تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 367 - الجزء 11

  لَدَى كُلِّ أُخْدُودٍ يُغَادِرْنَ دَارِعاً ... يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّعُ

  وِالتَّقْرِيعُ: إِنْزَاءُ الفَحْلِ، ومنه حَدِيثُ عَلْقَمَةَ: أَنَّه «كان يُقَرِّعُ غَنَمَه، ويَحْلُبُ ويَعْلِفُ» أَي: يُنْزَي عَليْهَا الفُحُولَ، هكَذَا ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الفَائِقِ، والهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، وقالَ أَبُو مُوسَى: هو بالفَاءِ، وقالَ: هُوَ من هَفَوَاتِ الهَرَوِيِّ⁣(⁣١).

  وِقَرَّع لِلْقَوْمِ* تَقْرِيعاً: أَقْلَقَهُم، قَالَهُ الفَرّاءُ، وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

  يُقَرِّعُ للرِّجالِ إِذَا أَتَوْه ... وِلِلنِّسْوانِ إِنْ جِئْنَ السَّلامُ

  أَراد: يُقَرِّعُ الرِّجَالَ، فزادَ الَّلام كقوله تَعَالَى: {قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ}⁣(⁣٢) وقد يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ يَتَقَرَّع.

  وِقَرَّعَت الحَلُوبَةُ رَأَسَ فَصِيلِهَا، وذلِكَ إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ اللَّبَنِ، فإِذا رَضَعَ الفَصِيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللَّبَنُ مِنَ الخِلْفِ الآخَرِ، فقَرَعَ رَأْسَه قَرْعاً، قال لبِيدٌ ¥:

  لَها حَجَلٌ قَدْ قَرَّعَتْ من رُؤُوسِهِ ... لَهَا فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ وَاشِلُ

  سَمَّى الإِفالَ حَجَلاً تَشبِيهاً بها، لصِغَرِهَا، وقَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:

  لَهَا حَجَلٌ قُرْعُ الرُّؤُوسِ تَحَلَّبَتْ ... على هَامِهَا بالصَّيْفِ حتى تَمَوَّرا

  وِاسْتَقْرَعَه: طَلَبَ مِنْه فَحْلاً فَأَقْرَعَهُ إِيّاهُ: أَعْطَاهُ إِيّاه؛ لِيَضْرِبَ أَيْنُقَه⁣(⁣٣).

  وِاسْتَقْرَعَت النّاقَةُ: أَرادَت الفَحْلَ. وفي اللِّسَانِ: اشْتَهَت الضِّرابَ، وفي الصّحاح: اسْتَقْرَعَت البَقَرَةُ: أَرادَت الفَحْلَ، وقال الأُمَوِيُّ: يُقَال للضَّأْنِ: اسْتَوْبَلَتْ، وللمِعْزَى: اسْتَدَرَّتْ، وللبَقَرةِ: اسْتَقْرَعَتْ، وللكَلبَة: اسْتَحْرَمَتْ.

  وِاسْتَقْرَعَ الحافِرُ، أَي حافِرُ الدّابَّةِ: اشْتَدَّ وصَلُبَ.

  وِاسْتَقْرَعَت الكَرِشُ: ذَهَبَ خَمَلُهَا وهو زِئْبِرُهَا، ورَقَّتْ من شِدَّةِ الحَرِّ، وكذلِكَ اسْتَوْكَعَت.

  وِالاقْتِراعُ: الاخْتِيَارُ، قال أَبو عَمْرٍو: ويُقَال: قَرَعْنَاكَ، واقْتَرَعْنَاكَ، وقَرَحْنَاكَ، واقْتَرَحْنَاكَ⁣(⁣٤)، وَمَخَزْنَاكَ، وامْتَخَرْناك، وانْتَضَلْناكَ، أَي اخْتَرْناكَ.

  وِالاقْتِرَاعُ: إِيقادُ النّارِ وثَقْبُها مِن الزَّنْدَةِ.

  وِالاقْتِراعُ: ضَرْبُ القُرْعَةِ، كالتَّقارُعِ، يُقَال: اقْتَرَع القَوْمُ، وتَقَارَعُوا.

  وِالمُقَارَعَةُ: المُسَاهَمَةُ يُقَالُ: قَارَعْتُه فقَرَعْتُهُ، إِذا أَصابَتْكَ القُرْعَةُ دُونَه، كما في الصِّحَاحِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: المُقَارَعَةُ أَن تَأْخُذَ النّاقَةَ الصَّعْبَةَ فتُرْبِضَهَا للفَحْلِ فيَبْسُرَها، يُقَال: قَرِّعْ لجَمَلِكَ، نقله الصّاغَانِيُّ هكَذَا.

  وِالمُقَارَعَةَ: أَنْ يَقْرَعَ الأَبْطَالُ بَعْضُهم بَعْضاً، أَي يُضَارِبُون بالسُّيُوفِ في الحَرْبِ.

  وِيُقَالُ: بِتُّ أَتَقَرَّعُ⁣(⁣٥) وأَنْقَرِعُ، أَي أَتَقَلَّبُ لا أَنَامُ، فهو مُتَقَرِّعٌ ومُنْقَرِعٌ، عن الفَرّاءِ، مثل القَرِعِ.

  وِعُمَر بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُرْعَةَ البَغْدَادِيُّ، بالضَّمِّ، يُعْرَفُ بابن الدَّلْوِ: مُحَدِّثٌ مُؤَدِّبٌ، عن أَبِي عُمَرَ بن حَيُّويَةَ، وعنه ابنُ الحاجبة كذا في التبْصِيرِ⁣(⁣٦).

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قَرِعَت النَّعَامةُ، كفَرِحَ: سَقَطَ رِيشُها من الكِبَرِ، فهي قَرْعَاءُ.

  وِالتَّقْرِيعُ: قَصُّ الشَّعَرِ، عن كُراع.

  قلتُ: وهو بالزَّايِ أَعْرَفُ.

  وفي المَثَلِ: «اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حَتَّى القرْعَى» نَقَلَه


(١) عقب ابن الأثير على كلام أبي موسى قال: إن كان من حيث إن الحديث لم يرو الا بالفاء فيجوز، فان أبا موسى عارف بطرق الرواية. وأما من حيث اللغة فلا يمتنع، فانه يقال: قرع الفحل الناقة اذا ضربها وأقرعته أنا ... ومع هذا فقد ذكره الحربي في غريبه بالقاف ... وكذلك رواه الأزهري في التهذيب لفظاً وشرحاً.

(*) بالقاموس: «القوم» بدل: «للقوم».

(٢) سورة النمل الآية ٧٢.

(٣) عن اللسان وبالأصل «أنيقة».

(٤) بالأصل «وقرصناك واقترصناك» والمثبت عن التهذيب ١/ ٢٣٦ «قرع».

(٥) في التهذيب: بتّ أتقرعُ البارحة أي أتقلّبُ.

(٦) في المطبوعة الكويتية «ابن الخاضبة».