تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأط]:

صفحة 425 - الجزء 10

  فإِنْ تَمْنَعُوا مِنْهَا حِمَاكُم فإِنَّهُ ... مُبَاحٌ لَها ما بَيْنَ إِنْبِطَ فالكُدْرِ

  وقال ابنُ هَرْمَةَ:

  لِمَن الدِّيَارُ بحَائلٍ فالإِنْبِطِ ... آياتُهَا كوَثَائقِ المُتَشَرِّطِ⁣(⁣١)

  وإِنْبِطُ أَيْضاً: ة، بهَمَذَانَ، بِهَا قَبْرُ الزَّاهِدِ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القُومَسانِيّ، كان صاحِبَ كَرَاماتٍ، يُزَارُ فِيهَا مِنَ الآفَاقِ. مات سنة ٣٨٧ وإِنْبَطَةُ، بِهَاءٍ: ع كثِيرُ الوَحْشِ. قال طَرَفَةُ يَصِفُ ناقَةً:

  كَأَنَّهَا مِنْ وَحْشِ إِنْبِطَةٍ ... خَنْساءُ يَحْبُو خَلْفَهَا جُؤْذَرُ

  وفَرَسٌ أَنْبَطُ، بَيِّن النَّبَطِ، مُحَرَّكَة، وهو بَيَاضٌ تَحْتَ إِبْطِهِ وبَطْنِه، ورُبما عَرَضَ حَتَّى يَغْشَى البَطْنَ والصَّدْرَ. وقِيلَ: الأَنْبَطُ: الَّذِي يَكُونُ البَيَاضُ في أَعْلَى شِقَّيْ بَطْنِه مِمّا يَلِيه في مَجْرَى الحِزَامِ ولا يَصْعَدُ إِلَى الجَنْبِ. وقيلَ: هو الَّذِي بِبَطْنِه بَيَاضٌ ما كَانَ وأَيْنَ كانَ مِنْه. وقِيلَ: هُوَ الأَبْيَضُ البَطْنِ والرُّفْغِ ما لَمْ يَصْعَدْ إِلَى الجَنْبَيْن. وقال أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا كانَ الفَرَسُ أَبْيَضَ البَطْنِ والصَّدْرِ فهو أَنْبَطُ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ:

  وقد لَاح للسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى ... عَلَى أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ

  كمِثْلِ⁣(⁣٢) الحِصَانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائِماً ... تَمَايَلَ عَنْهُ الجُلُّ فاللَّوْنُ أَشْقَرُ

  شَبَّهَ بَيَاضَ الصُّبْحِ طَالِعاً في احْمِرارِ الأُفُقِ بفَرَسٍ أَشْقَرَ قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّهُ، فبَانَ بَيَاضُ إِبْطِهِ.

  وشاةٌ نَبْطاءُ: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، نقله الجَوْهَرِيُّ.

  وقال ابنُ سِيدَه: شاةٌ نَبْطَاءُ: بَيْضَاءُ الجَنْبَيْنِ أَو الجَنْبِ.

  وشاةٌ نَبْطَاءُ: مُوَشَّحَةٌ. أَو نَبْطَاءُ: مُحْوَرَّةٌ فإِنْ كَانَتْ بَيْضَاءَ فهي نَبْطاءُ بسَوَادٍ، وإِنْ كانَتْ سَوْدَاءَ فهي نَبْطَاءُ ببَياضٍ.

  والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ ما يَظْهَرُ مِنْ مَاءِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، كالنُّبْطَةِ، بالضَّمِّ، وقد نَبَطَ ماؤُهَا يَنْبُط نَبْطاً ونُبُوطاً، والجَمْعُ: أَنْبَاطٌ، ونُبُوطٌ.

  وأَنْبَطَ الحَافِرُ: اسْتَنْبَطَ ماءَهَا، وانْتَهَى إِلَيْهَا. وعِبَارَةُ الصّحاح: وأَنْبَطَ الحَفَّارُ: بَلَغَ الماءَ.

