تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمظ]:

صفحة 492 - الجزء 10

  ومن المَجَازِ: الّلافِظَةُ: الرَّحَى لأَنَّهَا تَلْفِظُ ما تَطْحَنُهُ مِنَ الدَّقِيقِ، أَيْ تُلْقِيهِ. ومِنْ إِحْدَاها قَوْلُهُم «أَسْمَحُ مِنْ لافِظَةٍ»، و «أَجْوَدُ من لافِظَةٍ»، و «أَسْخَى مِنْ لافِظَةٍ» قال الشاعر:

  تَجُودُ فَتُجْزِلُ قَبْلَ السُّؤالِ ... وكَفُّكَ أَسْمَحُ مِنْ لافِظَهْ

  وأَنْشَدَ اللَّيْثُ، - ويُقَالُ إِنَّه لِلْخَلِيلِ -:

  فَأَمَّا الَّتِي سَيْبُها يُرتَجَى ... قَدِيماً فَأَجْوَدُ من لافِظَهْ

  في أَبياتٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُها في «ف ى ظ» قال الصّاغَانِيّ: فمَنْ فَسَّرَهَا بالدِّيكِ أَو البَحْرِ جَعَلَ الهاءَ لِلْمبالَغَةِ.

  والّلافِظَةُ في غَيْرِ المَثَلِ: الدُّنْيَا؛ سُمِّيت لأَنَّهَا تَلْفِظُ، أَيْ تَرْمِي بِمَنْ فِيها إِلى الآخِرَةِ وهو مَجَازٌ.

  وكُلُّ ما زَقَّ فَرْخَهُ: لَافِظَةٌ.

  واللُّفَاظَةُ، كَثُمَامَةٍ: ما يُرْمَى من الفَمِ، ومنه لُفَاظَةُ السِّوَاكِ.

  ومن المَجَازِ: اللُّفاظَةُ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: ما بَقِيَ إِلاّ نُضَاضَةٌ، ولُعَاعَةٌ ولُفَاظَةٌ، أَي بَقِيَّةٌ قَلِيلَةٌ.

  واللِّفَاظُ، كَكِتَابٍ: البَقْلُ بِعَيْنِه، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  ولِفَاظٌ: ماءٌ لِبَنِي إِيادٍ، ويُضَمُّ⁣(⁣١).

  ومن المَجَازِ: جاءَ وقد لَفَظَ لِجَامَهُ، أَي جاءَ مَجْهُوداً عَطَشاً وإِعْيَاءً، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اللَّفْظُ: واحِدُ الأَلْفَاظِ، وهو في الأَصْلِ مَصْدَرٌ.

  واللُّفَاظُ، كغُرَابٍ: ما طُرِحَ به، واللَّفْظُ مِثْلُه، عن ابنِ بَرِّيّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِامْرِئ القَيْسِ يَصِفُ حِمَاراً:

  يُوَارِدُ مَجْهُولاتِ كُلِّ خَمِيلَةٍ ... يَمُجُّ لُفَاظَ البَقْلِ في كُلِّ مَشْرَبٍ

  وقال غَيْرُه:

  والأَزْدُ أَمْسَى شِلْوُهُم لُفَاظا

  أَي: مَتْرُوكاً مَطْرُوحاً لَمْ يُدْفَنْ.

  والمَلْفَظُ: اللَّفْظ، والجَمْع المَلافِظُ.

  والَّلافِظَةُ: الأَرْضُ لِأَنَّهَا تَلْفِظُ المَيِّتَ، أَي تَرْمِي به، وهو مَجَازٌ.

  ولَفَظَ نَفْسَهُ يَلْفِظُها لَفْظاً، كَأَنَّهُ رَمَى بِهَا، وهو كِنَايَةٌ عن المَوْتِ، وكَذلِكَ قَاءَ نَفْسَهُ. وكَذلِكَ لَفَظَ عَصْبَهُ: إِذا ماتَ، وعَصْبُه: رِيقُه الَّذِي عَصَبَ بفِيهِ، أَي غَرِيَ به فَيَبِسَ.

  ويُقَالُ: فُلانٌ لَافِظٌ فَائِظُ.

  ولَفَظَتِ الرَّحِمُ ماءَ الفَحْلِ: أَلْقَتْهُ، وكَذَا الحَيَّةُ سُمَّهَا، والبِلَادُ أَهْلَهَا. وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ.

  ورَجُلٌ لَفَظَانُ، مُحَرَّكَةً، أَي كَثِيرُ الكَلامِ، عامِّيّة.

  [لمظ]: لَمَظَ يَلْمُظُ لَمْظاً منْ حَدِّ نَصَرَ، إِذا تَتَبَّع بلِسَانِهِ بَقِيَّةَ اللُّمَاظَةِ، بالضَّمِّ، اسْمٌ لبَقِيَّةِ الطَّعَامِ في الفَمِ بَعْدَ الأَكْلِ. ولَمَظَ: إِذا أَخْرَجَ لِسَانَه فَمَسَحَ به شَفَتَيْهِ. أَوْ لَمَظَ: إِذا تَتَبَّعَ الطَّعْمَ وتَذَوَّقَ وتَمَطَّقَ، كتَلَمَّظَ، في الكُلِّ.

  ومَعْنَى التَّمَطّقِ بالشَّفَتَيْنِ: أَنْ يَضُمَّ إِحْداهُمَا بالأُخْرَى مع صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُما، في حَدِيثِ التَّحْنِيكِ: «فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ» أَيْ يُدِيرُ لِسَانَهُ في فِيهِ ويُحَرِّكُهُ يَتَتَبَّعُ أَثَرَ التَّمْرِ.

  ولَمَظَ فُلاناً من حَقِّه شَيْئاً: أَعْطَاهُ، كلَمَّظَ تَلْمِيظاً، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَالُ: مالَه لَمَاظٌ، كسَحَابٍ، أَيْ شَيْءٌ يَذُوقُه فيَتَلَمَّظُ به. وفي الصّحاح: ما ذُقْتُ لَمَاظاً، أَي شَيْئاً ويُقَالُ أَيْضاً: شَرِبَهُ، أَي الماءَ لَمَاظاً: إِذا ذَاقَهُ بطَرَفِ لِسَانِهِ، وكذلِكَ لَمَظَ الماءَ لَمْظاً.

  ومَلَامِظُك: ما حَوْلَ شَفَتَيْكَ، لأَنَّهُ يَذُوقُ بها.

  وأَلْمَظَهُ: جَعَلَ الماءَ على شَفَتِهِ قال الراجِزُ فاسْتَعَارَهُ للطَّعْنِ:

  يحميه طَعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظَا⁣(⁣٢)

  أَيْ يُبَالِغُ في الطَّعْنِ لا يُلْمِظُهُمْ إِيّاه.

  وأَلمَظَ عَلَيْه: مَلَأهُ غَيْظاً. وقالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ للمَرْأَةِ: أَلْمِظِي نَسْجَكِ، أَي صَفِّقِي وفي اللِّسَان: أَصْفِقِيهِ.


(١) قيدها ياقوت بالضم، وبالألف واللام. وقد روي بكسر أوله.

(٢) كذا ورد بالأصل واللسان هنا، وفي موضع آخر في اللسان جاء شاهداً على الألماظ الطعن الضعيف قال رؤبة وبرواية: يُحذيه.