تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جسع]:

صفحة 67 - الجزء 11

  وِقال ابنُ الأعْرَابِيّ: جَعَّ فُلانٌ فُلاناً، إِذا رَمَاهُ بالجَعْوِ، أَي بالطِّينِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: «الْجَعُّ» أُمِيتَ.

  وِقالَ إسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ البَكْرِيّ يَقُولُ: الجَعْجَعُ مِثَالُ لَعْلَعٍ: ما تَطامَنَ مِنَ الأَرْضِ، كالجَفْجَفِ، وذلِكَ أَنَّ الماءَ يَتَجَفْجَفُ فيه فَيَقُومُ، أَي يَدُومُ.

  قَالَ: وأَرَدْتُهُ أَن يَقُولَ⁣(⁣١) «يَتَجَعْجَعُ» فلَمْ يَقُلْهَا في الماءِ.

  وِفي الصّحاحِ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: المَوْضِعُ الضَّيِّقُ الخَشِنُ كالجَعْجَاعِ.

  قُلْتُ: ومنه قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرّاً:

  وِبمَا أَبْرَكَهَا في مُنَاخٍ ... جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيه الأَظَلُّ

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: الجَعْجَاعُ: الأَرْضُ عامَّةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ:

  وِباتُوا بِجَعْجَاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ

  وهكَذَا في العُبَابِ أَيْضاً ذا العَجُز الأَخِير.

  قُلْتُ: البَيْتُ للشَّمّاخِ، وصَوابُ إِنْشَادِهِ: «أَنْخْنَ بَجعْجَاعٍ». وَصَدْرُه:

  وِشُعْثٍ نَشَاوَى مِنْ كَرًى عِنْدَ ضُمَّرٍ

  قالَ الجَوْهَرِيّ: ويُقَالُ: هي الأَرْضُ الغَلِيظَةُ. قالَ أَبُو قَيْسِ بنُ الأَسْلَت:

  مَنْ يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَها ... مُرًّا، وتَتْرُكْهُ بجَعْجاعِ

  قُلْتُ: ويُرْوَى: «وتُبْرِكْهُ»، ويُقَوِّيهِ قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا الَّذِي أَنْشَدَنَاهُ قَرِيباً، ويُرْوَى أَيْضاً: «وتَحْبِسْهُ». وقدْ رُوِيَ أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو: أَنَّ الجَعْجَاع هي الأَرْضُ الصُّلْبَةُ. وقال ابنُ بَرِّيّ: قال الأصْمَعِيُّ: الجَعْجَاعُ: الأَرْضُ الَّتِي لا أَحَدَ بها، كَذا فَسَّرَهُ في بَيْتِ ابنِ مُقْبِلٍ:

  إِذا الجَوْنَةُ الكَدْرَاءُ نالَتْ مَبِيتَنَا ... أَناخَتْ بجَعْجَاعٍ جَنَاحاً وكَلْكَلَا

  وقَال نُهَيْكَةُ الفَزَارِيُّ:

  صَبْراً بَغِيضَ بنَ رَيْثٍ، إِنَّها رَحِمٌ ... حُبْتُم بِهَا، فأَنَا خَتْكُمْ بجَعْجاعِ

  وِقالَ اللَّيْثُ: الجَعْجَاع من الأَرْضِ: مَعْرَكَةُ الحَرْبِ، ونَصُّ اللَّيْثِ: «مَعْرَكَةُ الأَبْطَالِ». ويُقَالُ للقَتِيلِ إذا قُتِلَ في المَعْرَكَةِ: تُرِكَ بِجَعْجَاع، وبه فَسَّرَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْج البَلَاغَةِ قَوْلَ أَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ الَّذِي ذُكِرَ.

  وِفي اللِّسَان: الجَعْجَاع: مُنَاخُ سُوءٍ مِن جَدب⁣(⁣٢) أَو غَيْرِهِ لا يِقَرُّ فِيهِ صاحِبُهُ وفي الصّحاحِ: الجَعْجَاع: الفَحْلُ الشَّدِيدُ الرُّغَاءِ.

  قُلْتُ: ومنهُ قَوْلُ حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:

  يُطِفْنَ بِجَعْجَاعٍ كَأَنَّ جِرَانَهُ ... نَجِيبٌ عَلَى جَالٍ مِنَ النَّهْرِ أَجْوَفُ

  وِالجَعْجَعَةُ: صَوْتُ الرَّحَى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ: ومِنْهُ المَثَلُ الَّذِي يَأْتِي ذَكْرُهُ بَعْدُ.

  وِالجَعْجَعَةُ: نَحْرُ الجَزُورِ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ، وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من جَعْجَع به: إذا أَناخَ به وأَلْزَمَهُ الجَعْجَاعَ، ولا إِخَالُهُ من قَوْلِ الشَّاعِرِ، وأَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  نَحُلُّ الدِّيَارَ وَرَاءَ الدِّيَا ... رِ ثُمَّ نُجَعْجِعُ فِيهَا الجُزُرْ

  غَيْرَ أَنَّهُ فَسَّرَهُ فقَالَ: أَيْ نَحْبِسُهَا عَلَى مَكْرُوهِهَا.

  وِالجَعْجَعَةُ: أَصْوَاتُ الجِمَالِ إِذا اجْتَمَعَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  وِقال اللَّيْثُ: الجَعْجَعَةُ: تَحْرِيكُ الإِبِل للإِناخَةِ أَو الحَبْس، أَوْ للنُّهُوضِ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، ولكِنَّه اقْتَصَرَ علَى الإِنَاخَةِ والنُّهُوضِ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِلأَغْلَبِ:

  عَوْدٌ إِذا جُعْجِعَ بَعْدَ الهَبِّ ... جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ

  وِهَامَةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِّ

  قال الصّاغَانِيّ: لَيْس الرَّجَزُ لِلأَغْلَبِ، كما قَالَ اللَّيْثُ، وإِنَّمَا هُوَ لِدُكَيْنٍ، والرِّوَايَةُ:


(١) بالأصل: «وأردته على يتجعجع» ومثله في اللسان، والمثبت عن التهذيب.

(٢) في اللسان: «من حَدَب».