  ومن المَجَازِ: النَّبْطُ: غَوْرُ المَرْءِ. يُقَالُ فُلانٌ لا يُدْرَك نَبْطُه، ولا يُدْرَكُ لَهُ نَبْطٌ، أَي لا يُعْلَمُ غَوْرُهُ وغَايَتُهُ وقَدْرُ عِلْمِه.

  وقال ابنُ سِيدَه: فُلانٌ لا يُنَالُ له نَبْطٌ، إِذا كَانَ دَاهِياً لا يُدْرَكُ لَهُ غَوْرٌ.

  والنَّبَطُ: جِيلٌ يَنْزِلُونَ بالبَطَائحِ بَيْنَ العِرَاقَيْنِ. كَذَا في الصّحاح. وفي التَّهْذِيب: يَنْزِلُون السَّوَادَ. وفي المُحْكَمِ: سَوَادَ العِرَاقِ كالنّبِيطِ، كَأَمِيرٍ، كالحَبَشِ والحَبِيشِ في التَّقْدِيرِ. وهُم الأَنْبَاطُ جَمْعٌ، وهُوَ نَبَطِيٌّ مُحَرَّكَة ونَبَاطِيٌّ مُثَلَّثَةً ونَبَاطٍ، كثَمانٍ، مِثْلُ يَمَنِيٍّ ويَمَانِيٍّ ويَمَانٍ. نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ التَّحْرِيكَ والفَتْحَ في الثّاني. قال: وحَكَى يَعْقُوبُ نُبَاطِيٌّ بالضّمِّ أَيْضاً.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ نُبَاطِيٌّ، بضَمّ النُّونِ، ونَبَاطِيٌّ ولا تَقُلْ نَبَطِيٌّ، ويُقَالُ: إِنَّمَا سُمُّوا نَبَطاً لا سْتِنْبَاطِهم ما يَخْرُجُ من الأَرْضِينَ.

  وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ: «نَحْنُ مَعاشِرَ قُرَيْشٍ مِنَ النَّبَطِ من أَهْلِ كُوثَى رَبَّى» قِيلَ: إِنَ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلَ # وُلِدَ بِهَا وكانَ النَّبَطُ سُكَّانَها.

  قُلْتُ: وقد وَرَدَ هكَذَا أَيضاً عن عَلِيٍّ ¥، كما رَوَاهُ ابْنُ سِيرِينَ عن عُبَيْدَةَ السّلمانِيِّ عَنْه: «مَنْ كانَ سَائِلاً عَنْ نِسْبَتِنَا فإِنّا نَبَطٌ من كُوثَى».

  وهذا القَوْلُ مِنْهُ ومِن ابنِ عَبَّاسٍ ¤ إِشارَةٌ إِلَى الرَّدْعِ عن الطَّعْنِ في الأَنْسَابِ، والتَّبَرِّي عن الافْتِخَارِ بِها وتَحْقِيقٌ لِقَوْلِهِ ø: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ}⁣(⁣٣). وقَدْ تَقَدَّم تَحْقِيقُ ذلِكَ في «ك وث» بأَبْسَطَ مِنْ هذا فَراجِعْهُ.

  وفي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ، سَأَلَهُ عُمَرُ ¥ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ فقالَ: «أَعْرَابِيٌّ في حِبْوَتِهِ، نَبَطِيٌّ في جِبْوَتِهِ».

  أَرادَ أَنَّه في جِبَايَةِ الخَرَاجِ وعِمَارَةِ الأَرَاضِي كالنَّبَطِ حِذْقاً بِهَا ومَهَارَةً فِيهَا. لِأَنَّهم كانُوا سُكَّانَ العِرَاقِ وأَرْبَابَها.


(١) معجم البلدان، وفيه «المستشرط» بدل «المتشرط».

(٢) في الصحاح: لكون الحصان.

(٣) سورة الحجرات الآية ١٣.