تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمعظ]:

صفحة 493 - الجزء 10

  واللُّمْظَةُ⁣(⁣١) بالضَّمِّ: بَيَاضٌ في جَحْفَلَةِ الفَرَسِ السُّفْلَى، من غَيْرِ الغُرَّةِ، وكَذلِكَ إِنْ سَالَتْ غُرَّتُهُ حَتَّى تَدْخُلَ في فَمِهِ، فيَتَلَمَّظ بها، فهي اللُّمْظَةُ.

  كاللَّمَظِ، مُحَرَّكَةً، والفَرَسُ أَلْمَظُ، فإِنْ كانَتْ في العُلْيَا⁣(⁣٢) فأَرْثَمُ، كما سَيَأْتِي في مَوْضِعِهِ.

  أَو اللُّمْظَةُ: البَيَاضُ في الشَّفَتَيْن فَقَطْ.

  وفي المُحْكَمِ: اللَّمَظُ: شَيْءٌ مِنَ البَياض فِي جَحْفَلَةِ الدّابَّةِ لا يُجاوِزُ مَضَمَّها.

  واللُّمْظَةُ: النُّكْتَةُ السَّودَاءُ في القَلْبِ. يُقَالُ: في قَلْبِهِ لُمْظَةٌ.

  ومن المَجَازِ: اللُّمْظَةُ: اليَسِيرُ من السَّمْنِ تَأْخُذُهُ بِإِصْبَعِكَ كالجَوْزَة. نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ وابنُ عَبّادٍ.

  واللّمْظَةُ: هَنَةٌ من البَيَاضِ بيَدِ الفَرَسِ أَوْ برِجْلِه على الأَشْعَرِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  واللُّمْظَةُ: النُّقْطَةُ من البَياضِ ضِدٌّ.

  وفي الحَدِيثِ: النِّفَاقُ في القَلْبِ لُمْظَةٌ سَوْدَاءُ، والإِيمانُ لُمْظَةٌ بَيْضاءُ، كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمانُ ازْدادَتِ اللُمْظَةُ».

  قال الأَصْمَعِيّ: قَوْلُه: لُمْظَةٌ، مِثْلُ النُّكْتَةِ ونَحْوها مِن البَيَاضِ.

  ومن المَجَازِ: تَلَمَّظَتِ الحَيَّةُ، إِذا أَخْرَجَتْ لِسَانَها كتَلَمُّظِ الآكِلِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  والمُتَلَمَّظُ، بالفَتْحِ، أَي عَلَى صِيغَةِ المَفْعُولِ: لمُتَبَسَّمُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ المُتَلَمَّظِ.

  وقالَ ابنُ عبّادٍ: يُقَالُ: قَيَّدَ بَعِيرَهُ المُتَلَمِّظَةَ، وهو أَنْ يَقْرُنَ بَيْنَ يَدَيْه حَتَّى يَمَسَّ الوَظِيفُ الوَظِيفَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  والْتَمَظَه: طَرَحَهُ فِي فَمِهِ سَرِيعاً، كَذا في العُبَابِ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيت: الْتَمَظَ الشَّيْءَ، أَيْ أَكَلَهُ، ومِثْلُهُ في الأَسَاسِ.

  والْتَمَظَ بحَقِّه: ذَهَبَ به. والْتَمَظَ بالشَّيْءِ: الْتَفَّ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ والْتَمَظَ بشَفَتَيْهِ: ضَمَّ إِحْدَاهُمَا على الأُخْرَى مع صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُمَا.

  والْمَظَّ الفَرَسُ الْمِظَاظاً، كاحْمَرَّ احْمِرَاراً: صارَ أَلْمَظَ.

  والتِّلِمَّاظُ، كسِنِمَّار: مَنْ لا يَثْبُتُ عَلَى مَوَدَّةِ أَحَدٍ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  قالَ: والتِّلِمَّاظَةُ، بهَاءٍ، من النِّسَاءِ: الثَّرْثارَةُ المِهْذارَةُ، أَي الكَثِيرَةُ الكَلامِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اللُّمَاظَةُ، بالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ القَلِيلِ، وهو مَجازٌ. ومنه قَوْلُ الشّاعِرِ يَصِفُ الدُّنْيَا:

  لُماظَةُ أَيّامٍ كأَحْلامِ نائمِ⁣(⁣٣)

  والإِلْماظُ: الطَّعْنُ الضَّعِيفُ، وهو مَجَازٌ أَيْضاً.

  ولَمَّظَهُ تَلْمِيظاً: ذَوَّقَهُ، كلَمَّجَهُ.

  وأَلْمَظَ البَعِيرُ بذَنَبِهِ: إِذا أَدْخَلَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ.

  وأَلْمَظَ القَوْسَ: شَدَّ وَتَرَها.

  ويُقَالُ: ما زالَ فُلانٌ يتَلَمَّظُ بذِكْرِهِ، وهو مَجَازٌ.

  وقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المُتَلَمَّظَةُ: مَقْعَدُ الاسْتِيَامِ، وهو رَئيسُ الرُّكَّابِ والمَلاّحِينَ، كَما في التَّكْمِلَةِ، وسَبَقَ مِثْلُ ذلِكَ في «م ل ط» ولا أَدْرِي أَيّهما أَصَحّ⁣(⁣٤).

  واللَّمَاظَةُ، بالفَتْحِ: الفَصَاحَةُ وطَلاقةُ اللِّسَانِ، وهوَ مَجازٌ.

  [لمعظ]: رَجُلٌ لَمْعَظَةٌ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: أَيْ حَرِيصٌ لَحّاسٌ، وهو مَقْلُوبُ لَعْمَظَةٍ، وأَنْشَدَ لخَالِدٍ⁣(⁣٥):

  أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّهَا العُضَارِطُ ... وأَيُّهَا اللَّمْعَظَةُ العُمَارِطُ


(١) عن القاموس وبالأصل «والمظة».

(٢) في الصحاح: العلياء.

(٣) البيت في الأساس وتمامه:

لماظة أيام كأحلام نائم ... يذعذع من لذاتها المتبرضُ

وقبله فيها:

وما زالت الدنيا يخون نعيمها ... وتسبح بالأمر العظيم تمخّضُ

(٤) الذي تقدم في مادة ملط: المتملطة: مقعد الإستيام، والإستيام: ئيس الركاب.

(٥) تقدم في مادة لعمظ: «وأنشد الأصمعي» وفي اللسان لعمظ: «وأنشد الاصمعي لخاله» والمثبت هنا عن التكملة وبالأصل «وأنشد لخاله».