تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الطاء

صفحة 380 - الجزء 10

  في الرِّجْلِ والرَّأْسِ والرُّكْبَةِ⁣(⁣١). يُقال: رُكْبَةٌ قَسْطاءُ، إِذا يَبِسَتْ وغَلُظَتْ حتَّى لا تَكاد تنْقِبضُ من يُبْسِها، ج: قُسْطٌ بالضَّمِّ.

  وقاسِطُ بنُ هِنْب بنِ أَفْصَى ينِ دُعْمِيِّ بنِ جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ: أَبُو حَيٍّ من العَرَبِ.

  وقَسَطَ يَقْسِطُ من حَدِّ ضَرَبَ، قَسْطاً، بالفَتْحِ، وقُسُوطاً، بالضَّمِّ: جارَ وعَدَلَ عن الحَقِّ وهو عَطْفُ تَفْسِيرٍ؛ لأَنَّ العَدْلَ عن الحَقِّ هو الجَوْرُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ هكَذَا، واقْتَصَرَ على ذِكْرِ المَصْدَرِ الأَخِيرِ، ففي العَدْلِ لُغَتَانِ: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وفي الجَوْر لغةٌ واحِدَةٌ قَسَطَ بغيرِ أَلِف، ومنه قَوْلُه تعالَى: {وَأَمَّا} الْقاسِطُونَ {فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}⁣(⁣٢) قال الفَرّاءُ: هم الجَائِرُون الكُفّارُ.

  وفي حَدِيثِ عَليٍّ ¥: «أُمِرْتُ بقِتَال النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقِينَ» النَّاكِثُون: أَهْلُ الجَمَلِ؛ لانَّهم نَكَثُوا بَيْعَتَهم، والقاسِطُون أَهْلُ صِفِّين؛ لأَنَّهُم جارُوا في الحُكْمِ وبَغَوْا عليه، والمارِقُون: الخَوَارِجُ؛ لأَنَّهُمْ مَرَقُوا من الدِّينِ، كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ، وقال الرّاجِزُ:

  يَشْفِي من الضِّغْن قُسُوطُ القَاسِطِ

  ويُقَال: هو قاسِطٌ غيرُ مُقْسِطٍ، أَي جائِرٌ غَيرُ عَدْلٍ.

  وتَقُول: الله يَقْبِضُ ويَبْسُط، ويُقْسِطُ ولا يَقْسُط، ومنه قَوْلُ عَزَّةَ للحَجَّاجِ: يا قَاسِطُ يا عادِلُ، نَظَرَت إِلى قَوْلِه تَعَالَى السّابِق، وإِلى قَوْلِه تعالَى {وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}⁣(⁣٣) وقال القُطَامِيُّ:

  أَلَيْسُوا بالأُلَى قَسَطُوا قَدِيماً ... على النُّعْمَانِ وابْتَدَرُوا السِّطاعَا

  وقَسَّطَ الشَّيْءَ: فَرَّقَهُ، ظاهِرُه أَنَّهُ ثُلاثِيٌّ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ في النّوادِرِ: قَسَّطَ الشَّيْءَ تَقْسِيطاً: فَرَّقَه، وأَنْشَدَ:

  لو كان خَزُّ وَاسِطٍ وسَقَطُهْ ... وعَالِجٌ نَصِيُّبه وسَبَطُهْ

  والشّامُ طُرَّازَيْتُه وحِنَطُهْ ... يَأْوِي إِلَيْهَا أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ

  وإِسْمَاعِيلُ بنُ عَبْدِ الله بنِ قُسْطَنْطِينَ، المَعْرُوفُ بالقُسْطِ: مُقْرئٌ مَكِّيُّ، مَوْلَى بني مَيْسَرَةَ، قرأَ على عَبْدِ الله ابنِ كَثِيرٍ المَكِّيِّ.

  والقُسْطَانُ، والقُسْطَانِيُّ، والقُسْطَانِيَّةُ، بضَمِّهِنَّ، الأُولَى عن أَبي عَمْرٍو، والثّانِيَةُ عن أَبِي سَعِيدٍ قَوْسُ الله، ويُقَالُ أَيْضاً: قَوْسُ المُزْنِ، وهي خُيُوطُ تُحِيطُ⁣(⁣٤) بالقَمَرِ، وهي من عَلامَةِ المَطَرِ، وأَنْشَدَ أَبو سعيد للطِّرِمّاح:

  وأُدِيرَتْ حفَفٌ⁣(⁣٥) دُونَها ... مِثْلُ قُسْطَانِيِّ دَجْنِ الغَمامِ

  والعامَّةُ تَقُول: قَوْسُ قُزَحَ قالَ أَبُو عَمْرٍو: وقد نُهِيَ أَنْ يُقَالَ ذلِكَ، وقد غَفَلَ المُصَنِّفُ عن هذا فذَكَرهُ في مَوَاضِعَ من كِتَابِه في «قَزَح» و «خَضَل» و «قَسْطَل» فليُتَنَبَّهُ لذلِكَ.

  وقُسْطانُةُ، بالضَّمِّ⁣(⁣٦): ة، بَيْنَ الرَّيِّ وسَاوَةَ، وهي عَلَى طَرِيقِ سَاوَةَ، بينَها وبين الرَّيِّ مَرْحَلةً.

  وقُسْطَانَةُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ وفي التَّكْمِلَةِ: قُسُنْطَانَةُ بضَمَّتيْنِ، وبعدَ السِّينِ نونٌ ساكِنَةٌ⁣(⁣٧).

  وقُسْطُونُ⁣(⁣٨)، بالضَّمِّ: حِصْنٌ كان من عَمَلِ حَلَبَ، خَرِبَ.

  وقُسَنْطِينِيَّةُ، بضمِّ القافِ وفتحِ السِّينِ، والطّاءُ مكسورةٌ، والياءُ مُشْدَّدَة⁣(⁣٩) وقد تُقْلَب النُّونُ مِيماً: حِصْنٌ عَظِيمٌ بحُدُودِ إِفْرِيقِيَّةَ وقد نُسِب إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثينَ.

  وقُسْطَنْطِينَةُ، أَو قُسْطَنْطِينِيَّةُ بزيادَةِ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ، وقد تُضَمُّ الطّاءُ الأُولى منهما، وأَمّا القافُ فإِنَّها مضمومةٌ، كما في شُرُوحِ الشِّفاءِ، وإِنْ كانَ الإِطْلاقُ يُوهِمُ الفَتْحَ، فهي خمسُ لُغاتٍ، ويُرْوَى أَيضاً تَخْفِيفُ الياءِ، كما في شُرُوحِ الشِّفاءِ، فهي سِتُّ لُغاتٍ. وقال ابنُ الجَوْزيِّ في تَقْوِيمِ البُلْدانِ: لا يَجُوزُ تَخْفِيفُ أَنْطَاكِيّةَ، وهي مُشَدَّدَةٌ أَبداً، كما يَجُوزُ تَشْدِيدُ


(١) في المحكم: يكون في الرجل والساق، ولم يذكر الركبة.

(٢) سورة الجن، الآية ١٥.

(٣) سورة الأنعام الآية ١٥٠.

(٤) عن اللسان ط دار المعارف، وبالأصل «تخيط».

(٥) عن التهذيب واللسان وفيهما تحتها بدل دونها، وبالأصل «خفف» وفي التكملة «حقف».

(٦) قيدها ياقوت بالضم ويروى بالكسر.

(٧) وفي معجم البلدان قسنطانة بضم ثم فتح فسكون.

(٨) قيدها ياقوت بفتح فسكون فضم، بالقلم.

(٩) نص ياقوت على تخفيفها.