تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زقع]:

صفحة 190 - الجزء 11

  كأَنَّ أَطْرَافَ دَلِيَّاتِهَا ... في شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزَاعِ

  وِالزَّعْزَاعَةُ: الكَتِيبَةُ الكَثِيرَةُ الخَيْلِ، قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَمْدَحُ الحارِثَ بْنَ وَرْقَاءَ الصَّيْدَاوِيَّ حين أَطْلَق يَساراً:

  يُعْطِي جَزِيلاً ويَسْمُو غَيْرِ مُتَّئِدٍ ... بالخَيْلِ لِلْقَوْمِ فِي الزَّعْزَاعَةِ الجُولِ

  أَراد فِي الكَتِيبَةِ الَّتِي يَتَحَرَّكُ جُولُهَا، أَي ناحِيَتُها، ويَتَرَمَّزُ، فأَضَافَ الزَّعْزَاعَةَ إِلى الجُولِ.

  وِسَيْرٌ زَعْزَعٌ، ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ ولم يُفَسِّرْه⁣(⁣١)، وفَسَّرَه الصّاغَانِيُّ فقالَ: أَي فِيه تَحَرُّكٌ، وفِي اللِّسَانِ: أَي شَدِيدٌ، وهو مَجازٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائذٍ الهُذَلِيِّ يَصِفُ ناقَةً:

  وِتَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعاً ... كما انْخَرَطَ الحَبْلُ فَوْقَ المَحَالِ⁣(⁣٢)

  وِقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: المُزَعْزَعُ بالفَتْحِ، أَي عَلَى صِيغَةِ اسْمِ المَفْعُولِ: الفالُوذُ، وكذلِكَ المُلَوَّصُ، والمُزَعْفَرُ، واللَّمْصُ، واللَّوَاصُ، والمِرِطْرَاطُ، والسِّرِطْرَاطُ. وقد ذُكِرَ كُلٌّ في بابِه.

  وِتَزَعْزَعَ: تَحَرَّكَ، وهو مُطَاوِعُ زَعْزَعَتْهُ الّرِّيحُ، قالَ الأَعْشَى يَمْدَحُ هَوْذَةَ بنَ عَلِيٍّ الحَنَفِيَّ:

  ما النِّيلُ أَصْبَحَ زَاخِراً من بَحْرِهِ ... جَادَتْ له رِيحُ الصَّبَا فتَزَعْزَعَا

  يَوْماً بأَجْوَدَ نَائِلاً من سَيْبِهِ ... عندَ العَطَاءِ إِذَا البَخِيلُ تَقَنَّعَا

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الزَّعْزَاعُ، بالفَتْح: الاسمُ من زَعْزَعَه: حَرَّكَه بشِدَّةٍ، واسْتَعَارَتْهُ الدَّهْنَاءُ بنتُ مِسْحَلٍ: في الذَّكَر، فقالَتْ:

  إِلّا بزَعْزَاعٍ يُسَلِّي هَمِّي ... يَسْقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي

  وقال ابنُ جِنِّي: رِيحٌ زُعْزُوعٌ، بالضّم، أَي شَدِيدَةٌ. وقال ابنُ بَرِّيّ: الزَّعْزَاعَةُ: الشِّدَّةُ، وأَنْشَدَ بيتَ زُهَيْرٍ:

  في زَعْزَاعَةِ الجُولِ ...

  وقال: أَي فِي شِدَّةِ الجُولِ.

  وِزَعْزَعْتُ الإِبلَ، إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً عَنِيفاً فتَزَعْزَعَتْ، أَي حَثَثْتَها، وهو مَجَازٌ.

  وأَبُو الزُّعَيْزِعَةِ: كَاتِبُ مَرْوَانَ الحِمَارِ، عن مَكْحُولٍ، فيه جَهَالَةٌ.

  ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي الزُّعَيْزِعَة: تُكُلِّمَ فيه.

  [زقع]: زَقَعَ الحِمَارُ، كَمَنَعَ، زَقْعَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، وزاد غيرُه: زُقَاعاً، بالضَّمِّ، أَي ضَرِطَ أَشَدَّ ما يَكُونُ.

  وِيقال: زَقَعَ الدِّيكُ زَقْعاً: صاحَ كصَقَع.

  وِقال النَّصْرُ: الزَّقاقِيعُ: فِرَاخُ القَبَجِ، بالقَافِ والمُوَحَّدَةِ المَفْتُوحَة، وآخِرُه جِيمٌ: الحَجَل، كما مَرَّ. وقَالَ الخَلِيلُ: هو قَلْبُ الزَّعَاقِيقِ، واحِدُها زُعْقُوقَةٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  زُقَاعَةُ، بضَمِّ الزَّايِ، وفَتْح القافِ المُشَدَّدَةِ: البُرْهانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَهَادِرِ بنِ أَحْمَدَ الغَزِّيُّ الحَوفيُّ⁣(⁣٣) العَشَّابُ، الشَّهِيرُ بابنِ زُقّاعَة، قال الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ: مَشْهُورٌ، سَمِعْتُ مِنْ شِعْرِه، ومات سَنَةَ ثَمَانمائَةٍ وستَّ عَشْرَةَ. قلتُ: وقد تَرْجَمَهُ المَقْرِيزِيُّ تَرْجَمةً طَوِيلَة، وممّا كَتَبَ الحافِظُ إِليه يَسْتَجِيزُه ما نَصُّه:

  نَطْلُب إِذْناً بالرِّوايَةِ مِنْكُمُ ... فعادَتُكُمْ إِيصالُ بِرٍّ وإِحْسانِ

  لِيَرْفَعَ مِقْدَارِي ويَخْفِضَ حَاسِدِي ... وِأَفْخَرَ بينَ العالَمِينَ ببُرْهانِ

  فأَجَاب:

  أَجَزْتُ شِهابَ الدِّين دَامَتْ حَياتُه ... بكُلِّ حَدِيثٍ حَازَ سَمْعِي بإِتْقانِ


(١) كذا بالأصل ونص الصحاح واضح وفيها: وسيرٌ زعزعٌ: شديدٌ.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٧٥.

(٣) كذا بالأصل، ولعلها «الحرفي» نسبة الى علم الحرف أو صناعة الخياطة، قال المقريزي: عانى صناعة الخياطة. والعشّاب نسبة الى تفننه في معرفة الأعشاب انظر شذرات الذهب وفيات سنة ٨١٦ هـ.