تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[روع]:

صفحة 179 - الجزء 11

  وِقَوْلُهُم: دَعْهُ يَتَرَمَّعُ في طُمَّتِهِ أَي يَتَسَكَّعُ في ضَلالِهِ يَجِيءُ ويذهبُ، قاله أَبو زيد، أَو مَعْنَاه: دَعْهُ يَتَلَطَّخُ في خُرْئِهِ، فكأَنَّه يتحرَّك فيه فيَتَلَطَّخ.

  وِتَرَمَّعَ أَنفُه: تَحَرَّكَ من غَضَبٍ أَو تَراهُ كأَنَّهُ أُرْعِدَ غَضَباً، وبه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ الحَدِيثَ - عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ¥ -: «اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ رَسُولِ الله ÷ فغَضِبَ أَحَدُهما غَضَباً حَتّى تَخَيَّلَ⁣(⁣١) لِي أَنَّ أَنْفَهَ يَتَرَمَّع» قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هذا هُو الصَّوابُ، والرِّوايَة: «يَتَمَزَّعُ» وليس يَتَمَزَّعُ بشيْءٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: إِن صَحَّ «يَتَمَزَّع» فإِنَّ مَعناه يَتَشَقَّقُ. قلتُ: أَي يَتَطَايَرُ شِقَقاً، ومثله، يَتَمَيَّزُ ويَتَّقِدُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  يُقَال: كَذَبَتْ رَمّاعَتُه، إِذا حَبَقَ. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِالرَّمِعُ، ككَتِفِ: الَّذِي يَتَحَرَّكُ طَرَفُ أَنْفِه من الغَضَبِ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وِالرَّمّاعُ، كشَدّادٍ: الّذِي يَأْتِيكَ مُغْضَباً.

  والَّذِي يَشْتَكِي صُلْبَهُ من الرُّمَاع.

  وِرَمَع: لَمَع.

  [رنع]: رَنَعَ لَوْنُه، كمَنَعَ رُنُوعاً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وفي اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ: أَي تَغَيَّرَ وذَبَلَ وضَمُرَ.

  وِيُقَالُ: رَنَعَتِ الدّابَّةُ، إِذا طَرَدَتِ الذُبَابَ برَأْسِهَا، وأَنْشَدَ شَمِرٌ لمُصَادِ بنِ زُهَيْرٍ:

  سَمَا بالرّانِعَاتِ من المَطَايَا ... قَوِيٌّ لا يَضِلُّ ولا يَجُورُ

  وِرَنَعَ فُلانٌ: لَعِبَ، وهم رانِعُونَ لَاهُونَ رُنُوعاً، قاله ابنُ عَبّادٍ.

  وِقالَ الفرَّاءُ: المَرْنَعَةُ، كمَرْحَلَةٍ: الأَصْوَاتُ في لَعِب، يُقَال: كانَتْ لَنَا البَارِحَةَ مَرْنَعَةٌ، وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ: كُنّا البَارِحَةَ في مَرْنَعَةٍ، أَي في السَّعَة والخِصْبِ، ولم يَعْرِفْه بمَعْنَى الأَصْواتِ.

  وِقال الفَرّاءُ: المَرْنَعَةُ، والمَرْغَدَةُ، الرَّوْضَة.

  وِقال الكِسَائِيّ: يُقَال: أَصَبْنَا عِنْدَه المَرْنَعَة من الصَّيْدِ والطَّعَامِ والشَّرابِ أَي القِطْعَة منه.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: مَرْنَعَةٌ من الخُصُومَةِ ونَحْوِها، أَي المُعْجَمَة للناس.

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْحَمْقَاءِ من النِّسَاءِ الَّتِي لَيْسَت بصَنَاع، ولا تُحْسِنُ إِيالَة مَالِهَا إِذَا أَثْرَتْ وقَدَرَتْ على مَالٍ كَثِيرٍ: «وَقَعْتِ في مَرْنَعَةٍ فعِيثِي»، أَي وَقَعْتِ فِي خِصْبٍ وَسَعَةٍ. يُقَالُ: ظَلُّوا في مَرْنَعَةِ العَيْشِ والخِصْبِ وفي المَثَلِ «إِنَّ فِي المَرْنَعَةِ لكُلِّ قَوْمٍ مَقْنَعَةً» أَي غِنًى.

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو: التَّرْنَيعُ: تَحْرِيكُ الرَّأْسِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَنَعَ الزَّرَعُ، إِذا احْتَبَسَ عنه الماءُ فضَمَرَ، عن أَبِي حاتِمٍ، وقال ابنُ فارِسٍ: فيه نَظَرٌ.

  وَرَنَع الرَّجُلُ برَأْسِه، إِذا سُئِلَ فحَرَّكَهُ، يَقُولُ: «لا»، هكَذَا أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا، وقد تَقَدَّم في «ر م ع».

  [روع]: الرَّوْعُ: الفَزَعُ، راعَهُ الأَمْرُ يَرُوعُه رَوْعاً، وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ: «إِذا شَمِطَ الإِنْسَانُ في عَارِضَيْهِ فذلِكَ الرَّوْعُ» كأَنَّهُ أَرادَ الإِنْذَارَ بالمَوْتِ. وقالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ يَرُوعُكَ منه جَمَالٌ وكَثْرَةٌ تقولُ: رَاعَنِي فهو رائعٌ، كالارْتِيَاعِ، قالَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يصفُ ثَوْراً:

  فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلّابٍ فبَاتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ⁣(⁣٢)

  ويُقَالُ: ارْتَاعَ مِنْه، وله. والتَّرَوُّعِ قال رُؤْبَةُ:

  وِمَثَلُ الدُّنْيَا لِمَنْ تَرَوَّعَا ... ضَبَابَةٌ لا بُدَّ أَنْ تَقَشَّعَا

  أَو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعَا

  وِالرَّوْعُ: د، باليَمَنِ قُرْبَ لَحْجٍ، نَقَلَه الصّاغانِيّ.

  وِالرَّوْعَةُ: الفَزْعَةُ، وهي المَرَّةُ الوَاحِدَةُ من الرَّوْعِ: الفَزَعِ، والجَمْعُ رَوْعَاتٌ، ومنه الحَدِيثُ: «اللهُمَّ آمِنْ رَوْعَاتِي، واسْتُرْ عَوْرَاتِي» وفي الحَدِيثِ: «فأَعْطَاهُمْ برَوْعَةِ الخَيْل» يريدُ أَنَّ الخَيْلَ راعَتْ نِساءَهم وصِبْيَانَهم، فأَعْطَاهُم شَيْئاً لِمَا أَصابَهُمْ من هذِه الرَّوْعَة.


(١) في النهاية: حتى خيّل الى من رآه أن أنفه.

(٢) ديوانه ص ٨. (ط: دار الفكر - بيروت).