تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع العين

صفحة 249 - الجزء 11

  وِمن المَجَازِ: ناقَةٌ شافِعٌ أَوْ شاةٌ شافِعٌ أَي في بَطْنِها وَلَدٌ يَتْبَعُهَا آخَرُ، كما في الصّحاحِ، وهو قَوْلُ الفَرّاءِ، ونَحْوُ ذلِكَ قال أَبو عُبَيْدَةَ، وأَنْشَدَ:

  وِشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ ... وِمَعَها من خَلْفِها لها وَلَدْ

  وقال:

  ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ ... وِمَعَها لها وَلِيدٌ تابِعُ

  سُمِّيَتْ شافِعاً، لأَنَّ وَلَدَهَا شَفَعَهَا، أَو هي شَفَعَتْه، كَمَنَع، شَفْعاً، فصارَا شَفْعاً، وفي الحَدِيثِ عن سِعْرِ بن دَيْسَم ¥ قال: «كُنْتُ في غَنَم لي، فجاءَ رَجُلانِ عَلَى بَعِيرٍ، فقالا: إِنَّا رَسُولا رَسُولِ الله ÷ لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ، فقلتُ: ما عَلَيَّ فيها؟ فقالا: شاةٌ. فأَعْمِدُ إِلى شاةٍ قد عَرَفْتُ مَكَانَها مُمْتَلئةً مَحْضاً وشَحْماً، فأَخْرَجْتُها، فقالا: هذه شاةٌ شافِعٌ، وقَدْ نَهانَا رَسُولُ اللهِ ÷ أَنْ نَأْخْذَ شَافِعاً»، أَو المَصْدَرُ من ذلِكَ الشِّفْعُ، بالكسْرِ، كالضِّرِّ من الضَّرَّةِ، كما في العُبَاب.

  وِالشافِعُ: التَّيْسُ بعَيْنِه، أَو هُو بن الضَّأْن، كالتَّيْسِ من المِعْزى، أَو هو الَّذِي إِذا أَلْقَحَ أَلْقَحَ شفْعاً لا وِتْراً، كما في العُبَاب.

  وِمن المَجَازِ: نَاقَةٌ شَفُوعٌ، كصَبُور: تَجْمَعُ بينَ مِحْلَبَيْن في حَلْبَةٍ وَاحِدَة، وهي القَرُون.

  وِشَفِيعٌ، كأَمِيرٍ: جَدُّ عَبْد العَزيز بنِ عَبْدِ المَلِك المُقْرئِ، مات بعد الخَمْسِمائة.

  وِشُفَيْعٌ، كزُبَيْر، هو أَبُو صالِح بنُ إِسْحَاقَ المُحْتَسِبُ المُحَدِّثُ عن مُحَمَّدِ بن سَلّام، والبُخَاريّ⁣(⁣١)، مات سنة مائتَيْنِ وسَبْعٍ وخَمْسين.

  وِالشَّفَائِعُ: أَلْوَانُ الرِّعْيِ يَنْبُتُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وِشَفَّعْتُه فيه تَشْفِيعاً حِينَ شَفَع، كمَنَع، شَفَاعَةً، أَي قَبِلْتُ شَفَاعَتَه، كما في العُبَاب. قال حاتِمٌ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ:

  فكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّهَا مِنْ إِسَارِهَا ... فأَفْضِلْ وشَفِّعْنِي بقَيْسِ بنِ جَحْدرِ

  وفي حَدِيثِ الحُدُود: «إِذا بَلَغَ الحَدُّ السُّلْطَانَ، فلَعَنَ اللهُ الشّافِعَ والمُشَفِّعَ» وفي حَدِيثِ أَبي مَسْعُود⁣(⁣٢) ¥: «القُرْآنُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ، ومَاحِلٌ مُصَدَّقٌ» أَي من اتَّبَعَه، وعَمِلَ بما فِيهِ، فهو شَافِعٌ له، مَقْبُولُ الشَّفاعَةِ من العَفْو عن فَرَطَاتِه، ومَنْ تَرَكَ العَمَل به نَمَّ على إِساءَتِه، وصُدِّقَ عليه فيما يُرْفَعُ من مَساوِيه، فالمُشَفِّعُ: الذِي يَقْبَلُ الشَّفَاعَةَ، والمُشَفَّعُ: الذي تُقْبَلُ شَفَاعَتُه، ومنه حَدِيثُ الشَّفَاعَة: «اشْفَعْ تُشَفَّعْ».

  وِاسْتَشْفَعَهُ إِلَيْنَا، وعِبَارةُ الصّحاح: واسْتَشْفَعَه إلى فُلان، أَي سَأَلَهُ أَنْ يَشْفَعَ له إِلَيْه. وأَنشدَ الصاغانيُّ للأَعْشَى:

  تَقولُ بِنْتِي وقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً: ... يا رَبِّ جَنِّبْ أَبِي الأَوْصَابَ والوَجَعَا

  وِاسْتَشْفَعَتْ من سَراةِ الحَيِّ ذا شَرَفٍ ... فقد عَصاها أَبُوها والَّذِي شَفَعَا⁣(⁣٣)

  يُريدُ: والَّذِي أَعانَ وطَلَبَ الشَّفَاعَةَ فيها، وأَنْشَدَ أَبُو لَيْلَى:

  زَعَمَتْ مَعاشِرُ أَنَّنِي مُسْتَشْفِعٌ ... - لَمّا خَرَجْتُ أَزُورُه - أَقْلامَها

  قالَ: زَعَمُوا أَنِّي اسْتَشْفِعُ بأَقْلامِهم في المَمْدُوح، أَي بكُتُبِهِم.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الشَّفِيعُ، من الأَعْدَادِ: ما كانَ زَوْجاً. والشَّفْع: ما شُفِعَ به، سُمِّيَ بالمَصْدر، وجَمْعه شِفَاعٌ، قال أَبو كَبِيرٍ⁣(⁣٤):


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والبخاري هكذا في النسخ، ولعله: وعنه البخاري ا ه».

(٢) في المفردات: وقوله #.

(٣) هذه رواية الديوان ص ١٠٥ للبيتين. وفي الأساس والتهذيب واللسان باختلاف بعض الألفاظ.

(٤) بالأصل «أبو كثير» والبيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٠٣ في شعر أبي كبير.