تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حربظ]:

صفحة 465 - الجزء 10

  وقال الفَرّاء: يُقَالُ للرَّجُلِ الطَّوِيلِ الجَسِيمِ الأَكُولِ الشَّرُوبِ البَطِرِ الكافِرِ: جَوّاظٌ جَعْظٌ جِعْظارٌ.

  وجَوِظَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: سَعَى، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ.

  [جيظ]: جَاظَ يَجِيظُ⁣(⁣١) جَيَظاناً، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ، أَي اخْتَالَ في مِشْيَتِهِ، فهُوَ جَيّاظٌ سَمِجُ المِشْيَةِ.

  وجَاظَ فُلانٌ بِحِمْلِهِ يَجِيظُ جَيْظاً: مَشَى مُتَثاقِلاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  رَجُلٌ جَيّاظٌ: سَمِينٌ، كَذا في نَوادِر الأَعْرَاب.

فصل الحاءِ مع الظاءِ

  [حبظ]: المُحْبَنْظِئُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، وهو كالمُحْبَنْطِئ بالطّاءِ زِنَة ومَعْنًى، وفي اللّسَان: أَي المُمْتَلِئُ غَضَباً، كالمُحْظَنْبِئ، وقَدْ ذُكِرَ في الهَمْزِ، هكَذا هو في النُّسَخِ وهو لَمْ يَذْكُرْهُ هُنَاكَ، وقد أَغْفِلَ عن المُحْظَنْبِئ أَيْضاً فتَأَمَّلْ.

  [حربظ]: حَرْبَظَ القَوْسَ حِرْباظاً، بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: أَي شَدَّ تَوْتِيرَها، وهو مَقْلُوبُ حَظْرَبَهَا حَظْرَبَةً، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  يَرْمِي إِذا ما شَدَّدَ الأَرْعَاظَا ... عَلَى قِسِيٍّ حُرْبِظَتْ حِرْبَاظَا

  [حضظ]: الحُضُظُ، بضَمَّتَيْن، وكصُرَدٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا، وذَكَرَهُ في «ح ظ ظ»، فهُوَ لَمْ يُهْمِلْه كما زَعَمَ المُصَنِّفُ، فالأَوْلَى كَتْبُهُ بالسَّوادِ، وهو دَواءٌ يُتَّخَذُ مِن أَبْوَالِ الإِبِلِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وذَكَرُوا أَنَّ الخَلِيلَ كان يَقُولُهُ ولَمْ يَعْرِفْه أَصْحابُنا.

  أَو الحُضُضُ، وهو عُصارَةُ الشَّجَرِ المُرِّ. وفي العُبَابِ: قال الفَرَّاءُ: الحُضُظُ والحُضَظُ: الحُضُضُ⁣(⁣٢)، قال:

  أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذا عَضَّ لَفَظْ ... أَمَرَّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَظْ

  قُلْتُ: وحَكَى الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ عن اليَزِيدِيّ هكَذَا، قالَ: وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذَا عُصْرَ لَفَظْ ... أَمَرَّ من صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَظْ

  فجَمَعَ بين الضَّادِ والظَّاءِ.

  قال الأَزْهَرِيّ: قال شَمِرٌ: ولَيْسَ في كَلامِ العَرَبِ ضادٌ مع ظاءٍ غير الحُضَظِ.

  [حظظ]: الحَظُّ: النَّصِيبُ والجَدُّ، كما في الصّحاح.

  وزاد في النّهَايَة: والبَخْتُ.

  أَو خاصٌّ بالنَّصِيبِ من الخَيْرِ والفَضْلِ، كما نَقَلَهُ اللَّيْثُ. يُقَالُ: فُلانٌ ذُو حَظٍّ وقِسْمٍ مِنَ الفَضْلِ قال: ولَمْ أَسْمَعْ مِن الحَظِّ فِعْلاً. وقالَ الأَزْهَرِيّ: للْحَظِّ فِعْلٌ عن العَرَبِ وإِنْ لَمْ يَعْرِفْهُ اللَّيْثُ ولَمْ يَسْمَعْهُ. ج في القِلَّةِ أَحُظٌّ، كأَشُدٍّ، وأَحاظٍ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، كَأَنَّهُ جَمْعُ أَحْظٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، أَي في الكَثِيرِ، وأَنْشَدَ لِلشّاعِرِ:

  ولَيْسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ حِيلَةِ الفَتَى ... ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ

  قُلْتُ: أَنْشَدَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ لِسُوَيْدِ بنِ خَذّاقٍ العَبْدِيّ، ويُرْوَى لِلْمَعْلُوطِ بنِ بَدَلٍ القُرَيْعِيّ، وصَدْرُه⁣(⁣٣):

  مَتَى ما يَرَى النّاسُ الغَنِيَّ وجارُه ... فَقِيرٌ يَقُولُوا: عاجِزٌ وجَلِيدُ

  قال ابنُ بَرّيّ: إِنَّمَا أَتَاه الغِنَى لِجَلادَتِه، وحُرِم الفَقِيرُ لِعَجْزِه وقِلّةِ مَعْرِفَتِهِ، ولَيْس كما ظَنُّوا، بَلْ ذلِك مِنْ فِعْلِ القَسَّامِ، وهو اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، لِقَوْله: {نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ}⁣(⁣٤) قال: وقَوْلُهُ: أَحاظٍ على غَيْر قِياسٍ وَهَمٌ


(١) بالأصل «جاظ يجيظ جيظاً وجيظاناً محركة» بزيادة «جيظاً و» ولم ترد اللفظة في القاموس فحذفناها.

(٢) ونقلها في التكملة أيضاً.

(٣) كذا، يريد: وقبله.

(٤) سورة الزخرف الآية ٣٢.