّةُ من الشَّيْءِ، يُقَال: أَخَذَ كُلٌّ من الشُّرَكَاءِ قِسْطَه، أَي حِصَّتَه.

  والقِسْطُ: المِقْدَارُ في الماءِ أَو غَيْرِه.

  والقِسْطُ: القِسْمُ من الرِّزْق الَّذِي هو نَصِيبُ كُلِّ مَخْلُوقٍ، وبه فُسِّرَ الحديثُ: «إِنَّ الله لَا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي له أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه، حِجَابُه النُّورُ، لو كُشِفَ طَبَقُهُ أَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِه كُلَّ شَيْءِ أَدْرَكَهُ بَصَرُه» وخَفْضُهُ: تَقْلِيلُه، ورَفْعُه: تَكْثِيرُه، وقِيلَ: القِسْطُ، في الحَدِيثِ: المِيزَانُ، أَرادَ أَنَّ الله تعالى يَخْفِضُ ويَرْفَعُ مِيزَانَ أَعْمَالِ العِبَادِ المُرْتَفِعَةِ إِليه، وأَرْزَاقهم النّازِلَةِ من عِنْده، كما يَرْفَعُ الوَزّانُ يَدَه ويَخْفِضُها عند الوَزْنِ، وهو تَمْثِيلٌ لما يُقَدِّرُه الله تَعالَى ويُنْزِلُه.

  والقِسْطُ: الكُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الأَمْصارِ. قلتُ: ويُسْتَعْمَلُ الآنَ فيما يُكالُ به الزَّيْتُ.

  والقُسْطُ، بالضَّمّ: عُودٌ هِنْدِيٌّ يُتَبَخَّرُ به، لغةٌ في الكُسْط، وقال اللَّيْثُ: عُودٌ يُجاءُ بهِ منَ الهِنْدِ، يُجْعَلُ في البَخُورِ والدَّوَاءِ وأَيْضاً عَرَبِيٌّ، قِيل عَقّارٌ من عَقَاقِيرِ البَحْرِ، كما في الصّحاحِ، وقالَ يَعْقُوبُ: القافُ بَدَلٌ، وقال أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لهذَا البَخُورِ: قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْطٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لبِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:

  وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ ... ومِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ ومِنْ سَلَامِ⁣(⁣١)

  وفي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ: «لا تَمَسَّ طِيباً إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ» قال ابنُ الأَثِير: هو ضَرْبٌ من الطِّيبِ، وقِيلَ: هو العُودُ، وقال غَيْرُه: هو عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ تَتَبَخَّر⁣(⁣٢) به النُّفَسَاءُ والأَطْفَالُ. قال ابنُ الأَثِير: وهو أَشْبَه بالحَدِيثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلى الأَظْفَارِ.

  وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «إِنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ».

  وقال البَدْرُ مُظَفَّرُ ابن قاضِي بَعْلَبَكَّ في كِتَابِه «سُرور النَّفْس»: العُودُ: خَشَبٌ يَأْتِي من قِمَارَ⁣(⁣٣) ومن الهِنْد، ومن مَواضِعَ أُخَر، وأَجْوَدُه القِمَارِيُّ الرَّزِينُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ، الذّائبُ إِذا أُلْقِيَ على النّارِ، الرّاسِبُ في الماءِ، ومِزَاجُه حارٌّ يابِسٌ في الثّانِيَةِ. انْتَهَى. وهو مُدِرٌّ نافِعٌ للكَبِدِ جِدّاً، والمَغَصِ⁣(⁣٤)، والدُّودِ، وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً؛ وللزُّكامِ والنَّزَلاتِ والوَباءِ بَخُوراً، وللبَهَقِ والكَلَفِ طِلاءً ويَحْبِسُ البَطْنَ ويَطْرُدُ الرِّيَاحَ، ويُقَوِّي المَعِدَةَ والقَلْبَ، ويُوجِبُ اللَّذَّة. ويَدْخُل في أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ، وهو أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عند التَّبَخُّرِ.

  والقَسَطُ، بالتَّحْرِيكِ: يُبْسٌ في العُنُقِ، يُقَال: عُنُقٌ قَسْطاءٌ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ، قال رُؤْبَةُ:

  حَتَىّ رَضُوا بالذُّلِّ والإِيهاطِ ... وضَرْبِ أَعْنَاقِهم القِسَاطِ

  وفي الصّحاحِ: القَسَطُ: انْتِصَابٌ في رِجْلَيِ الدَّابَّةِ، وذلِك عَيْبٌ؛ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِيهما الانْحِنَاءُ والتَّوْتِيرُ، يُقَال: فَرَسٌ أَقْسَطُ بيِّنُ القَسَط. وجَعَلَ ابنُ سِيدَه الانْتِصَابَ المَذْكُورَ ضَعْفاً، قال: وهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً.

  وقال غيرُه: القَسَطُ في البَعِيرِ: أَنْ يَكُونَ يَابِسَ الرِّجْلَيْنِ خِلْقةً، وهو الأَقْسَطُ، والنّاقَةُ قَسْطَاءُ، نقله أَبُو عُبَيْدٍ عن العَدَبَّسِ. وقِيل: الأَقْسَطُ من الإِبِل: الَّذِي في عَصَبِ قَوَائِمِه يُبْسٌ خِلْقةً، وفي الخَيْلِ: قِصَرُ الفَخِذِ والوَظِيفِ، وانْتِصَابُ السّاقَيْنِ.

  وقال أَبُو عَمْرٍو: قَسِطَتْ عِظَامُه، كسَمِعَ قُسُوطاً، إِذا يَبِسَتْ من الهُزَالِ، وأَنشد:

  أَعْطَاهُ عَوْداً قاسِطاً عِظَامُه ... وهَوَ يَبْكِي أَسَفاً ويَنْتَحِبْ

  فهو أَقْسَطُ، ورِجْلٌ قَسْطاءُ: مُعَوَّجَةٌ، وفي التَّهْذِيبِ: الرِّجْلُ القَسْطَاءُ: في سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السّاقَان، قال: والقَسَطُ: خِلافُ الحَنَفِ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ: في رِجْلِه قَسَطٌ، وهو أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ، كأَنَّها مَالَجٌ. وقيل: القَسَطُ: يُبْسٌ يَكُونُ


(١) ديوانه براوية: «ومن سلاح».

(٢) النهاية: تُبخَّر.

(٣) في معجم البلدان: قمر بضم فسكون ... جزيرة في وسط بحر الزنج ... يوجد في سواحلها العنبر وورق القماري وهو طيب.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: وللمغص.