تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لفع]:

صفحة 436 - الجزء 11

  اللُّعاعَةُ بالضَّمِّ: البَقِيَّةُ اليَسِيرَةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، ومنه قَوْلُهُم: ما بَقِيَ فِي الدُّنْيَا إِلّا لُعَاعَةٌ.

  وِاللُّعَاعَةُ: كُلُّ نَباتٍ لَيِّنٍ من أَحْرَارِ البُقُولِ فِيهِ⁣(⁣١) ماءٌ كَثِيرٌ لَزِجٌ، ويُقَالُ لَهُ: النُّعَاعَةُ أَيْضاً.

  وِلُعَاعُ الشَّمْسِ: السَّرَابُ، والأَكْثَرُ لُعابُ الشَّمْسِ.

  وِالتَّلَعْلُعُ: التَّلأْلُؤُ.

  ولَعْ لَعْ: زَجْرٌ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي المُبْدَلِ، وقد ذَكَرَ المُصَنِّفُ مَقْلُوبَه «علع» في العَيْنِ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَلَعْلَعَتِ الإِبِلُ فِي كَلَإٍ ضَعِيفٍ، أَي: تَتَبَّعَتْ.

  وِتَلَعْلَعَ مِنَ العَطَشِ⁣(⁣٢): تَضَوَّرَ.

  [لفع]: اللِّفَاعُ، ككِتَابٍ: المِلْحَفَةُ، أَو الكساءُ عن ابنِ دُرَيْدٍ، زادَ غَيْرُه: «الغَلِيظُ» تَتَلَفَّعُ بهِ المَرْأَةُ، وزادَ آخَرُ: «الأَسْوَدُ» ومِنْهُمْ مَنْ صَحَّفَه بالقَافِ، وقد نَبَّهَ عليهِ الأَزْهَرِيُّ في «لقع» وبه فُسِّرَ حَدِيثُ عَلِي وفاطِمَةَ ® -: «وقَدْ دَخَلْنَا في لِفَاعِنَا» أَي لِحافِنَا، وهو: الكِسَاءُ الأَسْوَدُ، وكَذا حَدِيثُ أُبَيٍّ: «كانَتْ تُرَجِّلُنِي ولَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا إِلّا لِفاعٌ» يَعْنِي امْرَأَتَه، وكَذا قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ يَصِفُ رِيشَ النَّصْلِ:

  نُجُفاً⁣(⁣٣) بَذَلْتُ لَها خَوَافِيَ ناهِضٍ ... حُشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

  أَرادَ: كالثَّوبِ الأَسْوَدِ، وفَسَّرَه ابنُ دُرَيْدٍ باللِّحافِ.

  أَو اللِّفَاعُ: النِّطْعُ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وابنُ عَبّادٍ أَو الرِّداءُ.

  وِقِيلَ: اللِّفَاعُ: كُلُّ ما تَتَلَفَّعُ بهِ المَرْأَةُ، ونَصُّ الصِّحاحِ: واللِّفاعُ: ما يُتَلَفَّعُ بهِ، زادَ غَيْرُه: مِنْ رِداءٍ، أَوْ لِحافٍ، أَو قِنَاعٍ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: يُجَلَّلُ بهِ الجَسَدُ كُلُّه، كِساءً كانَ أَوْ غَيْرَه.

  وِاللِّفَاعُ: اسمُ بَعِيرٍ، كما هُو نَصُّ المُحِيطِ، وفي اللِّسَانِ: اسمُ ناقَةٍ بعَيْنِها، ومنهُ قَوْلُ الرّاجِزِ:

  صُوف اللِّفاعِ والدُّهَيْمِ والقُحَمْ

  هكَذا أَنْشَدَهُ في المُحِيطِ، واسْتَدَلَّ عليهِ صاحِبُ اللِّسَانِ بقَوْلِهِ:

  وِعُلْبَةٍ من قادِمِ اللِّفَاعِ

  وِقالَ الأَزْهَرِي: اللِّفَاعُ في قَوْلِ الرّاجِزِ هذَا: الخلْفُ المُقدَّمُ⁣(⁣٤).

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: اللِّفَاعَةُ بهاءٍ: الرُّقْعَةُ تُزادُ في القميص والمَزَادَةِ وغَيْرِهِمَا إِذا كَانَتْ ضَيِّقَةً، كالَّلفِيعة كسَفِينَةٍ.

  وِمِنَ المَجَازِ: لَفَعَ الشَّيْبُ رَأْسَه، كمَنَعَ لَفْعاً، وكَذا لِحْيَتَهُ: شَمِلَه قالَهُ اللَّيْثُ كلَفَّعَهُ تَلْفِيعاً، أَي: غَطّاهُ، قال سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:

  كَيْفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَ ما ... لَفَّعَ الرَّأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ

  وِمِنَ المَجَازِ: لفَّع الطَّعَامَ تَلْفِيعاً: إِذا لَفَّهُ لَفًّا، وأَكْثر من الأَكْل، كما في الأَساسِ.

  وِلَفَّعَ المَزَادَةَ تَلْفِيعاً: قَلَبَهَا، كَمَا في الصِّحاحِ، زادَ غَيْرُه: فَجَعَلَ أَطِبَّتَهَا فِي وَسَطها، فَهِيَ مُلَفَّعَةٌ، وذَاكَ تَلْفِيعُهَا، ورُبَّمَا نُقِضَتْ، ورُبّما خُرِزتْ كما في العُبَابَ.

  وِمن المَجَازِ: لَفّعَ المرْأَة تَلْفِيعاً: إِذا ضَمَّها إِليْه، واشْتَمَلَ عَلَيْها.

  وِالتَّلَفُّعُ: التَّلحُّفُ، كالالْتِفاعِ، يُقَالُ: تَلَفَّعَتِ المَرْأَةُ بمِرْطِهَا، أَي: الْتَحَفَتْ بهِ، وفي الحَدِيثِ: «ثُمّ يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُرُوطِهِنَّ⁣(⁣٥)، ما يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ» أَي مُتَجَلِّلات بأَكْسِيَتِهنَّ، ويُقَالُ: تَلَفَّعَ الرَّجُلُ بالثَّوْبِ، والشَّجَرُ بالوَرَقِ: إِذا اشْتَمَلَ بهِ، وتَغَطَّى بهِ، وقَوْلُ الشّاعِرِ:

  مَنَعَ الفِرَارَ⁣(⁣٦) فجِئْتُ نَحْوَكَ هارِباً ... جَيْشٌ يَجُرُّ، ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ

  أَي: يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ، وقالَ جَرِيرٌ:


(١) الأصل واللسان: «فيها» والمثبت عن التهذيب.

(٢) في التهذيب: فلان يتلعلع من الجوع والعطش أي يتضور.

(٣) عن ديوان الهذليين ٢/ ٩٩ وبالأصل «نجفٌ» والنجف العراض النصال والظبات.

(٤) عبارة التهذيب: «فاللفاع اسم ناقة بعينها، وقيل: هو الخلف المقدم» ومثله في التكملة.

(٥) المروط واحدها مرط بالكسر، هو كساء أو مطرف يشتمل به كالملحفة.

(٦) في المحكم: القرار، بالقاف.