تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رمع]:

صفحة 178 - الجزء 11

  وِرُمَاعٌ، كغُرَابٍ: ع، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، ويُرْوَى أَيْضاً بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الرُّمَاعُ: وَجَعٌ يَعْتَرِضُ فِي ظَهْرِ السّاقِي حَتّى يَمْنَعَهُ من السَّقْي، وقد رُمِعَ، كعُنِيَ أَصابَهُ ذلِكَ، وأَنْشَدَ:

  بِئْسَ مَقَامُ⁣(⁣١) العَزَبِ المَرْمُوعِ ... حَوَأَبَةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ

  وِالرُّمَاعُ: اصْفِرارٌ وتَغَيُّرٌ في وَجْهِ المَرْأَةِ من دَاءٍ يُصِيبُ بَظْرَهَا، كالرَّمَعِ، مُحَرَّكَةً، وقد رَمِعَتْ، كفَرِحَ، ورُمِّعَتْ، بالضَمِّ مُشَدَّدَةً، والَّذِي في العُبَاب الرَّمَعُ، بالتَّحْرِيكِ، والرُّمَاعُ، بالضَّمِّ: اصْفِرَارٌ وتَغَيُّرٌ في الوَجْهِ، ومِثْلُه في التَّكْمِلَة. وفي اللِّسَانِ الرُّمَاع: دَاءٌ في البَطْنِ يَصْفَرُّ منه الوَجْهُ ورُمِعَ، ورُمِّعَ، ورَمِعَ، وأَرْمَعَ: أَصَابَهُ ذلِكَ، والأَوَّلُ أَعلَى، فإِذا عَلِمْتَ ذلِك فاعْلَم أَنَّ المُصَنِّفَ خالَفَ نُصُوصَ الأَئمَّةِ في تَخْصِيصِه بوَجْهِ المَرْأَة، وقوله: «يُصِيبُ بَظْرَها»: تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: يُصِيبُ البَطْنَ، وحَيْثُ إِنَّه صَحَّفَ وخَصَّ بالمَرْأَةِ فاحْتَاجَ إلى ضَمِير التَّأْنِيثِ في رَمِعَت ورُمِّعَت، وفاتَه: رُمِعَ، كعُنِيَ، وقد ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ هُنَا، ونَصُّه: يُقَالُ رَجُلٌ مُرْمَعٌ⁣(⁣٢)، ومَرْمُوعُ، يُقَالُ: أُرْمِعَ، ورُمِعَ، فتأَمَّلْ ذلِكَ.

  وِرِمَعُ، كعِنَبٍ: ة، باليَمَنِ، وقالَ اللَّيْثُ: مَنْزِلٌ للأَشْعَرِيِّينَ، وقد جاءَ ذِكْرُهَا في الحَدِيثِ، قالَ ابنُ الأَثِير: مَوْضِعٌ من بِلادِ عَكٍّ باليَمَنِ، وفي العُبَابِ: مِنْهَا الإِمامُ أَبُو مُوسَى عَبْدُ الله بنُ قَيْسٍ الأَشْعَرِيُّ، ¥. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  وِفي رِمَعَ المَنِيَّةُ مِنْ سُيُوفٍ ... مُشَهَّرَةٍ بأَيْدِي الأَشْعَرِينَا

  قُلتُ: والصَّحِيحُ مِنْ هذِه الأَقْوَالِ أَنَّ رِمَعاً: اسمُ وادٍ من أَوْدِيَةِ اليَمَنِ، مُتّصِلٍ بوَادِي سَهَام، ووَادِي مَوْرٍ، مُشْتَمِلٍ على عِدَّةِ قُرًى، أَشْهَرُ قُرَاهُ الآنَ المَحَطُّ، وقد ذَكَرْنَاها في مَوْضِعِها، كأَنَّهَا سُمِّيَتْ لكَوْنِها كانت مَحَطَّةً للأَشاعِرَةِ، والمُصَنِّفُ أَدْرَى بذلِك وأَعْرَفُ بحُدُودِ أَوْدِيَةِ اليَمَنِ ورُسُومِها.

