تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قذع]:

صفحة 356 - الجزء 11

  الشَّيْءِ، والتَّهافُتُ يُقَال: تَقَادَعَ الفَرَاشُ فِي النّارِ: تَساقَطَ، كأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَدْفَعُ صَاحِبَه أَنْ⁣(⁣١) يَسْبِقَه. هذا نَصُّ الصّحاحِ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: أَي يَسْبِقُه، ومثلُه في العُبَاب. ويُقَالُ: تَقَادَعَ الذُّبابُ في المَرَقِ، إِذا تَهافَتَ [فيه]⁣(⁣٢).

  وِالتَّقَادُعُ: التَّكافُّ والتّراجُعُ، عن ثَعْلَبٍ. قالَ الصّاغَانِيُّ: وهو الأَصْلُ، وإِنَّمَا استُعْمِلَ في التَّتَايُع لأَنّ المُتَقَدِّمَ كأَنَّهُ يَكُفُّ ما يَتْلُوه أَنْ يَتَجَاوَزَهُ.

  وِالتَّقادُعُ: المَوْتُ بَعْضٌ في إِثْرِ بَعْضٍ، وكذلِكَ التَّعَادِي⁣(⁣٣) يُقَال: تَقَادَعَ القَوْمُ تَقَادُعاً، وتَعَادَوْا⁣(⁣٤) تَعَادِياً: ماتَ بَعْضُهم في إِثْرِ بَعْضٍ، ومنهم مِنْ خَصَّ، فقالَ: في شَهْرٍ وَاحِدٍ، أَو عامٍ وَاحِدٍ، وهو من تَقادَعَ الفَرَاشُ.

  وِالتَّقَادُعُ: التَّطاعُنُ بالرِّماح.

  وِتَقَدَّع له بالشَّرِّ، وتَقَذَّع له، وبالدّال والذّالِ، أَي اسْتَعَدَّ له.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قَدِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، وانْقَدَعَ: انْكَفَّ وارْتَدَعَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُمَا مُطَاوِعَا قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه.

  وِانْقَدَعَ فُلانٌ عن الشَّيءِ: اسْتَحْيَا منه.

  وِالقَدُوعُ، كصَبُورٍ: القَادِعُ، فهو ضِدٌّ مع مَعْنَى المَقْدُوع الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ، كما في اللِّسَانِ.

  وِالقَدُوعُ: الفَحْلُ الَّذِي إِذا قَرُبَ من النّاقَةِ ليَقْعُوَ عَليْهَا غَيْرُه، قالَ الشَّمَّاخُ:

  إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ ... مَكَانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ

  وفُلانٌ لا يَقْدَعُ، أَي لا يَرْتَدِعُ.

  وِالقَدَعُ، مُحَرَّكَةً: الجُبْنُ والانْكِسَار.

  وِقَدَعَ الفَرَسُ، كمَنَعَ: عَدَا. وقَدَعَ السَّفِينَةَ: دَفَعَهَا في الماءِ.

  وَرَجُلٌ قَدِعٌ، على النَّسَبِ: يَنْقَدِعُ لكُلِّ شَيْءٍ، قال عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ:

  وِإِنَّي سَوْفَ أَحْكُمُ غيْرَ عادٍ ... وِلا قَدِعٍ إِذَا الْتُمِسَ الجَوَابُ

  وامْرَأَةٌ قَدُوعٌ: كَثِيرَةُ الحَيَاءِ، أَو تَأْنَفُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  وِأَقْدَعَ الرَّجُلَ: شَتَمَهُ.

  وِالمَقَادِعُ: عَوارُ الكلامِ.

  وِقَدَعَ الخَمْسِينَ قَدْعاً: جَاوَزَهَا، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وفي التَّهْذِيبِ: قَدَعَ السِّنِّينَ: جاوَزَهَا، عن ثَعْلَب⁣(⁣٥).

  وِقَدْعَةُ، بالفتحِ⁣(⁣٦): اسمُ عنزٍ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  فتَنَازَعَا شَطْراً لقَدْعَةَ وَاحداً ... فَتَدَارَآ فِيهِ فكانَ لطَامُ

  وي الأَساسِ: قادَ عَنِي: جَاذبَنِي.

  وِالتَّقَادُع: التَّدافُع.

  [قذع]: قَذَعَه، كمَنَعَه، قَذْعاً: رمَاه بالفُحْشِ. وسُوءِ القَوْلِ فيه، قال طَرَفَةُ:

  وِإِنْ يَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ ... بكَأْسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّنَجُّدِ

  كأَقْذَعَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وهو أَفْصَحُ من قَذَعَه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: لم أَسْمَع قَذَعْت، بغيْرِ أَلِفٍ لغَيْرِ اللَّيْثِ. وفي الحَدِيثِ: «مَنْ قالَ في الإِسْلامِ شِعْراً مُقْذِعاً فلِسَانُه هَدَرٌ» وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «مَنْ رَوَى هِجَاءً مُقْذِعاً فهُوَ أَحَدُ الشّاتِمَيْن» الهِجَاءُ المُقْذِعُ: الَّذِي فيه فُحْشٌ. وقَذْفٌ وسَبٌ، أَي أَنَّ إِثْمَهُ كإِثْمِ قَائِله. [الأَول]⁣(⁣٧) وسُئِلَ الحَسَنُ عَنْ الرَّجُلِ يُعْطِي الرَّجُلَ من الزَّكَاةِ: أَيُخْبِرُه بها؟ قالَ: يُرِيدُ أَنْ يُقْذِعَه، أَي يُسْمِعَهُ ما يَشُقُّ عليه؟


(١) في القاموس: أي يسبقه.

(٢) زيادة عن التهذيب.

(٣) عن اللسان وبالأصل «التقادي».

(٤) عن اللسان: وبالأصل «تقادوا تقادياً».

(٥) رواه ثعلب عن ابن الأعرابي أيضا، كما في التهذيب، والأصل كاللسان.

(٦) ضطت بالقلم في اللسان بكسر القاف.

(٧) زيادة عن النهاية واللسان.