تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نثط]:

صفحة 427 - الجزء 10

  والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: ما يَتَحَلَّبُ من الجَبَلِ كَأَنَّهُ عَرَقٌ يَخْرُجُ من أَعْرَاضِ الصَّخْرِ.

  وقال ابن الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ للرَّجُلَ إِذا كانَ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ: فُلانٌ قَرِيبُ الثَّرَى، بَعِيدُ النَّبَطِ. يُرِيدُ أَنَّهُ دانِي المَوْعِدِ، بَعِيدُ الإِنْجَازِ وفُلانٌ لا يُنالُ نَبَطُه، إِذا وُصِفَ بالعِزِّ والمَنَعَةِ حَتَّى لا يَجِدَ عَدُوُّهُ سَبِيلاً لِأَنْ يَتَهَضَّمَهُ⁣(⁣١).

  والنُّبْطَةُ، بالضَّمِّ: بَيَاضٌ في بَاطِنِ الفَرَسِ. وكُلِّ دابَّةٍ، كالنَّبَطِ، مُحَرَّكَةً.

  واسْتَنْبَطَ الرَّجُلُ: صَارَ نَبَطِيًّا.

  ومنه «تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا»، وفي الصّحاح في كَلامِ أَيُّوبَ بنِ القِرِّيَّةِ: «أَهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبَطٌ اسْتَعْرَبُوا».

  وعِلْكُ الأَنْبَاطِ: هو الكَامَانُ المُذَابُ، يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ.

  والنَّبْطُ: المَوْتُ، حكاه ثَعْلَبُ، هُنَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان، أَوْ صَوابُهُ النَّيْط، «بالياءِ التَّحْتِيَّة»، كما يَأْتِي للمُصَنّف.

  ونَبَطٌ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  واسْتَنْبَطَهُ، واسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْماً وخَيْراً ومَالاً: اسْتَخْرَجَهُ، وهو مَجازٌ.

  والاسْتِنْبَاطُ: قَرْيَةٌ بالفَيّوم.

  والنِّبَاط، «بالكْسَرِ»: اسْتِنْبَاطُ الحَدِيثِ واسْتِخْرَاجُه. قال المُتَنَخّل:

  فإِمّا تُعْرِضِنَّ أُمَيْمَ عَنِّي ... ويَنْزِعْكِ الوُشَاةُ أُولُو النِّباطِ⁣(⁣٢)

  [نثط]: النَّثْطُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ غَمْزُك الشَّيْءَ بِيَدِكَ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يَثْبُتَ ويَطْمَئِنَّ، وهُوَ الصَّحِيحُ، وقَدْ نَشَطَهُ، أَيْ غَمَزَهُ بِيَدِهِ.

  والنَّثْطُ: النَّباتُ نَفْسُه حِينَ يَصْدَعُ الأَرْضَ ويَظْهَرُ.

  والنَّثْطُ: سُكُونُ الشَّيْءِ، كالنُّثُوطِ، بالضَّمِّ، وقَدْ نَثَطَ نَثْطاً ونُثُوطاً.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: النَّثْطُ: الإِثْقَالُ⁣(⁣٣)، ومنه خَبَرُ كَعْبٍ الأَحْبَار: «إِنَّ الله ø لَمّا مَدَّ الأَرْضَ مادَتْ، فثَنَطَهَا بالجِبَال» أَي شَقَّها فصَارَت كالأَوْتَادِ لها. «ونَثَطَها بالآكامِ فَصارَتْ كالمُثْقِلاتِ لَهَا» الكَلِمَة الأُولَى بِتَقْدِيمِ الثّاءِ على النّون، والثّانِيَةُ بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى الثاءِ.

  قال الأَزْهَرِيُّ: فَرقَ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَيْنَ الثَّنْطِ والنَثْطِ، فجَعَلَ الثَّنْطَ شَقًّا، وجَعَلَ النَّثْطَ إِثْقَالاً، وهما حَرْفَانِ غَرِيبَانِ، ولا أَدْرِي أَعَرَبِيّانِ أَمْ دَخِيلانِ؟ والنَّثْطُ: خُرُوجُ النَّبَاتِ والكَمْأَةِ مِنَ الأَرْضِ، وقَدْ نثطت الأَرْض، أَيْ صدعَتْ قالَهُ اللَّيْثُ.

  والتَّنْثِيطُ: التَّسْكِينُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  [نحط]: نَحَطَ يَنْحِطُ نَحِيطاً، أَيْ زَفَرَ زَفِيراً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِأَبِي سَهْمٍ الهُذَلِيِّ:

  مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ كالنَّاحِطِ⁣(⁣٤)

  وقال غَيْرُه: النَّحِيطُ: شِبْهُ الزَّفِيرِ.

  والناحِطُ: مَنْ يَسْعُلُ شَدِيداً.

  والنَّحَّاطُ، كَشَدَّادٍ: المُتَكَبِّرُ الَّذِي يَنْحِطُ من الغَيْظِ، قال:

  وزادَ بَغْىُ الأَنِفِ النَّحّاطِ

  وقال ابنُ سِيدَه: النُّحَاطُ، كغُرَابٍ: تَرَدُّدُ البُكَاءِ في الصَّدْرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَظْهَرَ، أَو هُوَ أَشَدُّ البُكَاءِ، كالنَّحْطِ بالفَتْحِ والنَّحِيطِ، كأَمِيرٍ.

  وقال اللَّيْثُ: النَّحْطَةُ: دَاءٌ في صُدُورِ الخَيْلِ والإِبْلِ لا تَكادُ تَسْلَمُ منه، وهي مَنْحُوطَةُ ومُنْحَطَةٌ، كمُكْرَمَةٍ، عن النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ. وفي بَعْضِ الأَصُولِ: كمُعَظَّمَةٍ.

  والنَّحْطُ: الزَّجْرُ عِنْدَ المَسأَلة، كالنَّحِيطِ.

  والنَّحْطُ: صَوْتُ الخَيْلِ مِنَ الثِّقَلِ والإِعْيَاءِ، يَكُونُ بَيْن الصَّدْرِ إِلَى الحَلْق، كالنَّحِيطِ.


(١) في التهذيب: إلى أن يتهضمه فيما تحت يده، وقال الشاعر.

قريب ثراه ما ينال عدوّه ... له نبطاً آبي الهوان قطوبُ

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٩ وفيه فإما تعرضين.

(٣) في اللسان: «التثقيل» والقاموس كالتكملة.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٩٦ في شعر أسامة بن الحارث الهذلي.