[قصع]:
  ذلِكَ، والمَضْغُ والإِفَاضَةُ أَو هو أَنْ تَمْلأَ بها فاهَا، وعِبَارَةُ الصّحاح: وقالَ بَعْضُهم: أَي أَخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها.
  أَو قَصْعُ الجِرَّةِ: شِدَّةُ المَضْغِ، وضَمُّ بَعْضِ الأَسْنَانِ على بَعْضٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدٍ، قال: جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَةِ، وهو أَنْ تَهْشِمَها(١) وتَقْتُلَها، والجِرَّةُ: اللُّقْمَةُ التي يُعَلَّلُ بها البَعِيرُ إِلى عَلَفَهِ، وبكُلِّ ما ذُكِر فُسِّرَ الحَدِيثُ: «أَنّه ÷ خَطَبَهُم عَلَى رَاحِلَتِه، وإِنَّها لَتَقْصَعُ بجَرَّتِهَا». وقالَ أَبُو سَعَيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النُّاقَةِ الجِرَّةَ: اسْتِقَامَةُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إِلى الشِّدْقِ غيرَ مُتَقَطِّعَةٍ(٢) ولا نَزْرَة، ومتَابَعَةُ بَعْضِها بَعْضاً، وإِنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَةُ ذلِكَ إِذا كَانَتْ مُطْمَئِنَّةً سَاكِنَةً لا تَسِيرُ، فإِذَا خَافَت شَيْئاً قَطَعَت الجِرَّةَ ولم تُخْرِجْهَا، قالَ: وأَصْلُ هذا من تَقْصِيع اليَرْبُوعِ التُّرَابَ(٣)، فجَعَلَ هذِهِ الجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بها النَّاقَةُ بمَنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذِي يُخْرِجُه اليَرْبُوعُ من قَاصِعائِه.
  وِقَصَعَ البَيْتَ قَصْعاً: لَزِمَهُ ولَمْ يَبْرَحْه.
  وِيُقَال: قَصَعَ الماءُ عَطَشَه: أَذْهَبَه وسَكَّنَهُ، كما في الصّحاحِ، وهو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:
  فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وِقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ ولا هِيمُ
  وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للعَجَّاجِ:
  حَتَّى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمَارَا ... رِيًّا ولَمَّا تَقْصَعِ الأَصْرارَا
  كقَصَّعَهُ تَقْصِيعاً، فِيهِمَا، قالَ ابنُ الرُّقَيَّاتِ في الأَوّلِ:
  إِنِّي لأُخْلِي لها الفِرَاشَ إِذَا ... قَصَّعَ في حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ
  وِقَصَعَ الجُرْحُ بالدَّمِ قَصَعاً: شَرِقَ به عن ابن دُرَيْدٍ، ولكنّه شَدّد قَصّع، وزادَ غيرُه: وامْتَلَأَ.
  وِقَصَعَ القَمْلَةَ بينَ الظُّفْرَيْن(٤): قَتَلَهَا وفِي الحَدِيثِ: «نَهَى أَنْ تُقْصَعَ القَمْلَةُ بالنَّواةِ» وإِنّمَا خُصَّتِ النَّواةُ لأَنَّهُم كانُوا يَأْكُلُونَه عند الضَّرُورَة، أَو لِفَضْلِ النَّخْلَة.
  وِقَصَعَ فُلاناً يَقْصَعُه قَصْعاً: صَغَّرَهُ وحَقَّرَه، وكذلِك: قَمَعَه قَمْعاً.
  وِقَصَعَ اللهُ شَبَابَهُ: أَكْدَاهُ، وهو مَجازٌ، أَصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ، وفِي بَعْضِ النُّسَخِ: «أَقْمَأَه» أَي أَذَلَّه، وهُمَا مُتَقَارِبانِ.
  وِقَصَعَ الغُلامَ، أَو قَصَعَ هَامَتَهُ: ضَرَبَه أَو ضَرَبَهَا ببُسْطِ كَفِّه على رَأْسِه. قِيل: والَّذِي يُفْعَلُ به ذلِكَ لا يَشِبُّ ولا يَزْدَادُ.
  وِغُلامٌ مَقْصُوعٌ، وقَصِيعٌ، وقَصِعٌ، الأَخِيرُ ككَتِفٍ: كَادِي الشَّبَابِ قَمِئٌ، لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ، ويُقَالُ للصَّبِيِّ إِذا كانَ بَطِئَ الشَّبَابِ: قَصِيعٌ،(٥) يُرِيدُونَ أَنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إِلى بَعْضٍ، فليس يَطُولُ، وهي قَصِيعَةٌ بِهَاءٍ، عن كُرَاعِ.
  وِقد قَصُعَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، قَصَاعَةً وقَصَعاً، مُحَرَّكةً، فيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب، وكذا مع قولِه: قَصِيعٌ وقَصِعٌ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ على قَصُعَ ككَرُمَ، فهو قَصِيعٌ.
  وِالقُصْعَةُ، بالضَّمِّ. غُلْفَةُ الصّبِيِّ إِذا اتَّسَعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُه، ج: قُصَعٌ، كصُرَدٍ.
  وِالقُصْعَةُ أَيْضاً، أَي بالضَّمِّ، والقُصَعَةُ، والقُصَعَاءُ، والقُصَيْعَاءُ، والقُصَاعَةُ، والقَاصِعاءُ، كهُمَزةٍ وهذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وثُؤَبَاءَ، وحُمَيْرَاءَ، وثُمَامَةٍ، ونَافِقَاءَ، والأَشْهَرُ الثانِيَةُ والأَخِيرَةُ، وعليهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: جُحْرٌ لليَرْبُوعِ يَحْفِرُه ويَدْخُلُه فإِذا فَزِعَ ودَخَلَ فِيه، سَدَّ فَمَه؛ لَئِلّا يَدْخُلَ عليه حَيَّةٌ أَو دابَّةٌ، وقِيلَ: هي بابُ جُحْرِه يَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَر، وقيل: فَمُ جُحْرِه أَوَّلَ ما يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِه، ومَأْخَذُه من القَصْعِ، وهو ضَمُّ الشَّيْءِ عَلى(٦) الشَّيْءِ، وقيلَ: قاصِعَاؤُه: تُرَابٌ يَسُدُّ به بابَ الجُحْرِ، ج: قَوَاصِعُ. قال الجَوْهَرِيُّ: شَبَّهُوا فاعِلاءَ بفَاعِلَةٍ وجَعَلُوا أَلِفَيَ التَّأْنيثِ بمَنْزِلَةِ الهاءِ، انْتَهَى. وتَقْصِيعُهُ: إِخراجُه تُرَابَ قاصِعائِه، قالَهُ أَبو سَعِيدٍ.
  وِقال ابنُ شُمَيْلٍ: قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعاً: خَرَج من الأَرْضِ، فإِذا صارَ له شُعَبٌ قِيلَ: شَعَّبَ.
(١) عن التهذيب والصحاح واللسان وبالأصل «تحشمها».
(٢) بالأصل «مققطع» والمثبت عن اللسان، وفي التهذيب: منقطة.
(٣) في اللسان والتهذيب: تقصيع اليربوع وهو إخراجه تراب جحره وقاصعائه.
(٤) في القاموس: والقملة بالظُّفُرِ: قتلها.
(٥) في اللسان: قصيع.
(٦) في التهذيب: إلى الشيء.