تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جأظ]:

صفحة 461 - الجزء 10

  الفَظِيظُ: ماءُ الفَحْلِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: بَاظَ يَبِيظُ بَيْظاً: إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبِي عُمَيْرٍ في المَهْبِلِ كيَبُوظُ بَوْظاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  البَيْظُ: بَيْضُ النَّمْلِ خاصَّةُ، وما عَداه فبِالضَّادِ، ذَكَرَهُ العَلاَّمَةُ عَلِيُّ بنُ ظافِرٍ الإِسْكَنْدَرِيّ في «بَدائع البَدائه»⁣(⁣١).

  والبَيْظُ: بَقِيَّةُ الماءِ في نُقْرَةِ البِئْرِ، وهي الحُفْرَةُ الَّتِي يَبْقَى فيها الماءُ بَعْدَ نَزْحِها.

  والبَيْظُ: القِشْرُ الرَّقِيقُ الَّذِي في البَيْضِ، وهو الغِرْقِئُ.

  قالَ زُهَيْرٌ:

  كَأَنَّ البَيْظَ لَقَّنَهُ قِنَاعاً ... عَلَى الهاماتِ كَرّات الدُّهُورِ

  والبَيْظُ أَيْضاً: خَيالُ وَجْهِ الإِنْسَانِ اليَمَانِيّ. قالَ العَلاّمَةُ عَلِيُّ بنُ تاجِ الدِّين القلعيّ ¦ في «شَرْح بَدِيعِيَّتِهِ» وقد نَظَمَ هذِهِ المَعَانِيَ الأَرْبَعَةَ⁣(⁣٢) الشِّهَابُ ابْنُ أُخْتِ الوَزِيرِ ابنِ المُجاوِر:

  يا سادَةً فِي القَوَافِي قَلَّمَا تَرَكُوا ... لمَاتِحِ البِئْرِ لَمْ يَتْرُكْ سِوَى البَيْظِ

  حازَت قَوَافِيكُما الظاآتِ أَجْمَعَها ... كمِثْلِ ما حِيزَ مُحُّ البَيْضِ بالبَيْظِ

  لكِنْ مَوَاعِيدُ ناوِيكُمْ أَبُو دُلَفٍ ... لا صِدْقَ فيها كمِثْلِ الآلِ والبَيْظِ

  قالَ: هكَذَا نَقَلَهُ صاحِبُ بَدَائعِ البَدائهِ⁣(⁣٣) عن العِقْدِ الفَرِيد لابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ والله أَعْلم.

فصل الجيم مع الظاءِ

  [جأظ]: جَأَظَ مِنَ الماءِ، كمَنَعَ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ. وقال ابنُ عَبَّادٍ: أَي ثَقُل، لُغَةٌ في جَأَزَ، بالزّايِ.

  [جحظ]: الجِحَاظُ، ككِتَابٍ: مَحْجِرُ العَيْنِ في بَعْض اللُّغَاتِ، كما في اللّسَان، وهو عن ابْنِ دُرَيْدٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: وفي نُسْخَةٍ: الجِحَاظُ: حَرْفُ الكَمَرَةِ.

  وجَحَظَتْ عَيْنُه، كمَنَعَ تَجْحَظُ جُحُوظاً: خَرَجَت مُقْلَتُها وظَهَرَتْ، أَوْ عَظُمَتْ ونَتَأَتْ، كما في الصّحاح، زادَ في الجَمْهَرَةِ، كالأُدْرَةِ في الأَجْفانِ، والرَّجُلُ جاحِظٌ، وجَحْظَمٌ، والمِيمُ زائدَةٌ.

  ومِن المَجَاز: جَحَظَ إِلَيْه عَمَلَهُ، إِذا نَظَرَ في عَمَلِهِ فرَأَى سُوءَ ما صَنَعَ. وقال الأَزْهَرِيّ: يُرادُ نَظَر في وَجْهِه، فذَكَّرَهُ بِسُوءِ⁣(⁣٤) صَنِيعِهِ، قال: والعَرَبُ تَقولُ: لَأجْحَظَنَّ إِلَيْكَ أَثَرَ يَدِكَ، يَعْنُون به لأُرِيَنَّك سُوءَ أَثَرِ يَدِكَ.

  ومنه التَّجْحِيظُ، وهو تَحْدِيدُ النَّظَرِ.

  والجاحِظُ: لَقَبُ عَمْرِو بنِ بَحْرٍ، هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  قال الذَّهَبِيّ في الدِّيوَان: قال ثَعْلَبٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ ولا مَأْمُونٍ. انتهى.

  قُلتُ: رُوِيَ عن أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ جَرَى ذِكْرُ الجاحِظِ في مَجْلِسِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى فقال: أَمْسِكُوا عن ذِكْرِ الجَاحِظِ، فإِنّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ ولا مَأْمُونٍ. قال الأَزْهَرِيّ: وكان الجَاحِظُ قد رَوَى عن الثِّقاتِ ما لَيْسَ مِنْ كَلامِهِمْ، وكانَ قد أُوتِيَ بَسْطَةً في لِسَانِهِ، وبَيَاناً عَذْباً في خِطَابِه، ومَجَالاً وَاسِعاً في فُنُونِهِ، غَيْرَ أَنّ أَهْلَ العِلْمِ والمَعْرِفة ذَمُّوهُ، وعن الصِّدْقِ دَفَعُوه. والله أَعْلَم.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الجِحَاظُ، ككِتَابٍ: خُرُوجُ مُقْلَةِ العَيْنِ، كما في المُحْكَم.

  وفي التَّهْذِيب: الجُحُوظُ: نُتُوُّ المُقْلَةِ عن الحِجاج⁣(⁣٥).

  ورَجُلٌ جَاحِظُ العَيْنَيْنِ: إِذا كانَتْ حَدَقَتَاه خارِجَتَيْنِ.

  والجِحَاظَانِ: حَدَقَتا العَيْنِ، عن اللَّيْثِ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ فقال: هُمَا الجِحَاظَتَانِ. وفي اللّسَان: الجَاحِظَتَانِ.


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «البداية».

(٢) عن المطبوعة المصرية: «قوله المعاني الأربعة، لم يذكر في الأبيات إلا ثلاثة ا ه».

(٣) بالأصل «البداية».

(٤) في التهذيب: «سوء صنيعه» ومثله في اللسان والتكملة.

(٥) في التهذيب: الجحوظ: خروج المقلة ونُتؤُها من الحجاج.