تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قتع]:

صفحة 355 - الجزء 11

  قِيَاماً تَقْدَعُ الذِّبَّانَ عَنْهَا ... بأَذْنابٍ كأَجْنِحَةِ النُّسُورِ

  كأَقْدَعَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وِقَدَعَ فَرَسَه قَدْعاً: كبَحَهُ وكَفَّهُ.

  وِعن ابْنِ الأَعْرابِيِّ: قَدَعَ الشَّيْءَ: أَمْضَاهُ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ المَرّارِ الفَقْعَسِيِّ:

  ما يَسْأَلُ الناسُ عَنْ سِنِّي وقد قُدِعَتْ ... لِي الأَرْبَعُونَ وطَالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ

  قُدِعَتْ، بالضَّمِّ أَي أُمْضِيَتْ، قالَ الجَوْهَرِيُّ⁣(⁣١): هكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عنه، ونَقَلَه ابنُ بَرِّيّ.

  وِقَدَعَ الفَحْلَ يَقْدَعُه قَدْعاً: ضَرَبَ أَنْفَه بالرُّمْحِ أَوْ غَيْرِه، قال ابنُ الأَثِيرِ: وذلِكَ إِذا كانَ غيْرَ كَرِيمٍ فإِذا أَرادَ رُكُوبَ النّاقَةِ الكَرِيمَةِ ضُرِبَ أَنْفُه بالرُمْحِ أَو غَيْرِه، جَتَّى يَرْتَدِعَ ويَنْكَفَّ، ويُقَالُ: هذا فَحْلٌ لا يُقْدَعُ، أَي لا يُضْرَبُ أَنْفُه، ويُضْرَبُ مَثَلاً للكَرِيمِ، ومِنْه قَولُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ: مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ، هُوَ الفَحْلُ لا يُقْدَعُ أَنْفُه، ويُرْوَى: بالرَّاءِ، وسَيَأْتِي.

  وِقَدِعَتْ عَيْنُه، كفَرِحَ: ضَعُفَتْ من طُولِ النَّظَرِ إِلى الشَّيْءِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القَدَعُ: انْسِلاقُ العَيْنِ من كَثْرَةِ البُكَاءِ، قال ابنُ أَحْمَرَ:

  كَمْ فِيهِمُ من هَجِينٍ أُمُّهُ أَمَةٌ ... في عَيْنِها قَدَعٌ في رِجْلِهَا فَدَعُ

  وقد تَقَدَّم إِنشادُ هذا البَيْتِ في «فَدَع» أَيْضاً، ولا يَخْفَى أَنَّ في كُلِّ مِصْراعٍ منه جِنَاسَ تَصْحِيفٍ.

  وِقَدِعَتْ لِيَ الخَمْسُونَ: دَنَتْ وبه فُسِّرَ قولُ المَرّارِ السّابِقُ. قُلت: وهو قَوْلُ الفَرّاءِ، وقالَ أَبُو الطَّيِّب: وهو الأَكْثَرُ في الرِّوَايَةِ، وعليها اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.

  وِالقَدُوعُ، كصَبُورٍ: المَقْدُوعُ الكَافُّ عن الصَّوْتِ، كالرَّكُوبِ بمَعْنَى المَرْكُوبِ، قال الأخْطَلُ - كما في العُبَابِ - وفِي اللِّسَانِ: قالَ الطِّرِمّاح:

  إِذا ما رآنا شَدَّ لِلْقَوْمِ صَوْتَهُ ... وِإِلّا فمَدْخُولُ الفِنَاءِ قَدُوعُ

  وِالقَدُوعُ: الفَرَسُ المُحْتَاجُ إِلى القَدْعِ، لِيَكُفَّ بَعْضَ جَرْيِهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ أَبُو مالِكٍ: مَرَّ بهِ فَرَسُه يَقْدَعُ، أَي يَعْدُو.

  وِالقَدُوعُ: المُنْصَبُّ عَلَى الشَّيْءِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِالقَدُوعُ: الذَّلِيلُ: الّذِي يُقْدَعُ كما تُقَدَعُ الدّابَّةُ باللِّجامِ.

  وِامْرَأَةٌ قَدعَةٌ، كفَرِحَةٍ: قليلَة الكَلامِ حَيِيَّةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَي كَثيرَةُ الحَيَاءِ، قالَ سُوَيْدُ بنُ أَبِي كاهِلٍ:

  هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائِرٌ ... من حَبِيبٍ خَفِرٍ فيه قَدَعْ

  وِكذا فَرَسٌ قَدِعٌ، كفَرِحٍ: هَيُوبٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِماءٌ قَدِعٌ: لا يُشْربُ مُلُوحَةً أَو لِغَيْرِهَا.

  وِرَجُلٌ قَدِعٌ: كَثِيرُ البُكَاءِ ومنه الحَدِيثُ: «كانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ قَدِعاً». واقْدَعْ مِن هذا الشَّرَابِ، أَي اقْطَعْ منه، أَي اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً، كما في اللّسَان والعُبَاب.

  وِالقِدْعَةُ، بالكَسْرِ: المِجْوَلُ، قالَ أَبُو العَبّاسِ: المِجْوَلُ: الصُّدْرَةُ، وهي الصِّدارُ، والقِدْعَةُ، والعِدْقَةُ.

  وِقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هي الدُّرَاعَةُ القَصِيرَةُ وزاد السُّكَّرِيُّ: لا تَبْلُغُ الساقَيْنِ، قال مُليْحٌ الهُذَلِيُّ:

  بِتِلْكَ عَلِقْتُ الشَّوْقَ أَيّامَ بِكْرُها ... قَصِيرُ الخُطَى في قِدْعَةٍ يَتَعَطَّفُ⁣(⁣٢)

  وِالمِقْدَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: العَصَا يَقْدَع بها، ويَدْفَعُ بها الإنْسَانُ عن نَفْسِه.

  وِشَيْءٌ مُقَدَّعٌ، كمُعَظَّمُ: مَغَضَّنٌ كما في المُحِيطِ، وفي بَعْضِ النُّسَخَ: مُعَصَّرٌ، وهو غَلَطٌ.

  وِالتَّقادُع: التَّتَايُع⁣(⁣٣) فِي الشَّرِّ، وفي الصّحاحِ: فِي


(١) كذا، بالأصل وفي اللسان: «قال الجرمي». وقال أبو الطيب: الأكثر في الرواية قَدِعت. وقال في التكملة: وغيره ينشد: قَدَعت أي دنت.

(٢) لم برد في ديوان الهذليين، وهو من قصيدة في شرح أشعار الهذليين ص ١٠٤٣.

(٣) عن القاموس وبالأصل «التتابع».