تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درقع]:

صفحة 112 - الجزء 11

  إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ: «مَنْ دَسَعَ فلْيَتَوَضَّأْ».

  وِدَسَعَ فُلانٌ بِقَيْئِه، إِذا رَمَي به. وفي حَدِيثِ عَلِيّ كَرَّمَ الله وَجْهَه - وذُكِرَ ما يُوجِبُ الوُضُوء - فقَالَ: «دَسْعَةُ تَمْلأ الفَمَ». وجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ حَدِيثاً مرْفُوعاً، فقالَ: هِيَ مِنْ دَسَعَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ دَسْعاً، إِذا نَزَعَها مِنْ كَرِشِهِ وأَلْقَاها في فِيهِ.

  وِالدَّسْعُ: المَلْءُ يُقَالُ: دَسَعْتُ القَصْعَةَ دَسْعاً، أَي مَلأْتُهَا، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِالدَّسْعُ: سَدُّ الجُحْرِ يُقَالُ: دَسَع الجُحْرَ دَسْعاً: إِذا أَخَذَ دِسَاعاً⁣(⁣١) من خِرْقَةٍ أَو شَيْئاً عَلَى قَدْرِ الجُحْرِ فَسدَّه بمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ.

  وِالدَّسْعُ: خَفَاءُ العِرْقِ في اللَّحْم وعَدَمُ ظُهُورِهِ لاكْتَنازِهِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِالدَّسْعُ: إِعْطَاءُ الدَّسِيعَةِ وهو مَجَازٌ. والدَّسِيعَةُ: اسْمُ للعَطِيَّةِ الجَزِيلَة، ومِنْهُ الحَدِيثُ «يَقُولُ الله تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَة: «يا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ أَحْمِلْك عَلَى الخَيْلِ والإِبلِ، وزَوَّجْتُكُ النَّسَاءَ، وجَعَلْتُكَ تَرْبَع وتَدْسَع؟ قَالَ: بَلَى. قالَ: فَأَيْنَ شُكْرُ ذلِكَ؟» قَالَ الجَوْهَرِيّ: أَيْ تأْخُذ المِرْباعَ وتُعْطِي الجَزِيلَ، أَي تَأْخُذ رُبُعَ الغَنِيمَةِ، وذلِكَ فِعْل الرَّئِيس.

  وقال الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ لِلْجَوَادِ: هو ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ، أَي كَثِيرُ العَطِيَّة، سُمَّيَتْ دَسِيعَةً لدَفْعِ المُعْطِي إيّاهَا بمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، كما يَدْفَعُ البَعِيرُ جِرَّتَهُ دَفْعَةً واحِدَةً، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه:

  كَمْ في بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْر سَيِّدٍ ... ضَخْمِ الدَّسِيعَةِ ماجِدٍ نَفّاعِ⁣(⁣٢)

  وِالدَّسِيعَة أَيْضاً: الطَّبِيعَة والخُلُقُ، كَمَا في الصّحاح، وقيلَ: كَرَمُ الفِعْلِ، وقِيلَ: الخِلْقَةُ.

  وِالدَّسِيعَةُ: الدَّسْكَرَةُ.

  وِقِيلَ: هي الجَفْنَةُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتْ بِذلِكَ تَشْبِيهاً بدَسِيع البَعِير، لأَنَّهُ لا يَخْلُو كُلَّمَا اجْتَذَبَ مِنْهُ جِرّةً عادَتْ فِيهِ أُخْرَى.

  وِقِيلَ: هي المَائِدَةُ الكَرِيمَةُ، وهو مَجَازٌ أَيْضاً، والجَمْعُ: الدَّسَائعُ. بِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ حَدِيثُ ظَبْيَانَ، وذَكَرَ حِمْيَرَ، وأَنَّ قَبَائِلَ مِنْ الأَزْدِ نَزَلُوهَا فنَتَجُوا فِيهَا النَّزائِع، وبَنَوا المَصَانِعَ، واتَّخَذُوا الدَّسائِعَ، قِيلَ: العَطَايا. وقيلَ: الدَّسَاكِرُ، وقِيلَ: الجِفَانُ، وقِيلَ: المَوَائدُ.

  وِالدَّسِيعَةُ القُوَّةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  وِالمَدْسَعُ، كمَقْعَدِ: المَضِيقُ، ومَوْلِجُ ونَصّ اللَّيْث: مَضِيقُ مَوْلِج المَرِيءِ في عَظْمِ الثُّغْرَةِ أَيْ ثُغْرَةِ النَّحْرِ، وفي التَّهْذِيبِ: هو مَجْرَى الطَّعَامِ في الحَلْقِ، ويُسَمَّى ذلِكَ العَظْمُ: الدَّسِيعَ.

  وِالمِدْسَعُ، كمِنْبَرٍ: الدَّلِيلُ الهَادِي.

  وِالدَّسِيعُ كأَمِيرٍ: مَغْرِزُ العُنُقِ في الكَاهِلِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وأَنْشَدَ لسَلَامَةَ بنِ جَنْدَلٍ يَصِفُ فَرَساً:

  يَرْقَى الدَّسِيعُ إِلَى هَادٍ لَهُ تَلِعٍ⁣(⁣٣) ... في جُؤْجُؤٍ كمَداكِ الطَّيبِ مَخْضُوبِ

  وقال غَيْرُه: الدَّسِيعُ من الإنْسَانِ: العَظْمُ الَّذِي فِيهِ التَّرْقُوتَانِ. وقِيلَ: هُوَ الصَّدْرُ والكَاهِلُ. وقالَ ابنُ شُمَيْلِ: الدَّسِيعُ حَيْثُ يَدْفَعُ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ، وهو مَوْضِعُ المَرِئِ مِنْ حَلْقِهِ.

  وِقال ابنُ عَبّاد: نَاقَةٌ دَيْسَعٌ، كصَيْقَلٍ: ضَخْمَةٌ، أَو كَثِيرَةُ الاجْتِرارِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الدَّسْعُ: خُرُوجَ القَرِيضِ بمَرَّةٍ. والقَرِيضُ: جِرَّةُ البَعِيرِ إِذا دَسَعَهُ وأَخْرَجَهُ إِلَى فِيهِ.

  وِدَسِيعَا الفَرَسِ: صَفْحَتَا عُنُقِهِ مِنْ أَصْلِهِما، ومِنَ الشَّاةِ: مَوْضِعُ التَّرِيبَةِ.

  وِدَسَعَ يَدْسَعُ دَسْعاً: امْتَلأَ.

  وِدَسَعَ البَحْرُ بالعَنْبَرِ ودَسَرَ، إِذا جَمَعَهُ كالزَّبَدِ، ثُمَّ قَذَفَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ.

  وفي الحَدِيثِ: «أَو ابْتَغَى دَسِيعَةَ ظُلْمٍ»، أَي طَلَبَ دَفْعاً عَلَى سَبيلِ الظُّلْمِ، فأَضافَةُ إِلَيْه، فالإضافَةُ بمَعْنَى مِنْ.


(١) في التهذيب واللسان: دساماً.

(٢) البيت في كتاب سيبويه ٢/ ١٦٨ ونسبة بحواشيه للفرزدق، وليس في ديوانه.

(٣) المفضلية / ٢٢ برواية بَتعٍ بدل تلع.