تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الطاء

صفحة 387 - الجزء 10

  ويُقال: جَاءَتِ الخيْلُ قَطائِطَ أَي قَطِيعاً قَطيعاً، قال هِمْيانُ بنُ قُحَافَةَ:

  بالخَيْلِ تَتْرَى زِيَماً قَطائطَا ... ضَرْباً على الهَامِ وطَعْناً وَاخِطَا

  وقال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:

  ونَحْنُ جَلَبْنا من ضَرِيَّةَ خَيْلَنا ... نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائطَا

  وأَنْشَدَه الصّاغَانِيُّ:

  «نَحْنُ جَلَبْنا» ...

  على الخَرْمِ، قال: وهكذا الرِّوَايَةُ، والبَيْتُ أَوَّل القِطْعَةِ. قال أَبُو عَمْرٍو: أَي نُكَلِّفها أَنْ تَقْطَعَ حدَّ الإِكام، فتَقْطَعَها بحَوافِرِها، قال: ووَاحدُ القَطَائطِ قَطُوطٌ، مثل جَدُودٍ وَجَدَائِدَ.

  أَو قَطائِطَ، أَي رِعَالاً وجَماعاتٍ في تَفْرِقَةٍ، وهو قَوْلُ غَيْرِ أَبي عَمْرٍو.

  والقِطاطُ، ككِتابٍ: المِثالُ الَّذِيُ يُحْذَى عَلَيْهِ ويُقْطَعُ عليه النَّعْلُ، قال رُؤْبَةُ:

  يا أَيُها الحاذِي على القِطَاطِ

  وأَيْضاً: مَدَارُ حَوَافِرِ الدّابَّةِ لأَنَّها كأَنَّها⁣(⁣١) قُطَّتْ، أَي قُطِعَتْ وسُوِّيَتْ، قال رؤبة:

  يَرْدِي بسُمْرٍ صُلْبَةِ القِطاطِ

  والقِطاطُ: الشَّدِيدُو⁣(⁣٢) جُعُودَةِ الشَّعَرِ وقِيل: الحَسَنُو الجُعُودَةِ، جمعُ قَطَطٍ، وهذا قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ عند ذِكْرِ الجُمُوعِ آنِفاً، فهو تَكْرار.

  والقِطاطُ: أَعْلَى حافَةِ الكَهْفِ عن أَبِي زَيْدٍ، ونَصُّ النّوادِرِ: حافَةُ أَعْلَى الكَهْفِ كالقَطِيطَةِ، كسَفِينَةٍ، عنه أَيْضاً.

  وقال اللَّيْثُ: القِطاطُ: حَرْف الجَبَلِ، أَو⁣(⁣٣) حَرْفٌ من صَخْرٍ، كأَنَّمَا قُطَّ قَطًّا، ونَصُّ العَيْن: حَرْفُ الجَبَلِ والصَّخْرِ، ج: أَقِطَّةٌ.

  والقَطَوَّطُ، كحَزَوَّرٍ: الخَفِيفُ الكَمِيشُّ من الرِّجال، عن ابْنِ عَبّادٍ، وضَبَطَه في التَّكْمِلَةِ: كصَبُورٍ ضَبْطَ القَلَمِ، فانْظُره.

  والقَطَوْطَى، كخَجَوْجَى: مَنْ يُقارِبُ الخَطُوَ، وفِعْلُه التَّقَطْقُطُ.

  وتَقْطِيطُ الحُقَّةِ: قَطْعُها وتَسْوِيَتُها، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لرُؤْبَةَ يَصِفُ أُتُناً وحِماراً:

  سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ ... تَفْلِيلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ⁣(⁣٤) الطُّرَقْ

  أَراد بالمَسَاحِي حَوَافِرَهُنَّ، ونَصَبَ تَقْطِيطَ الحُقَق على المَصْدَرِ المُشَبَّه به؛ لأَنَّ مَعْنَى سَوَّى وقَطَّطَ واحِدٌ، وتَفْلِيلُ فاعلُ سَوَّى، أَي سَوَّى مَساحِيَهُنَّ تَكْسِيرُ ما قارَعتْ من سُمْرِ الطُّرَق، والطُّرَقُ: جمع طُرْقَةٍ وهي حِجَارةٌ بَعضُها فوقَ بَعْض.

  والمَقَطُّ: مُنْقَطَعُ شَرَاسِيفِ الفَرَسِ كما في المُحْكَمِ، وفي التَّهْذِيب: مَقَطُّ الفَرَسِ: مُنْقَطَع أَضْلاعِه، قالَ النّابِغَةُ الجَعدِيُّ:

  كَأَنَّ مَقَطَّ شَرَاسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ

  لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَدِيدِ الصِّفَا ... قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ

  وقال النَّضْرُ: في بَطْن الفَرَسِ مَقَاطةٌ⁣(⁣٥)، وهي طَرَفُه في القَصِّ، وطَرَفُه في العانَةِ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: تَقَطْقَطَتِ الدَّلْوُ في البِئْرِ، أَي انْحَدَرَتْ، قال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ سُفْرَةً دَلاَّها في البِئْرِ:

  بمَعْقُودَةٍ في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ⁣(⁣٦) ... إِلى المَاءِ حَتَّى انْقدَّ عنها طحَالِبُهْ

  وتَقَطْقَطَ فُلانٌ: قارَبَ الخَطْوَ، وقيل: أَسْرَع عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وتَقَطْقَطَ في البِلادِ: ذَهَبَ فيها، عن ابْنِ عَبّادٍ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لأنها كأنها، الذي في اللسان: لأنه كأنه قط، أي مقطع وسوّى الخ».

(٢) في القاموس: «الشديد».

(٣) في التهذيب: وحرف.

(٤) بالأصل هنا وفي الشرح «تقليل ... سُمّ» والمثبت عن الديوان.

(٥) عبارة التهذيب عن ابن شميل: في بطن الفرس. مقاطه مخيطه، فأما مقطعه فطرفه في القص وطرفه في العانة.

(٦) ديوانه وفيه «تقلقلت» وعليه فلا شاهد فيها.