تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء مع العين

صفحة 98 - الجزء 11

  هاجَتْ ومِثْلِي نَوْلُه⁣(⁣١) أَنْ يَرْبَعَا

  وهِي مائتان وثَمَانِيَةُ مَشَاطِيرَ.

  وِالأَخْضَعُ: مَنْ في عُنُقِه خُضُوعٌ وتَطَامُنٌ، خِلْقَةً، وَقَدْ خَضِعَ يَخْضَعُ خَضَعاً.

  وقال عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: كانَ الزُّبَيْرُ، ¥، طَوِيلاً أَزْرَقَ أَخْضَعَ أَشْعَرَ، ورُبَّمَا أَخَذْتُ - وأَنا غُلامٌ - بشَعرِ كَتِفَيْهِ حَتَّى أَقُومَ، تَخُطُّ رِجْلاهُ إذا رَكِبَ الدَّابَّةَ، نُفُجَ الحَقِيبَةِ.

  وِخَضَعَهُ الكِبَرُ خَضْعاً وخُضُوعاً وأَخْضَعَهُ: جَعَلَهُ كذلِكَ، أَيْ حَنَاهُ، فَخَضَع هو، وأَخْضَعَ، أَيْ انْحَنَى، قَالَهُ الزَّجَّاج.

  وِأَخْضَع الرَّجُلُ: لَانَ كَلامُهُ⁣(⁣٢) لِلْمَرْأَةِ، هكَذَا هو في العُبَابِ.

  وفي اللِّسَان: خَضَعَ الرجلُ، وأَخْضَعَ: أَلانَ كلامَه للمرأة، ومنه حديثُ عمرَ ¥ أَن رجلاً مرَّ برجلٍ وامرأَةٍ قَد خضَعا بينهما حديثاً، فضربه حَتَّى شجَّه، فرُفع إلى عمرَ ¥ فأَهدره، أَي لَيِّنَا بينهما الحديثَ، وتكلَّما بمَا يُطْمِعُ كلًّا منهما في الآخر كخاضَعَها مخَاضَعَةً، إذا خَضَع لها بكَلامِهِ وخَضَعَتْ له وتَطَمَّعَ فيها، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

  وِالتَّخْضِيعُ: تَقطيعُ اللَّحْمِ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ.

  وِاخْتَضَعَ الرَّجُلُ: خَضَعَ، وقد تَقَدَّمَ هذا قَرِيباً، كالخْضَوْضَعَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  وِاخْتَضَعَ: مَرَّ سَرِيعاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ - في صِفَة فَرَسٍ سَرِيعَةٍ -:

  إذَا اخْتَلَطَ المَسِيحُ بِهَا تَوَلَّتْ ... بسَوْمٍ بَيْنَ جَرْيٍ واخْتِضَاعِ

  يَقُولُ: إذا عَرِقَتْ أَخْرَجَتْ أَفانِينَ جَرْيِهَا.

  وِاخْتَضَعَ الفَحْلُ النَّاقَةَ: سَانَّهَا⁣(⁣٣)، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وفي الأسَاسِ: اخْتَضَعَ الفَحْلُ [النَّاقَةَ]⁣(⁣٤) بكَلْكَلِهِ: أَرادَ الضِّرَاب. وَسَمَّوْا مَخْضَعةَ، كمَسْعَدةَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الخَضْعُ، كالمَنْعِ، والخُضْعانُ، بالضَّمِّ: كِلاهُما مَصْدَرُ خَضَع يَخْضَعُ كمَنَعَ. ومِنْهُ حَدِيثُ اسْتِراقِ السَّمْعِ «خُضْعاناً لقَوْلهِ» وهو كغُفْرَانٍ، ويُرْوَى بالكَسْر كالوِجْدَانِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ خَاضِع، وفي رِوَايَةٍ: «خُضَّعاً لِقَوْلِهِ»: جَمْع خَاضِع.

  وِالخُضَّعُ، كرُكَّعٍ: اللَّوَاتِي قَدْ خَضَعْنَ بالقَوْلِ ومِلْنَ.

  عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، ويُقَالُ: فَرَسٌ أَخْضَعُ بَيِّنُ الخَضَع، وكَذلِكَ البَعِيرُ والظَّلِيمُ والظِّبَاءُ.

  وِأَخْضَعَتْنِي إِلَيْكَ الحَاجَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ولمْ يُفَسِّرْه، وهو قَوْلُ الزَّجّاج. أَرادَ: أَلْجأَتْنِي وأَحْوَجَتْنِي.

  ومِنْكبٌ خَاضِعٌ وأَخْضَعُ: مُطْمَئنٌّ.

  ونَعَامٌ خَوَاضِعُ، وكَذلِكَ الظِّبَاءُ، أَي مُمِيلات رُؤُوسهَا إِلَى الأَرْضِ في مَرَاعِيهَا.

  ونَبَاتٌ خَضِعٌ، ككَتِف: مُتَثَنَّ من النَّعْمَةِ، كأَنَّه مُنْحَنٍ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهو عِنْدِي علَى النَّسَبِ، أَنَّهُ لا فَعْلَ لَه يَصْلُح أَنْ يَكُون خَضِعٌ مَحْمُولاً عَلَيْه. ومنه قَوْلُ أَبِي فَقْعَسٍ يصِفُ الكَلأ: «خَضِعٌ مَضِغٌ، ضافٍ رَتِعٌ» كَذا حَكَاهُ ابنُ جِنِّي.

  وِاخْتَضَع الصَّقْرُ: طَامَنَ رَأْسَهُ للانْقِضَاضِ. نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.

  وفي الصّحاح: قَوْلُهُم: سَمِعْت للسِّياطِ خَضْعَةً، وللسُّيُوفِ بَضْعَةً، فالخَضْعَةُ: وَقْعُ السِّيَاطِ، والبَضْعَةُ: القَطْعُ. انْتَهَى، ومِثْلُه في الأَسَاسِ، وقد ضَبَطاهُما بالفَتْحِ.

  وفي اللّسَان: الخَضَعَةُ «بالتَّحْرِيك»⁣(⁣٥) السِّياط لِانصِبَابِهَا عَلَى مَنْ تَقَعُ عَلَيْه، وقِيلَ: الخَضْعَةُ⁣(⁣٦) السُّيُوفُ، ويُقَالُ: للسُّيوف خَضْعَةٌ، وهو صَوْتُ وَقْعِهَا.

  وقالَ ابْنُ بَرّيّ: الخَضْعَةُ: أَصْواتُ السُّيُوفِ. والبَضْعَةُ: أَصْوَاتُ السِّيَاطِ، وقَدْ جاءَ في الشِّعْرِ مُحَرَّكاً، كما قال:


(١) بالأصل «قوله» والمثبت عن ديوانه ص ٨٧.

(٢) في اللسان: الان كلمة للمرأة.

(٣) أي أنه يطاردها حتى يتنوخها ليفسدها.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) ضبطت في اللسان ضبط حركات بالتحريك.

(٦) الذي في اللسان: الخَضْعَة والخَضَعَة السيوف.