  وِالرُّمْعَةُ والزُّمْعَة: القِطْعَةُ، يُقَالُ: رُمْعَةٌ من نَبْتٍ، وزُمْعَةٌ من نَبْتٍ وغَيْرِه، بالضَّمِّ فيهما، أَي قِطْعَةٌ منه.

  وِرَمَعٌ، مُحَرَّكَةً، ويُثَلَّثُ راؤُه: ع، وقال ابنُ بَرِّيّ. جَبَلٌ باليَمَنِ، وأَنْشَدَ لأَبِي دَهْبَلٍ الجُمَحِيِّ:

  ماذا رُزِئْنَا غَدَاةَ الخَلِّ مِنْ رِمَعٍ ... عند التَّفَرُّقِ من خِيرٍ ومِنْ كَرَمِ

  وِاليَرْمَعُ، كيَمْنَع: الخُذْرُوفُ، وهي الخَرّارَةُ التي يَلْعَبُ به صوابُه: بِهَا الصِّبْيَانُ إِذا أُدِيرَت سَمِعْتَ لها صَوْتاً لشِدَّةِ دَوَرَانِهَا.

  وِاليَرْمَعُ: حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ إِذا فُتِّتَتْ انْفَتَّتْ. وقال اللِّحْيَانِيُّ: هي حِجارَةٌ لَيِّنة رِقَاقٌ بِيضٌ تَلْمَع، وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: اليَرْمَعُ: الحَصَى البِيضُ تَلأْلأُ في الشَّمْسِ⁣(⁣٣)، والوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذلِكَ يَرْمَعَةٌ، وقالَ رُؤْبَةُ يَذْكُر السَّرابَ:

  وِرَقْرَقَ الأَبْصَارَ حَتّى أَقْدَعَا ... بالبِيدِ إِيقادُ النَّهَارِ اليَرْمَعَا

  وِمن المَجَاز: يُقالُ للمَغْمُومِ المُنْكَسِرِ إِذا عَبَثَ: تَرَكْتُهُ يُفَتِّتُ اليَرْمَعَ. ومنه المَثَل:

  كَفَّا مُطَلَّقَةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا

  يُضْرَبُ مَثَلاً للنّادِمِ على الشَّيْءِ، وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يُضْرَب للمُغْتاظِ.

  وِقالَ ابنُ عبّادٍ: يُقَال: أَتَى فُلانٌ بمُرَمَّعاتِ الأَخْبَارِ، كمُعَظَّمٍ، أَي بالبَاطِلِ، وكذلِكَ: «مُرَمَّآت» بالهَمْزِ، وقد تَقَدَّمَ، ولو قالَ: أَي بأَباطِيلِها، كما في التَّكْمِلَةِ، كان أَحْسَنَ.

  وِقالَ الفَرّاءُ: التَّرْمِيعُ في السِّبَاعِ كُلِّهَا: إِلْقَاءُ الوَلَدِ لغَيْرِ تَمَامٍ، يُقَالُ: قد رَمَّعَتْ.

  وِيُقَالُ: إِنَّ المُرَمِّعَة، كمُحَدِّثَةٍ: المَفَازَةُ، كَأَنَّهُ لِمَا فِيهَا مِنْ رَمَعَانِ السَّرَابِ.


(١) في المحكم ٢/ ١١١ برواية: بئس غداء العزب.

(٢) ضبطت بالقلم في الجمهرة ٢/ ٣٨٧ بتشديد الميم الثانية المفتوحة. والمثبت يوافق التكملة عن ابن دريد.

(٣) هذه العبارة في اللسان، أما نص العبارة في الأساس: اليرمع الحصى الأبيض الذي يلمع.