تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصع]:

صفحة 376 - الجزء 11

  ذلِكَ، والمَضْغُ والإِفَاضَةُ أَو هو أَنْ تَمْلأَ بها فاهَا، وعِبَارَةُ الصّحاح: وقالَ بَعْضُهم: أَي أَخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها.

  أَو قَصْعُ الجِرَّةِ: شِدَّةُ المَضْغِ، وضَمُّ بَعْضِ الأَسْنَانِ على بَعْضٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدٍ، قال: جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَةِ، وهو أَنْ تَهْشِمَها⁣(⁣١) وتَقْتُلَها، والجِرَّةُ: اللُّقْمَةُ التي يُعَلَّلُ بها البَعِيرُ إِلى عَلَفَهِ، وبكُلِّ ما ذُكِر فُسِّرَ الحَدِيثُ: «أَنّه ÷ خَطَبَهُم عَلَى رَاحِلَتِه، وإِنَّها لَتَقْصَعُ بجَرَّتِهَا». وقالَ أَبُو سَعَيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النُّاقَةِ الجِرَّةَ: اسْتِقَامَةُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إِلى الشِّدْقِ غيرَ مُتَقَطِّعَةٍ⁣(⁣٢) ولا نَزْرَة، ومتَابَعَةُ بَعْضِها بَعْضاً، وإِنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَةُ ذلِكَ إِذا كَانَتْ مُطْمَئِنَّةً سَاكِنَةً لا تَسِيرُ، فإِذَا خَافَت شَيْئاً قَطَعَت الجِرَّةَ ولم تُخْرِجْهَا، قالَ: وأَصْلُ هذا من تَقْصِيع اليَرْبُوعِ التُّرَابَ⁣(⁣٣)، فجَعَلَ هذِهِ الجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بها النَّاقَةُ بمَنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذِي يُخْرِجُه اليَرْبُوعُ من قَاصِعائِه.

  وِقَصَعَ البَيْتَ قَصْعاً: لَزِمَهُ ولَمْ يَبْرَحْه.

  وِيُقَال: قَصَعَ الماءُ عَطَشَه: أَذْهَبَه وسَكَّنَهُ، كما في الصّحاحِ، وهو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:

  فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وِقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ ولا هِيمُ

  وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للعَجَّاجِ:

  حَتَّى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمَارَا ... رِيًّا ولَمَّا تَقْصَعِ الأَصْرارَا

  كقَصَّعَهُ تَقْصِيعاً، فِيهِمَا، قالَ ابنُ الرُّقَيَّاتِ في الأَوّلِ:

  إِنِّي لأُخْلِي لها الفِرَاشَ إِذَا ... قَصَّعَ في حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ

  وِقَصَعَ الجُرْحُ بالدَّمِ قَصَعاً: شَرِقَ به عن ابن دُرَيْدٍ، ولكنّه شَدّد قَصّع، وزادَ غيرُه: وامْتَلَأَ.

  وِقَصَعَ القَمْلَةَ بينَ الظُّفْرَيْن⁣(⁣٤): قَتَلَهَا وفِي الحَدِيثِ: «نَهَى أَنْ تُقْصَعَ القَمْلَةُ بالنَّواةِ» وإِنّمَا خُصَّتِ النَّواةُ لأَنَّهُم كانُوا يَأْكُلُونَه عند الضَّرُورَة، أَو لِفَضْلِ النَّخْلَة.

  وِقَصَعَ فُلاناً يَقْصَعُه قَصْعاً: صَغَّرَهُ وحَقَّرَه، وكذلِك: قَمَعَه قَمْعاً.

  وِقَصَعَ اللهُ شَبَابَهُ: أَكْدَاهُ، وهو مَجازٌ، أَصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ، وفِي بَعْضِ النُّسَخِ: «أَقْمَأَه» أَي أَذَلَّه، وهُمَا مُتَقَارِبانِ.

  وِقَصَعَ الغُلامَ، أَو قَصَعَ هَامَتَهُ: ضَرَبَه أَو ضَرَبَهَا ببُسْطِ كَفِّه على رَأْسِه. قِيل: والَّذِي يُفْعَلُ به ذلِكَ لا يَشِبُّ ولا يَزْدَادُ.

  وِغُلامٌ مَقْصُوعٌ، وقَصِيعٌ، وقَصِعٌ، الأَخِيرُ ككَتِفٍ: كَادِي الشَّبَابِ قَمِئٌ، لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ، ويُقَالُ للصَّبِيِّ إِذا كانَ بَطِئَ الشَّبَابِ: قَصِيعٌ،⁣(⁣٥) يُرِيدُونَ أَنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إِلى بَعْضٍ، فليس يَطُولُ، وهي قَصِيعَةٌ بِهَاءٍ، عن كُرَاعِ.

  وِقد قَصُعَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، قَصَاعَةً وقَصَعاً، مُحَرَّكةً، فيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب، وكذا مع قولِه: قَصِيعٌ وقَصِعٌ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ على قَصُعَ ككَرُمَ، فهو قَصِيعٌ.

  وِالقُصْعَةُ، بالضَّمِّ. غُلْفَةُ الصّبِيِّ إِذا اتَّسَعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُه، ج: قُصَعٌ، كصُرَدٍ.

  وِالقُصْعَةُ أَيْضاً، أَي بالضَّمِّ، والقُصَعَةُ، والقُصَعَاءُ، والقُصَيْعَاءُ، والقُصَاعَةُ، والقَاصِعاءُ، كهُمَزةٍ وهذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وثُؤَبَاءَ، وحُمَيْرَاءَ، وثُمَامَةٍ، ونَافِقَاءَ، والأَشْهَرُ الثانِيَةُ والأَخِيرَةُ، وعليهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: جُحْرٌ لليَرْبُوعِ يَحْفِرُه ويَدْخُلُه فإِذا فَزِعَ ودَخَلَ فِيه، سَدَّ فَمَه؛ لَئِلّا يَدْخُلَ عليه حَيَّةٌ أَو دابَّةٌ، وقِيلَ: هي بابُ جُحْرِه يَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَر، وقيل: فَمُ جُحْرِه أَوَّلَ ما يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِه، ومَأْخَذُه من القَصْعِ، وهو ضَمُّ الشَّيْءِ عَلى⁣(⁣٦) الشَّيْءِ، وقيلَ: قاصِعَاؤُه: تُرَابٌ يَسُدُّ به بابَ الجُحْرِ، ج: قَوَاصِعُ. قال الجَوْهَرِيُّ: شَبَّهُوا فاعِلاءَ بفَاعِلَةٍ وجَعَلُوا أَلِفَيَ التَّأْنيثِ بمَنْزِلَةِ الهاءِ، انْتَهَى. وتَقْصِيعُهُ: إِخراجُه تُرَابَ قاصِعائِه، قالَهُ أَبو سَعِيدٍ.

  وِقال ابنُ شُمَيْلٍ: قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعاً: خَرَج من الأَرْضِ، فإِذا صارَ له شُعَبٌ قِيلَ: شَعَّبَ.


(١) عن التهذيب والصحاح واللسان وبالأصل «تحشمها».

(٢) بالأصل «مققطع» والمثبت عن اللسان، وفي التهذيب: منقطة.

(٣) في اللسان والتهذيب: تقصيع اليربوع وهو إخراجه تراب جحره وقاصعائه.

(٤) في القاموس: والقملة بالظُّفُرِ: قتلها.

(٥) في اللسان: قصيع.

(٦) في التهذيب: إلى الشيء.