تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 397 - الجزء 11

  قالَ الهَرَوِيُّ: سَمَاعِي قِلْعٌ، بالكسرِ، ورَواهُ بعضُهُمْ: ككَتِفٍ أَو رَجُلٌ قِلْعٌ وقَلِعٌ: لَمْ يَثْبُتْ قَدَمُه عندَ الصِّرَاعِ والبَطْشِ، وهو مَجَازٌ.

  أَو رَجُلٌ قِلْعٌ وقَلِعٌ: لم يَفْهَمِ الكَلامَ بَلادَةً وهو مجازٌ.

  وِيُقَالُ: تَرَكْتُه فِي قَلْعٍ مِنْ حُمّاهُ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، ويُحَرَّكُ هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ ابنُ الأَعْرَابِيِّ في نَوَادِرِه: يُسَكَّنُ ويُحَرَّكُ، وأَمّا الكَسْرُ فَلَمْ يَنْقُلْه أَحَدٌ فِي كِتَابِه، وهكَذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ، وصاحبُ اللِّسَان، ولم يَنْقُلا الكَسْرَ⁣(⁣١)، ففي كَلامِه نَظَرٌ أَي: في إِقْلاعٍ مِنها والقَلْعُ: حِينُ إِقْلاعِهَا، وهو مَجَازٌ.

  وِالقَلُوعُ كصَبُورٍ: قَوْسٌ إِذا نُزِعَ فِيها انْقَلَبَتْ، كما في التَّهْذِيبِ، وقالَ غيرُه: قَوْسٌ قَلُوعٌ: تَنْفَلِتُ في النَّزْعِ فتَنْقَلِبُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  لا كَزَّةُ السَّهْمِ ولا قَلُوعُ ... يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ

  ج: قُلْعٌ، بالضَّمِّ.

  وِمن المَجَازِ: القَيْلَعُ، كحَيْدَرٍ: المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الجَافِيَةُ، كما في التَّهْذِيبِ، زادَ الصّاغَانِيُّ: الرِّجْلَيْنِ والقَوَامِ قالَ الأَزْهَرِيُّ: مَأْخُوذٌ مِنَ القَلَعَةِ، وهي السَّحَابَةُ الضَّخْمَةُ.

  وِفي الحَدِيثِ: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَلّاعٌ ولا دَيْبُوبٌ» القلَّاعُ، كشَدّادِ اخْتُلِفَ في مَعْنَاهُ، فقِيلَ: هو الكَذّابُ، وقِيلَ: هُوَ القَوّادُ، وقِيلَ؛ هو النَّبَّاشُ، وقِيلَ: هُوَ الشُّرَطِيُّ، وقِيلَ: هو السّاعِي إِلى السُّلْطَانِ بالبَاطِلِ، كُلُّ ذلِكَ قَالَهُ أَبُو زَيْدِ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ عَلَى الشُّرَطِيِّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القَلّاعُ: الّذِي يَقَعُ في النّاسِ عِنْدَ الأُمَرَاءِ، سُمِّيَ به لأَنَّه يَأْتْي الرَّجُلَ المُتَمَكِّنَ عندَ الأَمِيرِ، فلا يَزَالُ يَشِي بهِ⁣(⁣٢) حَتَّى يَقْلَعَهُ [ويُزِيلَهُ عن مَرْتَبَتِه]⁣(⁣٣).

  وِالقِلْعُ، بالكَسْرِ: الشِّرَاعُ كما في الصِّحاحِ، زادَ الصّاغَانِيُّ كالقِلاعَةِ، ككِتَابَةٍ، والجَمْعُ قِلاعٌ، قالَ الأَعْشَى:

  يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاعِ ... وِقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ⁣(⁣٤)

  وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ، ¥: «كَأَنَّهُ قِلْعُ دارِيٍّ» القِلْعُ: شِرَاعُ السَّفِينَةِ، والدّارِيُّ: المَلّاحُ، وقالَ مُجَاهِدٌ في قَوْلِه تَعَالَى: {وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ}⁣(⁣٥) قالَ: هِيَ ما رُفِعَ قِلْعُها، وقد يَكُونُ القِلاعُ وَاحِداً، وفي التَّهْذِيبِ: الجَمْعُ القُلُعُ، أَي بضَمَّتَيْنِ، ككِتَابٍ وكُتُبٍ، قال ابنُ سِيدَه: وأُرَى أَنّ كُراعاً حَكَى قِلَعَ السَّفِينَةِ، عَلَى مِثَالِ قِمَعٍ.

  قُلْتُ: والعامَّةُ تَفْتَحُه، وتَقُولُ في جَمْعِه: قُلُوعُ، ولا يَأْباهُ القِيَاسُ.

  وِالقِلْعُ أَيْضاً: صُدَيْرٌ يَلْبَسُه الرَّجُلُ على صَدْرِه قالَ:

  مُسْتَأْبِطاً في قِلْعِهِ سِكِّينًا

  وِالقِلْعُ: الكِنْفُ الَّذِي يَجْعَلُ فيه الرّاعِي أَدَواتِه، لُغَةٌ في الفَتْحِ وقد تَقَدَّمَ، ج قِلَعَةٌ كعِنَبَةٍ وقِلاعٌ أَيضاً، كما تَقَدَّمَ.

  وِالقُلْعُ بالضَّمِّ: الرَّجُلُ القَوِيُّ المَشْيِ، يَرْفَعُ قَدَمَه مِنَ الأَرْضِ رَفْعاً بائِناً.

  وِالقُلْعَةُ، بالضمِّ: العَزْلُ، كالقَلْعِ بالفَتْحِ، وقد قُلِعَ الوالِي، كعُنِيَ، قَلْعاً وقُلْعَةً: إِذا عُزِلَ، قالَ خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ:

  تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَشِي ... وِأَهْوَنُ تَعْزِيرِه القُلْعَةُ

  وِفي الحَدِيثِ: «بئْسَ المالُ القُلْعَةُ»، هكذا في الصِّحاحِ والنِّهَايَةِ، وفي التَّكْمِلَةِ: والصَّوابُ أَنْ يُقَالَ: ويُقَالُ، انْتَهَى. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هو العارِيَّةُ، لأَنّهُ غيرُ ثابِتٍ في يَدِ المُسْتَعِيرِ، ومُنْقَلِعٌ إِلَى مَالِكِهِ، أَو القُلْعَةُ من المالِ: ما لا يَدُومُ بَلْ يَزُولُ سَريعاً.

  وِالقُلْعَةُ: الضَّعِيفُ الَّذِي إِذا بُطِشَ بهِ في الصِّراعِ لَمْ يَثْبُتْ قَدَمُه، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:


(١) وردت العبارة في التكملة: ويقال: فلان في قِلْع من حماه، بالكسر ...».

(٢) في التهذيب: فلا يزال يقع فيه ويشي به.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) ديوانه ص ١٩٨ وفيه: ذات القلاعِ قد كاد.

(٥) سورة الرحمن الآية ٢٤.