تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع العين

صفحة 338 - الجزء 11

  الأَخِيرُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ. وقد فَرِعَ فَرَعاً، إِذا كَثُرَ شَعرُه، وهو ضِدُّ صَلِعَ، ومِنْ سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: لا بُدَّ للقَرْعَاءِ من حَسَدِ الْفُرْعَاءِ وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه أَفْرَعَ، أَي وَافِيَ الشَّعَرِ، وقِيلَ: ذَا جُمَّةٍ، وكانَ عُمَرُ ¥ أَصْلَعَ وقد تَقَدَّم. وفي الحَدِيثِ: «كانَ رَسُولُ الله ÷ أَفْرَعَ ذَا جُمَّةٍ» ويُقَال: إِنَّهُ لا يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا كانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ والجُمَّةِ: أَفْرَعُ، وإِنَّمَا يُقَالُ: رَجُلٌ أَفْرَعُ لضِدِّ الأَصْلَعِ. قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وِالفَرَعُ: القَمْلُ، وقِيلَ: هو الصَّغِيرُ منه، ويُسَكَّنُ.

  وِالفَرَعَةُ وَاحِدَتُهَا، وتُسَكَّنُ، ويُقَالُ: الفَرَعَةُ: القَمْلَةُ العَظِيمَةُ، وبتَصْغِيرِها سُمِّيَت فُرَيْعَةُ. وجَمْعُها: أَفْراعٌ.

  وِالفَرَعَةُ: جِلْدَةٌ تُزَادُ في القِرْبَةِ إِذا لم تَكُنْ وَفْرَاءَ تَامَّةً.

  وِفَرَعَ الرَّجُلُ في الجَبَلِ، كَمَنَعَ، إِذا صَعِدَ⁣(⁣١) وعَلَا، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وهو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ:

  أَقُولُ وَقدْ جَاوَزْنَ من صَحْنِ رَابِغٍ ... صَحَاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُهَاً⁣(⁣٢)

  وِقال غيرُه: فَرَعَ، إِذا نَزَلَ وانْحَدَرَ، فهُوَ ضِدُّ.

  وِفَرَعَ البِكْرَ: افْتَضِّها، كافْتَرَعَهَا، الأَخِيرُ عن الجَوْهَرِيِّ، وقِيلَ له: افْتِراعٌ؛ لأَنَّه أَوَّلُ جِمَاعِهَا.

  ومن المَجازِ: فَرَعَ رَأْسَهُ بالعَصَا والسَّيْفِ فَرْعاً: عَلاهُ بها ضَرْباً، ويُرْوَى بالقَافِ أَيْضاً، كما في الصِّحاحِ.

  وِفَرَعَ القَوْمَ فَرْعاً وفُرُوعاً: عَلَاهُمْ بالشَّرَفِ أَو بالجَمَالِ. وفي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ⁣(⁣٣): «يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً» أَي يَعْلُوهُم، وفي حَدِيثِ سَوْدَةَ: «كانَتْ تَفْرَعُ الناسَ طُولاً»: وفَرَعَ الفَرَسَ باللِّجامِ يَفْرَعُه فَرْعاً: قَدَعَهُ، كما في الصّحاحِ، زادَ غيرُه: وكبَحَهُ وكَفَّهُ، قال أَبُو النَّجْم:

  بِمُفْرِعِ⁣(⁣٤) الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَيْطَلُهْ ... نَفْرَعُهفَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُهْ

  وِمن المَجَازِ: فَرَعَ بَيْنَهُم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ، وكَفَّ، وأَصْلَحَ وعِبَارِةُ الصّحاحِ: وفَرَعْتُ بَيْنَهُمَا، أَي حَجَزْتُ وكَفَفتُ، عن أَبِي نَصْرٍ.

  وِعن أَبِي عَدْنَانَ: الفارِعُ: المُرْتَفِعُ العَالِي الهَيِّءُ الحَسَنُ.

  قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الفَارِعُ: العَالِي، والفارِعُ: المُسْتَفِلُ، فهو ضِدٌّ.

  وِفَارِعٌ: حِصْنٌ بالمَدِينَة، يُقَالُ: إِنَّهُ حِصْنُ حَسّان بنِ ثَابِتٍ، قال مِقْيَسُ بنُ صُبَابَةَ - حِينَ قَتَلَ رَجُلاً من فِهْرٍ بأَخِيهِ هِشَامِ بنِ صُبَابَةَ⁣(⁣٥) اللَّيْثِيِّ ¥، ولَحِقَ مَكَّةَ مُرْتَدًّا -:

  ثَأَرْتُ بِه فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَهُ ... سَرَاةَ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابَ فارِعِ

  وِأَدْرَكْتُ ثَأْرِي واضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً ... وِكُنْتُ إِلى الأَوْثَانِ أَوّلَ راجِعِ⁣(⁣٦)

  وقال كُثِّيرٌ يَصِفُ سَحَاباً:

  رَسَا بَيْنَ سَلْعٍ والعَقِيقِ وفَارِعٍ ... إِلَى أُحُدٍ لِلْمُزْنِ فِيه غَشَامِرُ

  وِفَارِعُ: ة بوَادِي السَّرَاةِ قُرْبَ سَايَةَ، وسايَةُ: وَادٍ عَظِيمٌ قُرْبَ مَكَّةَ.

  وِفَارِعٌ: ع بالطّائِفِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الفَرَعَةُ، مُحَرَّكَةً: أَعْوَانُ السُّلْطَانِ، جَمْعُ فَارِعٍ، وهو مِثْلُ الوَازِعِ.

  وِالفَوَارِعُ: تِلَاعٌ مُشْرِفَاتُ المَسَايِلِ، جَمْعُ فارِعَةٍ.

  وِالفَوَارِعُ أَيْضاً: ع، قالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ:

  عَفَا ذُو حُسًى مِنْ فَرْتَنَى فالفَوَارِعُ ... فجَنبَا أَرِيكٍ. فالتِّلالُ الدَّوَافِعُ⁣(⁣٧)

  وِكجُهيُنَةَ: فُرَيْعَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بنِ زُرَارَةَ، أَوْصَى


(١) ضبطت بالقلم في اللسان بتشديد العين «صعَّد».

(٢) البيت في معجم البلدان «رابغ» ونسبه لكثير.

(٣) عن النهاية واللسان وبالأصل «أبي زمل».

(٤) في اللسان «يمثل»:

عن مفرع الكتفين حر عطله

(٥) قتله رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ، كما في سيرة ابن هشام.

(٦) صدره في سيرة ابن هشام ٣/ ٣٠٦.

حللت به وتري وأدركت ثؤرتي

(٧) ديوانه ص ٤٢ برواية مختلفة.