تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرظ]:

صفحة 487 - الجزء 10

فصل الكاف ع الظاءِ

  [كرظ]: كَرَظَ في عِرْضِه يَكْرُظ كَرْظاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان. وقال الخارْزَنْجِيّ في تَكْمِلَةِ العَيْن: أَيْ قَدَحَ فيه.

  ويُقَالُ: هو كِرْظُ حَسَبِ، بالكَسْرِ، أَيْ يَكرُظُه كما تَكْرظُ⁣(⁣١) الزَّنْدَةُ الزَّنْدَ، وهو مَكْرُوظُ الحَسَبِ، أَي مَقْدُوحٌ فيه.

  والكُرْظَةُ، بالضَّمِّ، في السَّهْمِ والقَوْسِ، مِثْلُ الكُظْرَةِ⁣(⁣٢)، مَقْلُوبٌ مِنْهُ، كما في العُبَاب والتَّكْمِلَة.

  [كظظ]: الكِظَّةُ، بالكَسْرِ: البِطْنَةُ، كَما في المُحْكَمِ.

  وفي الصّحاح: شَيْءٌ يَعْتَرِي الإِنْسَانَ. وفي الأَسَاسِ: الحَيَوَانَ من امْتِلاء. وفي الصّحاح: عن الامْتِلاءِ من الطَّعَامِ. يُقَالُ: كَظَّهُ الطَّعامُ، وكذلِكَ الشَّرَابُ، يَكُظُّه كَظًّا، أَيْ مَلَأهُ حَتَّى لا يُطِيقَ على النَّفَس، فاكتَظَّ، أَيْ امْتَلَأ.

  وفي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيّ: «فإِذا عَلَتْهُ البِطْنَةُ، وأَخَذَتْهُ الكِظَّةُ، قال: هاتِ هَاضُوماً».

  و في حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ: أَهْدَى لَهُ [إِنْسَانٌ]⁣(⁣٣) جُوَارِشْنَ⁣(⁣٤) قال: «فإِذا كَظَّكَ الطَّعَامُ أَخَذْتَ مِنْهُ» أَي امْتَلأْتَ منهُ وأَثْقَلَكَ.

  وفي حَدِيثٍ آخَرَ، قالَ رَجُلٌ للحَسَنِ: «إِنْ شَبِعْتُ كَظَّنِي، وإِنْ جُعْتُ أَضْعَفَنِي».

  وكَظَّهُ الأَمْرُ يَكُظّه كَظًّا، وكَظَاظاً وكَظَاظَةً، بفَتْحِهِمَا: كَهَظَهُ ومَلَأهُ هَمًّا، وكَرَبَهُ وجَهَدُهُ وأَثْقَلَهُ، وهُوَ مَجَازٌ. ومنه قَوْلُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيز وذَكَرَ المَوْتَ فقالَ: «وكَظٌّ لَيْسَ كالكَظِّ»، أَيْ هَمٌّ يَمْلأُ الجَوْفَ لَيْسَ كسائرِ الهُمُومِ، ولكِنَّهُ أَشَدُّ.

  ورَجُلٌ كَظٌّ لَظٌّ، أَيْ عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ، كما في الصّحاحِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ كَظٌّ لِلَّذِي تَبْهَظُهُ الأُمُورُ وتَغْلِبُهُ حَتى يَعْجِزَ عَنْهَا وكَظَّ الغَيْظُ صَدْرَهُ، أَيْ مَلَأهُ، فهُوَ كَظِيظٌ، ومَكْظُوظٌ ومُكَظَّظٌ، كمُعَظَّمٍ، أَيْ مَغْمُومٌ مَلْآنُ من الثِّقَلِ.

  والكِظَاظُ، ككِتَابٍ: الشِّدَّةُ والتَّعَبُ في الأَمْرِ حَتَّى يَأْخُذَ بالنَّفَسِ. قالَ رُؤْبَةُ: ويُرْوَى للعَجّاج:

  إِنَّا أُنَاسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظَا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظا⁣(⁣٥)

  والكِظَاظُ أَيْضاً: طُولُ المُلَازَمَةِ على الشِّدَّةِ، أَنْشَدَ ابنُ جِنّي:

  وخُطَّة لا خَيْرَ في كِظَاظِهَا

  والكِظَاظُ أَيْضاً: المُمَارَسَةُ الشَّدِيدَةُ في الحَرْبِ، كالمُكَاظَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ويُقَالُ: الكِظَاظُ في الحَرْبِ: المُضَايَقَةُ والمُلَازَمَةُ في مَضِيقِ المَعْرَكَةِ. وقد كَاظَّ القَوْمُ بَعْضَهم بَعْضَاً مُكَاظَّةً وكِظَاظاً، وَتَكَاظُّوا: تَضَايَقُوا في المَعْرَكَةِ عند الحَرْبِ. ومن أَمْثَالِهم: «لَيْسَ أَخُو الكِظَاظِ مَنْ تَسْأَمُهُ» يَقُولُ: كَاظِّهِم ما كَاظُّوكَ، أَي لا تَسْأَمْهُمْ أَوْ يَسْأَمُوا.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو يَتَكَظْكَظُ عنْدَ الأَكْلِ، أَي يَنْتَصِبُ قَاعِداً. وقال اللَّيْثُ: أَيْ تَرَاه مُنْحَنِياً، وكُلَّمَا امْتَلَأ بَطْنُه يَنْتَصِبُ جَسَدُه قَاعِداً.

  واكْتَظَّ المَسِيلُ بالماءِ: إِذا ضاقَ به لِكَثْرَتِهِ. ومنه حَدِيثُ رُقَيْقَة: «فاكْتَظَّ الوَادِي بِثَجِيجِهِ» أَي امْتَلَأ بالمَطَرِ والسَّيْلِ، وهو مَجَازٌ.

  والكَظْكَظَةُ: امْتِدادُ السِّقاءِ إِذا مَلَأْتَهُ، قالَهُ اللَّيْثُ، وقَدْ كَظَظْتُهُ، وهو مَكْظُوظٌ، وكَظِيظٌ. وفي العُبَاب: وهي أَنْ تَرَاهُ يَسْتَوِي كُلَّمَا صَبَبْتَ فيه المَاءَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  كَظَّهُ كِظَّةً: غَمَّهُ مِنْ كَثْرَةِ الأَكْلِ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  وجَمْعُ الكِظَّةِ أَكِظَّةٌ. ومنه حَدِيث النَّخَعِيّ: «الأَكِظَّةُ عَلَى الأَكِظَّةِ مَسْمَنَةٌ مَكْسَلَةٌ مَسْقَمَةٌ». واكْتَظَّهُ الغَيْظُ ككَظَّهُ.

  والكَظِيظُ، كأَمِير: المُغْتَاظُ أَشَدَّ الغَيْظِ. قالَ الحُضَيْنُ بنُ المُنْذِر يَهْجُو ابْنَه:


(١) عن التكملة وبالأصل «يكرظ».

(٢) الكظر: محزّ القوس تقع فيه حلقة الوتر.

(٣) زيادة عن النهاية واللسان.

(٤) في النهاية: «جَوارضَ» والمثبت كاللسان والضبط منه.

(٥) ليس في أراجيز رؤبة. والمشطوران في ديوان العجاج.