تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زعزع]:

صفحة 189 - الجزء 11

  وِقالَ ابنُ عبّادٍ: يُقَال: تَزَرَّعَ إِلَى الشَّرِّ: مِثْلُ تَسَرَّع، نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الزَّرّاعُ، كشَدَّادٍ: الزّارِعُ، وحِرْفتُه الزِّرَاعَةُ، قال:

  ذَرِينِي - لكِ الوَيْلَاتُ - آتِي الغَوَانِيَا ... مَتَى كُنْتُ زَرَّاعاً أَسُوقُ السَّوَانِيَا؟

  وِالزَّرّاعُ أَيضاً: النَّمّامُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وهو الَّذِي يَزْرَعُ الأَحْقَادَ في قُلُوب الأَحِبّاءِ. وهو مَجازٌ.

  وجَمْع الزّارِع: زُرّاعٌ، كرُمّانٍ.

  وقَوْلُه تَعالَى: {يُعْجِبُ الزُّرّاعَ}⁣(⁣١) قالَ الزَّجّاجُ: المُرَادُ به مُحَمَّدٌ رسُولُ الله ÷، وأَصْحَابُه الدُّعَاةُ للإِسْلَامِ، ¤.

  وِالزَّرَّاعَةُ، بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ: الأَرْضُ التي تُزْرَعُ، قال جَرِيرٌ:

  لَقَلَّ غَنَاءٌ عَنْكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ ... تُغَنِّيكَ زَرّاعَاتُهَا وقُصُورُهَا

  وِالمُزْدَرِعُ: الذِي يَزْدَرِعُ زَرْعاً يَتَخَصَّصُ به لِنَفْسِه. وهو مَجَازٌ.

  وِأَزْرَع الزَّرْعُ، إِذا أَحْصَدَ.

  ويُقَال: أَسْتَزْرِعُ الله وَلَدِي للْبِرِّ، وأَسْتَرْزِقُه له من الحِلّ.

  وهو مَجَازٌ.

  وَزَرَعَ الحُبَّ لك في القُلُوبِ كَرَمُكَ، وحُسْنُ خُلُقِكَ، وهو مَجَاز.

  ويُقال: بِئْسَ الزَّرْعُ زَرْعُ المُذْنِب.

  والدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَة. وهو مَجَازٌ.

  وِالزُّرْعَةُ، بالضَّمِّ: فَرْخُ القَبَجَةِ. نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وهو مَجَازٌ.

  وَتِلْكَ مَزَارِعُهُم، وزَرّاعاتُهُم.

  ومَنِيُّ الرَّجُلِ زَرْعُه.

  ويَقُولُون: مَنْ زَرَعَ حَصَدَ،. وزَرْعٌ: اسمٌ.

  وفي الحَدِيثِ: «كُنْتُ لَكِ كأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» هي أُمُّ زَرْعٍ بنتُ أُكَيْمِل بنِ ساعِدَةَ.

  وأَبُو زُرْعَةَ الرّازِيُّ: حافظٌ مَشْهُورٌ.

  وأَبُو زُرْعةَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ العِرَاقِيُّ: محدِّثٌ مَشْهُور.

  وسَمَّوْا زَارِعاً، كصَاحِبٍ.

  ومن أَمثالهم. «أَجْوَعُ مِنْ زُرْعَةَ».

  [زعزع]: الزَّعازعُ: د، باليَمَنِ قُرْبَ عَدَنَ.

  وِالزَّعَازِعُ، والزَّلازِلُ: الشَّدائدُ من الدَّهْرِ، يُقَالُ: كَيْفَ أَنْتَ في هذِه الزَّعَازِعِ؟ إِذا أَصابَتْهُ الشِّدَّةُ. كذا في اللِّسَانِ والمُحِيطِ والأَسَاسِ، وهو مَجَازٌ.

  وِالزَّعْزَعَةُ: تَحْرِيكُ الرِّيحِ الشَّجَرَةَ ونَحْوَها، قالَهُ اللَّيْث، يُقَال: زَعْزَعَت الرِّيحُ الشَّجَرَةَ زَعْزَعَةً، وكذا زَعْزَعَتْ بها، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  أَلَا حَبَّذَا رِيحُ الصَّبَا حِينَ زَعْزَعَتْ ... بقُضْبَانِه بعدَ الظِّلالِ جَنُوبُ

  يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ زَعْزَعَتْ به: لُغَةً في زَعْزَعَتْهُ، ويَجُوزُ أَنْ يكونَ عَدَّاهَا بالباءِ حيثُ كانَتْ في مَعْنَى دَفَعَتْ بها.

  أَو كُلُّ تَحْرِيكٍ شَدِيدٍ: زَعْزَعَةٌ، يقال: زَعْزَعَهُ زَعْزَعَةً، إِذا أَراد قَلْعَه وإِزالَتَه، وهو أَنْ يُحَرِّكه تَحْرِيكاً شَدِيداً، قالت أُمُّ الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ:

  تَطَاوَلَ هذا اللَّيْلُ وازْوَرَّ جَانِبُهْ ... وِأَرَّقَنِي أَلَّا خَلِيلَ أُدَاعِبُهْ

  فو الله لو لا الله - لا رَبَّ غَيْرُه - ... لَزُعْزِعَ من هذا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ

  وِرِيحٌ زَعْزَعٌ، وزَعْزَعَانُ، وزَعْزَاعٌ، وزُعَازِعٌ، الأَخِيرُ بالضَّمِّ نَقَلَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ، ما عَدَا الثّالِثَةَ، وضَبَطَ الأَخِيرَةَ بالفَتْح⁣(⁣٢)، أَي تُزَعْزِعُ الأَشْيَاءَ وتُحَرِّكُها، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ:


(١) سورة الفتح الآية ٢٩.

(٢) كذا بالأصل، والذي في الصحاح: وريح زَعْزَعان وزَعْزَع وزَعْزَاع أَي تزعزع الأشياء لشدتها، والجمع زَعازع.