تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جمحظ]:

صفحة 464 - الجزء 10

  قال: واجْلَنْظَى الرَّجُلُ: امْتَلأَ غَضَباً. وقال غَيْرُه: اجْلَنْظَى: اسْتَلْقَى على ظَهْرهِ ورَفَعَ رِجْلَيْهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَوَ اجْلَنْظَى: اضْطَجَعَ على جَنْبِهِ واسْتَلْقَى على قَفاهُ، قالَهُ اللِّحْيَانِي. وبه فُسِّرَ قَوْلُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ: «إِذا اضْطَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِي» قاله اللِّحْيَانِيُّ، أَي لا أَنَامُ نَوْمَةَ الكَسْلانِ، ولكِنّي أَنامُ مُسْتَوْفِزاً.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: اجْلَنْظَى، إِذا انْبَسَطَ، وكَذلِكَ اسْلَنْطحَ واسْلَنْقَى، كما في الجَمْهَرَةِ. وفي بَعْضِ النُّسَخ: اسْبَطَرَّ.

  قال الجَوْهَرِيّ: والأَلِفُ للإِلْحَاقِ، ورُبما هُمِزَ، يُقَالُ: اجْلَنْظَيْتُ، واجْلَنْظَأْتُ. ثمّ إِنَّ المُصَنِّف جَعَلَ النُّونَ أَصْلِيَّةً، ولِذَا وَزَنَهُ بحَبَنْطَى. وعِنْدَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ وغَيْرِهما زائدَةٌ، ولذا ذَكَرُوهُ في تَرْكِيبِ «ج ل ظ»، فتَأَمَّلْ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: قال أَبو حاتِمٍ: أَنا فِي مُجْلَنْظٍ أَوْجَرُ.

  [جمحظ]: الجَمْحَظَةُ، بِتَقْدِيمِ المِيمِ علَى الحاءِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: هو القِمَاطُ، كالجَحْمَظَة سَواء.

  [جمعظ]: الجِمْعاظُ، بالكَسْرِ هو الجِنْعاظ، أَي: الجافِي الغَلِيظُ. قُلْتُ: والأَشْبَهُ أَنْ تَكُونَ المِيمُ زائدة.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [جمظ]: الجَمْظُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والمُصَنِّف وصاحِبُ اللّسَان. وقال ابنُ عَبّادٍ: هو الخَنْقُ والرَّبْطُ. يُقَالُ: ما كَانَ مَجْمُوظاً، أَي ما كَانَ مَرْبُوطاً، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  [جنعظ]: الجِنْعاظَةُ، بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقالَ اللَّيْثُ: هو الَّذِي يَتَسَخَّطُ عندَ الطَّعامِ لسُوءِ خُلُقِهِ.

  وقال غَيْرُه: الجِنْعاظَةُ: الأَكُولُ كالجِنْعِيظِ، كقِنْدِيلٍ، وهو القَصِيرُ الرِّجْلَيْن.

  وجِنْعِظٌ كزِبْرِجٍ: الشَّيْخُ، هكَذَا في النُّسَخِ عن ابْنِ عَبّادٍ، والصَّوابُ الشَّحِيحُ الشَّرِهُ الأَكُولُ.

  وقال ابن دُرَيْدٍ: الجِنْعِظُ: الجَافِي الغَلِيظُ، وقِيلَ: الأَحْمَقُ، كالجِنْعَاظِ، بالكَسْرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الجِنْعِيظُ، بالكَسْرِ: القَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ، الغَلِيظُ الأَشَمُّ.

  والجِنْعاظُ والجِنْعاظَةُ، بكَسْرِهما: العَسِرُ الأَخْلاقِ. قال الراجِزُ:

  جِنْعاظَةٌ بِأَهْلِهِ قَدْ بَرَّحَا ... إِنْ لَمْ يَجِدْ يَوْماً طَعَاماً مُصْلَحَا

  قَبَّحَ وَجْهاً لَمْ يَزَل مُقَبَّحَا

  [جوظ]: الجُوَاظُ، كغُرَاب: الضَّجَر وقِلَّة الصَّبْر في⁣(⁣١) الأُمُور، قاله أَبُو سَعِيدٍ. يُقَالُ: ارْفُقْ بجُواظِكَ. ولا يُغْنِي جُوَاظُكَ عَنْكَ شَيْئاً.

  والجَوَّاظُ كشَدَّادٍ: الضَّخْمُ الجافِي الغَلِيظُ المُخْتَالُ في مِشْيَتِه عن أَبِي زَيْدٍ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لرُؤْبَةَ:

  وسَيْفُ غَيّاظٍ لَهُمْ غَيّاظا ... يَعْلُو⁣(⁣٢) به ذا العَضَلِ الجَوّاظا

  ويُقَالُ: الجَوَّاظُ هُوَ الكَثِيرُ الكَلامِ والجَلَبَةِ في الشَّرِّ.

  وقال أَبُو زَيْدٍ: هو الجَمُوعُ المَنُوعُ الَّذِي جَمَعَ ومَنَعَ.

  وقِيلَ: هو الصَّيَّاحُ الشِّرِّيرُ، قالَهُ النَّضْرُ وقِيلَ: هو الضَّجُورُ. وبِكُلّ ذلِكَ فُسِّرَ قَوْلُه : «أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ»، كالجَوَّاظَةِ، بالهاءِ.

  وقيل: الجَوَّاظُ هو الفَاجِرُ⁣(⁣٣) الكافِرُ، قالَهُ الفَرَّاءُ. وقال ثَعْلَبٌ: هو المُتَكَبِّرُ الجافِي.

  وقد جاظَ يَجُوظُ جَوْظاً وجَوَظَاناً الأَخِيرُةُ مُحَرَّكَة أَي اخْتَالَ في مِشْيَتِهِ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ ولكِنَّهُ قالَ في المَصْدَرِ الأَخِيرِ جَوَظاً مُحَرَّكَةً⁣(⁣٤)، هكذا هو في النُّسَخِ، وفي نَصِّ ثَعْلَبٍ كما أَوْرَدَهُ المُصَنِّف.

  وجَاظَ فُلاناً بالغُصَّةِ جَوْظاً: أَشْجَاهُ بِهَا عن ابن عَبّادٍ كجَظَّهُ جَظًّا.

  وجَوَّظَ الرَّجُلُ تَجْوِيظاً وتَجَوَّظَ أَيْ سَعَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَجُلٌ جَوَّاظَةٌ: أَكُولٌ. والجَوَّاظُ: القَصِيرُ البَطِينُ الأَكُولُ، قاله أَبو زَيْدٍ.


(١) في اللسان والتكملة: على الأمور.

(٢) في الصحاح «فعلوا به» والمثبت كاللسان والجمهرة.

(٣) في القاموس: «العاجز» والمثبت كاللسان والتكملة.

(٤) في الصحاح: جَوْظا بفتح فسكون ضبط قلم. وعلى هامش القاموس عن نسخة أخرى: وجَوَظاناً وجَوَظاً.