تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فرع]:

صفحة 337 - الجزء 11

  وِيُقَال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعَةٌ.

  وِالفَرْعُ من المَرْأَةِ: شَعَرُهَا، يُقَالُ: لَهَا⁣(⁣١) فَرْعٌ تَطَؤُه، ج: فُرُوعٌ، يُقَال: امرأَةٌ طَوِيلَةُ الفُرُوعِ، وهو مَجَازٌ.

  وِالفَرْعُ. مَجْرَى الماءِ إِلى الشِّعْبِ، وهو الوَادِي، ج: فِرَاعٌ، بالكَسْرِ.

  وِالفَرْعُ من الأُذُنِ فَرْعُه، هكذَا في سائِر النُّسَخِ، قال شيْخُنَا: وفيه نَظَرٌ ظاهِرٌ لَفْظاً ومَعْنًى، أَمّا لَفْظاً فَلا يَخْفَى أَنَّ الأُذُنَ مُؤَنَّثَةٌ إِجماعاً، فكان الصَّوابُ فَرْعَهَا، والتَّأْوِيلُ بالعُضْوِ ونَحْوِه لا يَخْفَى ما فِيه، وأَمّا مَعْنًى فلا يَخْفَى ما فِيهِ من الرَّكاكَة، فهو كقَوْلهِ.

  وِفَسَّرَ المَاءَ بعدَ الجُهْدِ بالماءِ

  بل تَفْسِيرُ الماءِ بالماءِ أَسْهَلُ، وحَقُّ العِبَارَةِ: ومِنْ الأُذُنِ: أَعْلَاهَا هذا هو الصَّوابُ قال ابْنُ الأَثِيرِ ـفي حَدِيثِ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ -: «كان يَرْفَعُ يَدَيْه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ» أَي أَعالِيهَا⁣(⁣٢)، وفَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلاهُ، فبَيَّنَ المُرَادَ. انتهى.

  وِالفُرْع بالضَّمِّ: ع بالحِجَازِ، وهو من أَضْخَمِ أَعْرَاضِ المَدِينَةِ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ. قلت: وهي قَرْيَةٌ بها مِنْبَرٌ ونَخْلٌ ومِيَاهٌ، بينَ مَكَّةَ والرَّبَذِةَ عن يَسارِ السُّقْيَا، بَيْنَها وبينَ المَدِينَةِ ثمانِيَةُ بُرُدٍ، وقيل: أَرْبَعُ ليَالٍ.

  وِالفُرْعُ أَيْضاً: فَرْعٌ، أَي وادٍ يَتَفَرَّعُ من كَبْكَبٍ بعَرَفَاتٍ، ويُفْتَحُ، وبه ضَبَطَ البَكْرِيُّ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الفُرْعُ: ماءٌ بعَيْنِهِ، وأَنْشَدَ:

  تَرَبَّعَ الفُرْعَ بمَرْعًى مَحْمُودْ

  وِالفُرْعُ: جَمْعُ الأَفْرَعِ، لضِدِّ الأَصْلَعِ، كالفُرْعَانِ، بالضَّمِّ، كالصُّمَّانِ والعُمْيَانِ والعُورَانِ والكُسْحانِ والصُّلْعَانِ، في جُمَوع الأَصَمِّ والأَعْمَى والَّاعْوَرِ والأَكْسَحِ والأَصْلَع.

  وِسُئِلَ عُمَرُ ¥: آلصُّلْعَانُ خيْرٌ أَم الفُرْعَانُ؟ فَقالَ: الفُرعانُ خيْرٌ.

  أَرادَ تَفْضِيلَ أَبِي بَكْرٍ ¥ عَلَى نَفْسِه، وقد تَقَدَّمَ في «ص ل ع». وقال نَصْرُ بن الحَجَّاجِ - حِينَ حَلَقَ عُمَرُ ¥ لِمَّتَهُ -:

  لَقَدْ حَسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعَ لم يَكُنْ ... إِذا ما مَشَى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ

  وِالفَرَعُ، بالتَّحْرِيكِ: أَوَّلُ وَلَدٍ تُنْتجُهُ النّاقَةُ، كما في الصّحاحِ أَو الغَنَمُ، كما في اللِّسانِ، وكانُوا يَذْبَحُونَه لآلِهَتِهم يتَبَرَّكُونَ بذلِكَ، ولو قالَ: أَوَّلُ نِتَاجِ الإِبِلِ والغَنَمِ كان أَخْصَرَ ومنه الحَدِيثُ: «لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ»، أَو كانُوا إِذا بَلَغَت الإِبِلُ ما يَتَمَنّاهُ صَاحِبُهَا ذبَحُوا، أَو إِذا تَمَّتْ إِبِلُ وَاحِدٍ مائَةً نَحَرَ مِنْهاً بَعِيراً كُلَّ عامٍ، فأَطْعَمَه النّاسَ، ولا يَذُوقُه هُو، ولا أَهْلُه، وقِيلَ: بل قَدَّمَ بَكْرَهُ، فَنَحَرَه لصَنَمِه، قالَ الشّاعِرُ:

  إِذْ لا يَزَالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رَايَتِنَا ... كما تَشَحَّطَ سَقْبُ النّاسِكِ الفَرَعُ

  وِقَدْ كانَ المُسْلِمُونَ يَفْعَلُونَه في صَدْرِ الإِسْلَام، ثُمَّ نُسِخَ، ومنه الحَدِيثُ: «فَرِّعُوا إِنْ شِئْتُم، ولكنْ لا تَذبَحُوه غَرَاةً حَتَّى يَكبَر» أَي اذبَحُوا الفَرَعَ، ولا تَذبَحُوه صَغِيراً لَحْمُه كالغِرَاءِ⁣(⁣٣)، ج: فُرُعٌ بضَمَّتَيْنِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ⁣(⁣٤) رَأْسَه ... فُرُعٌ بينَ رِئاسٍ وحَامْ

  رِئاسٌ وحَام: فَحْلانِ.

  وِالفَرَعُ القِسْمُ، وخَصَّ به بعضُهُم الماءَ.

  وِالفَرَعُ: ع بَيْنَ البَصْرَةِ والكوفَةِ، قال سُوَيْدُ بنُ أَبِي كاهِلٍ:

  حَلَّ أَهْلِي حَيْثُ لا أَطْلبُهَا ... جانِبَ الحِصْنِ وحَلَّتْ بالفَرَعْ

  وقال الأَعْشَى:

  بانَتْ سُعَادُ وأَمْسَى حَبْلُها انْقَطَعَا ... وِاحْتَلَّت الغَمْرَ فالجُدَّيْنِ فالفَرَعَا⁣(⁣٥)

  وِالفَرَعُ: مَصْدَرُ الأَفْرَعِ للرَّجُلِ والفَرْعاءِ للتّامِّ الشَّعَرِ،


(١) بالأصل «لها فيه فرع» والمثبت موافقاً لما في الأساس.

(٢) الأصل واللسان وفي النهاية: أعاليهما.

(٣) في اللسان: كالغراة وهي القطعة من الغراء.

(٤) بالأصل «كفرى حسرت» والمثبت عن اللسان ط دار المعارف، ونسب البيت بحواشي المطبوعة الكويتية الى الطرماح.

(٥) بالأصل: باتت ... «واحتلت العمر» والمثبت عن ديوانه ص ١٠٥ وهو مطلع قصيدة بمدح هوذة بن علي الحنفي.