تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 368 - الجزء 11

  الجَوْهَرِيُّ، ولم يُفَسِّره، والقَرْعَى: جَمْعُ قَرِيعٍ، أَو قَرِعٍ، واسْتَنَّتْ، أَي سَمِنَتْ، يُضْرَبُ لِمَنْ تَعَدَّى طَوْرَه، وادَّعَى ما ليْسَ فيه.

  وِالقَرَعُ مُحَرَّكَةً: الجَرَبُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، قال ابنُ سِيدَه: وأَراه يَعْنِي جَرَبَ الإِبِلِ.

  وِالقُرْعُ، بالضَّمِّ: الأَكْرَاشُ إِذا ذَهَبَ زِئْبِرُهَا⁣(⁣١).

  وِقَرَعَ رَاحِلَتَه: ضَرَبَهَا بسَوْطِهِ، وقولُ الشّاعِرِ:

  قَرَعْتُ ظَنَابِيبَ الهَوَى يَوْمَ عاقِلٍ ... وِيَوْمَ اللِّوَى حَتَّى قَشَرْتُ الهَوَى قَشْراً

  قَال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي أَذْلَلْتُه، كما تَقْرَعُ ظُنْبُوبَ بَعِيرِك، لِيَتَنوَّخَ لك فتَرْكبَهُ.

  وفي الأَساسِ: قَرَعَ ساقَهُ للأَمْرِ: تَجَرَّدَ له، وهو مَجَازٌ.

  وفي المَثَل⁣(⁣٢): «هو الفَحْلُ لا يُقْرَعُ أَنْفُه»، أَي: كُفْءٌ كَرِيمٌ.

  وِالمُقْرَع، كمُكْرَمٍ: الفَحْلُ يُعْقَلُ فلا يُتْرَكُ⁣(⁣٣) أَنْ يَضْرِبَ الإِبِلَ رَغبَةً عنه.

  وِقَارَعَ الإِنَاءَ مُقَارَعَةً: اشْتَفَّ ما فِيه، ومنْهُ قولُ ابْنِ مُقْبِلٍ - يَصِفُ الخَمْرَ -:

  تَمَزَّزْتُهَا صِرْفاً وقَارَعْتُ دَنَّهَا ... بعُودِ أَرَاكٍ هَدَّهُ فتَرَنَّمَا

  قَارَعْتُ دَنَّها، أَي: نَزَفْتُ ما فِيها حَتَّى قَرِعَ، فإِذا ضُرِبَ الدَّنُّ بَعْدَ فَرَاغِه بعُودٍ تَرَنَّمَ، وفي الأَسَاسِ: غاقَرَ [الخمرة]⁣(⁣٤) حَتَّى قارَعَ دَنَّهَا، أَي: أَنْزَفَهَا؛ لأَنَّهُ يَقْرَعُ الدَّنَّ، فإِذَا طَنَّ عَلِم أَنَّه فَرَغَ، وهو مَجَازٌ.

  وِالقِرَاعُ: بالكَسْرِ: المُجَالَدَةُ بالسيُوفِ، قال:

  بِهِنَّ فلُولٌ من قِرَاعِ الكَتَائبِ⁣(⁣٥)

  وِالأَقَارِعُ: الشِّدَادُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي نَصْرٍ: والقَارِعَةُ: الحُجَّةُ، على المَثَلِ، قال الشّاعِرُ:

  وِلا رَمَيْتُ على خَصْمٍ بقَارِعَةٍ ... إِلّا مُنِيتُ بخَصْمٍ فُرَّ لي جَذَعَا

  وِقَرِعَ ماءُ البِئْرِ، كفَرِحَ: نَفِدَ، فَقَرَع قَعْرَها الدَّلْوُ.

  وِالقَرّاعُ، كشَدّادٍ: التُّرْسُ، قال الفَارِسِيُّ: سُمِّيَ به لصَبْرِه على القَرْعِ، قال أَبُو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ:

  صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّه ... وِمُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرّاعِ

  وِالقَرَّاعَانِ⁣(⁣٦): السيْفُ والحَجَفَةُ، هذه في أَمالِي ابنِ بَرِّيّ.

  وِقَرَعَ التَّيْسُ العَنْزَ، إِذا قَفَطَهَا⁣(⁣٧).

  وباتَ يُقَرِّعُ تَقْرِيعاً: يَتَقَلَّبُ.

  وِقَارَعَ بَيْنَهُم، كأَقْرَعَ، وأَقْرَعَ أَعْلَى.

  وِالقَرُوعُ، كصَبُورٍ: الشاةُ يَتَقَارَعُونَ عَليْهَا، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.

  وِالقَرِيع، كأَمِيرٍ: الخِيَارُ عن كُرَاع.

  وحِمَارٌ قَرِيعٌ: فارِهٌ مُخْتَارٌ، ويُقَال: هو تَصْحِيفُ فَرِيغٍ، بالفَاءِ والغيْنِ المُعْجَمَةِ.

  وِقَرَعَةُ قَرْعاً: اخْتَارَهُ، ومنه: القَرِيعُ والمَقْرُوعُ للسيِّدِ، نَقَلَه أَبُو عَمْرٍو، ولم يَعْرِفْه ابنُ سِيدَه.

  وقال الفارِسِيُّ: قَرَعَ الشَّيْءَ قَرْعاً: سَكَّنَهُ.

  وِقَرَعَهُ: صَرَفَهُ، قِيلَ: ومنه قَوَارِعُ القُرْآنِ، لأَنَّهَا تَصْرِفُ الفَزَع عَمَّن قَرَأَهَا، وفي الأَسَاسِ: وفي الحَدِيثِ: «شَيَّبَتْنِي قَوَارِعُ القُرْآنِ» وهو مَجَازٌ.

  وِقَرَعَه بالحَقِّ: اسْتبْدَلَه، وفي الأَسَاسِ: رَمَاهُ، وهو مجازٌ.

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: قَرَّعَ الرَّجُلُ مكانَ يَدِه تَقْرِيعاً، إِذا تَرَكَ مَكَانَ يَدِه من المائِدَةِ فارِغاً. وفي الأَساسِ: مكانَ يَدِه


(١) اللسان: «خملها».

(٢) في النهاية: في حديث خطبة خديجة: قال ورقة بن نوفل: هو الفحل ... وانظر التهذيب واللسان.

(٣) عن اللسان وبالأصل «أي».

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) البيت للنابغة الذبياني، في ديوانه ص ٦٠ وصدره:

وِلا عيب فيهم غير أن سيوفَهُم

(٦) عن اللسان وبالأصل «والقرعان».

(٧) عن التهذيب واللسان وبالأصل «قطعها».